تتخبط إيران من الداخل، فحركة موفديها إلى لبنان لا تتوقف، من وزير خارجيتها إلى رئيس مجلس نوابها، كثرت الزيارات، ولكل زائر نقطة خلاف في الداخل الإيراني، وتناقضات يتم ترجمتها في لبنان، والصراع داخل الأجنحة في طهران ظهر في لبنان أيضاً. فوق الطاولة، لا تزال روايات الصمود الزائفة والانتصارات الوهمية، تملأ المنابر، أما تحت الطاولة، فيسارعون ويحاولون وقف إطلاق النار للحفاظ على ماء وجه “الحزب” الذي تلوث بالمغامرات المتسرّعة والإذعان لأوامر طهران، فمحاولات إنقاذ ذراع خامنئي في لبنان المتمثّل بـ”الحزب” لا تهدأ، لكن من دون نتيجة.
مصادر سياسية تعتبر، أن كل “هذه الزيارات لا مكان لها في السياسة العالمية، وهي تأتي في إطار التخفيف من النقمة داخل بيئة “الحزب” تجاه طهران، لأن بيئة “الحزب” شعرت بأنها تُركت وحيدة بعد سنوات طويلة من الشعارات التي ستزلزل إسرائيل وتُمحيها عن الخريطة العالمية، لكن تلك الشعارات بقيت حبراً على ورق، وتلك الأوراق تساقطت مع فتح جبهة الإسناد، لتكشف نوايا طهران الحقيقية والتي تدلّ على أن النظام الإيراني تعامل مع “الحزب” على أنه مجرّد فصيل أو ذراع مسلح يتقاضى أموالاً مقابل خدمة إيران”.
أما الجانب الآخر من الزيارة، فتضيف المصادر عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أنه “ذو طابع مادي، إذ تؤكد أن هناك أمولاً أتت من طهران إلى “الحزب” عبر رئيس البرلمان الإيراني خلال زيارته إلى لبنان، لأن “الحزب” يعيش في أزمة مالية كبيرة، خصوصاً في هذه الفترة بعدما تعرّضت كافة موارده للقصف. فهناك رواتب للمقاتلين، ومساعدات مترتبة على “الحزب” منذ اندلاع الحرب وعليه تسديدها، إضافة إلى تأمين مستلزمات أخرى، لكن تلك الأموال لا تكفي إلا لوقت قليل فقط”.
تشير المصادر، إلى أن “الزائر الإيراني أتى لإعطاء دروس بالوطنية والصمود والصبر، وكان أجدى به أن يتعلّم هو تلك الدروس، وقبل حديثه عن الصمود والمقاومة، عليه أن يخبرنا كيف حطَّت طائرته في مطار بيروت، ومن أعطاه الضمانات اللازمة؟، وهو حُكماً تلقى ضمانات من إسرائيل مباشرة وطلب الإذن منها وحصل على إذن وضمانة بأن الطائرة لن تتعرض للإستهداف!”.