ردًّا على ميسم رزق: سبع أكاذيب في مقال!

حجم الخط

من غير الجائز أن نستبشر شتّى موضوعية أو منطق أو مقاربة واقعية على صفحات جريدة دأبت على تحوّلها منصّة إعلامية تتصدّر الدفاع عن خط ميليشيا “الحزب” واستطرادًا محور الممانعة، آخر تلك السياقات ما كتبته الصحافية ميسم رزق في جريدة “الأخبار” تحت عنوان “الفتنة السنية الشيعية شغل الحكيم الشاغل”، حيث زوّرت الحقائق واعتمدت سياقًا تضليليًا لا يمتّ للوقائع المعلومة والموثّقة بصلة، كما لجأت إلى فبركة من مطبخ أوهام فريقها السياسي.

ومن المثير للاشمئزاز أن تتنطّح بالكلام عن رؤساء حكومة – استثمرت في اغتيالهم “الممانعة” بناءً على أحكام فاسدة من محاكم محكومة – صحيفة المحور، الذي قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبحكم مبرم من أعلى المرجعيات القضائية الدولية.

ومن البائس جدًا، أن تُترغل صحيفة ما تبقّى من محور “الممانعة” عن “قتل وإزاحة من يقف بالوجه وعن الغدر”، خاصّة أنّ هذا المحور قد احترف تصفية كلّ مَن يُعارضه، من قلب بيئته إلى بقية البيئات، من الناشط الشهيد هاشم السلمان إلى الكاتب الشهيد لقمان سليم، وما قبلهما، وما بعدهما.

 

أوّلًا، الكلام عن جهر رئيس حزب القوات اللبنانية “بالبيعة للإخوان المسلمين” واتهامه بالتحالف مع “جبهة النصرة”، هو كلام باطل ومُزوَّر، لأنّ الدكتور سمير جعجع، وعند كلامه عن احتمالية أن يحكم “الإخوان” تحدّث ردًّا على سؤال صحافي حول الأمر، وجاء ردّه في سياق ارتكازه على الديمقراطية، أي أن الأمر يعود لخيار الناس، الأمر الذي لا يفقهه محور الممانعة، لا في احترام آراء العامّة ولا حتى في احترام قرارات الدول وسلطاتها الرسمية. أمّا، الكلام عن التحالف مع “جبهة النصرة” فهو مُعيب، لأنّ “القوات” ورئيسها، إن أخذوا موقفًا فكان مع حريّة الشعب السوري وانتفاضته السلمية بوجه ما مورس عليه من ديكتاتورية على مرّ عقود، تمامًا كما مورس على الشعب اللبناني، بينما جسّد التحالف والتنسيق والتعاون مع المقاتلين الإرهابيين، الحزب نفسه، عبر المسارعة لتهريب عناصر داعش بباصات مكيّفة، ومنع الجيش اللبناني من الانقضاض على آخر مواقعهم في الجرود اللبنانية.

 

ثانيًا، الكلام عن “تحريض قوّاتي” ضد الرئيس سعد الحريري لدى المملكة العربية السعودية وتاليًا تحميل الدكتور جعجع “مسؤولية ما آلت إليه أحوال الطائفة السنية”، هو كلام “مُكرّر، مُعلّب وساذج” وقد شرب عليه دهر التضليل والفبركة وشبع، فصحيح أنّ علاقة “القوات اللبنانية” ورئيسها أكثر من ممتازة مع المملكة، انطلاقًا من أسس وطنية وسيادية حرصت الأخيرة على صونها، فإنّ علاقة الرئيس الحريري مع المملكة هي علاقة عضوية، وبالتالي لن ترتكز المملكة لا على “القوات” ولا على غيرها لمقاربة أي خطوة أو موقف أو قرار بما يخصّ علاقتها مع الحريري، ما ينفي أي تهمة سوّق لها “الحزب” وفريق الممانعة ضد “القوات” لتحميلها أي أمر يرتبط بأهل السنة في لبنان، ويعلم القاصي والداني، أنّ كل هدف “الحزب” ومحوره، هو شقّ صفوف اللبنانيّين ومنع أي وحدة سيادية تُنادي بالدولة ومؤسساتها، ليتفرّغ لمشروعه التدميري، الذي قادنا اليوم، كما في السابق، إلى دمار وفوضى وهلاك.

