شهدت بعلبك في منطقة البقاع (شرق لبنان) يومًا دمويًا غير مسبوق، حيث تسببت الغارات الإسرائيلية بمقتل 60 شخصاً، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في لبنان. وأشار محافظ بعلبك، بشير خضر، إلى أن يوم الاثنين كان “الأعنف” منذ بدء التصعيد في المنطقة الحدودية مع سوريا، حيث تجاوز عدد الجرحى 100، ولا يزال مصير 15 شخصاً تحت الأنقاض مجهولاً، مع استمرار عمليات الإنقاذ.
في المقابل، شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، هدوءًا نسبيًا لليلة الثانية على التوالي، من دون غارات إسرائيلية خلال اليومين الماضيين.
يأتي هذا الهدوء بعد أسابيع من اشتباكات شبه يومية بين القوات الإسرائيلية و”الحزب” في القرى الحدودية الجنوبية، حيث دُمّرت بلدات بأكملها بفعل القصف. وكثّفت إسرائيل منذ سبتمبر غاراتها على الضاحية الجنوبية، الجنوب، والبقاع، وبعلبك وأطلقت عملية برية محدودة على الحدود مطلع الشهر الحالي، مع تأكيد “الحزب” على عدم سيطرة الجيش الإسرائيلي على أي بلدة بالكامل.
من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة القتلى منذ 23 أيلول إلى أكثر من 1700، وفق إحصاءات وزارة الصحة. وتسعى إسرائيل لإنشاء منطقة عازلة على الحدود ودفع “الحزب” شمال نهر الليطاني، بغية إعادة المستوطنين الذين نزحوا جراء التصعيد والقصف الصاروخي.
في الأسابيع الأخيرة، شهد لبنان تصعيدًا حادًا نتيجة المواجهات العسكرية المتكررة بين “الحزب” والقوات الإسرائيلية، مما أثار توترًا شديدًا على طول الحدود الجنوبية وفي بعض المناطق الداخلية وبعلبك أيضاً. هذا التصعيد يعيد إلى الأذهان نزاعات سابقة، ويخلق تحديات جديدة للبنان وسط وضع اقتصادي وسياسي هش.
منذ أيلول الماضي، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، والبقاع، والجنوب، في محاولة للحد من تواجد “الحزب” قرب الحدود. يرافق هذه الغارات توغل بري محدود في بعض القرى الجنوبية. وفي المقابل، يواصل “الحزب” الرد عبر عمليات قصف وإطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية الحدودية، ما يدفع بإسرائيل إلى تعزيز حضورها العسكري وإنشاء منطقة عازلة على الحدود.
في ظل هذا التصعيد، تكبدت المناطق اللبنانية، وخاصة بعلبك والقرى الحدودية، خسائر كبيرة في الأرواح والبنية التحتية، مع تدمير بلدات بأكملها. وأفادت التقارير بأن حصيلة القتلى منذ بداية التصعيد تتجاوز 1700 قتيل، إلى جانب آلاف الجرحى، الأمر الذي يضع ضغوطًا كبيرة على قطاع الرعاية الصحية اللبناني.