 

ثالثًا، كلام الصحافية رزق عن “استئناف الجهد القواتي من منصات التواصل وصولًا إلى المعارضة السورية” وإنشاء “الجيش الالكتروني القواتي صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مسلمة ترفع بروفيلاتها صور الرئيس الراحل رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، وتُذكّر بخلافات “الحزب” وتيار المستقبل”، ليس سوى من محض خيال رزق والصحيفة التي تنتمي لها والمحور الذي ترتبط به، وهو ما اعتاد عليه هذا المحور، لشق صفوف اللبنانيّين، وعليه نتحدّاهم أن يُقرنوا كلامهم المُفبرك بالوقائع والاثباتات الدامغة.

 

رابعًا، ما ذكرته الصحافية رزق عن “مكتب تنسيقي في كورنيش المزرعة ودفع أموال لشباب سنّة بهدف تأجيج الشارع”، يندرج في سياق الفبركة والخداع والتضليل، وهو يُعتبر وفق التحليل النفسي، محاولة يائسة لرمي الآخر بما دأبت النفس على ممارسته، وما محاولات “الحزب” في إنشاء خلايا لها في عدة مناطق تحت ستار “سرايا المقاومة”، سوى الدليل الأكيد أنّ هذا الأسلوب الفتنوي هو وسيلة من وسائل أرباب الصحيفة التي تنتمي لها رزق.

 

خامسًا، اتّهام “القوات” بالاستثمار بملف النازحين وخلق أجواء معادية لهم في بيروت وطرابلس، هو كلام مردود، جملةً وتفصيلًا، تنفيه أصوات ممانِعة عدّة، أجمعت على الإشادة ببيئة “القوات” التي استضافت النازحين.

 

سادسًا، ما ذكرته الصحافية رزق عمّا أسمته “المسؤول القواتي ر.ج.” وعن عقده “اجتماعات مع المعارضة السورية في عدد من العواصم”، للضغط منعًا لعودة السوريّين إلى بلدهم، توازيًا مع “تكفّل القوات في خلق جو من شدّ العصب المذهبي…”، هو كلام ملفّق من أساسه وكاذب ومردود، وقد تصدّرت “القوات” معركة مواجهة ملف الوجود السوري غير الشرعي، وهي لن تتراجع عنه، لا بل هي اليوم أكثر إصرارًا على معالجته بشكل حاسم، في حين أنّ مَن عرقل عودة السوريّين هو محور “الممانعة”، عبر مصادرة أراضيهم وطردهم من بيوتهم، لأسباب توسّعيّة من جهة ولعوامل ديمغرافية رسم حدودها النظام السوري.

 

سابعًا، لا تريد “القوات” تقليم أظافر أحد، ولا القضاء على أحد، بل تريد دولة حقيقية تؤمّن للشعب اللبناني، كل الشعب اللبناني، وطنًا آمنًا ومزدهرًا، وهذا الهدف لن يتحقّق مع بقاء سلاح غير شرعي، يجرّ الويلات والحروب العبثية كل بضع سنوات، عملًا بأجندة وحسابات ومصالح خارجية. نعم المطلوب، القضاء على كل ما يمسّ بأمن اللبنانيّين، وهذا الأمر ليس مخطّطًا قواتيًا تعمل عليه معراب، بل هو نصّ دستوري، اتّفقت عليه كلّ المكوّنات اللبنانية، ومَن يُصرّ على الخروج منه، عليه أن يجد لمشروعه وطنًا آخر، يمارس فيه استباحاته.

 

إنّ “الفتنة السنية الشيعية” و”الفتنة اللبنانية – اللبنانية”، غير موجودة إلّا في مشروع مَن يصرّ على خطف قرار طائفة برمّتها، وقيادتها إلى مشروع موت، خِلافًا لإرادة بقيّة اللبنانيّين، الأمر الذي بات اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، مرفوضًا من أكثرية ساحقة من اللبنانيّين، وفي مقدمتهم أبناء الطائفة الشيعية المنكوبة، وهنا فقط يصحّ استعارة جملة من مقال رزق للقول أنّه “لم يجد بعد يدًا تصفّق معه”، نعم، لن يجد، بعد اليوم، “الحزب” ومحور “الممانعة” يدًا لبنانية تُصفّق لمشروعه التخريبي إرضاءً لجمهورية إيران، التي لا يهمّها سوى إبعاد شبح الحرب عن نظامها وأرضها، ولو كلّفها القتال حتى آخر شاب لبناني.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل