يشهد لبنان منذ فترة تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية. ففي محافظة بعلبك في البقاع، تعرضت قرى عدة لغارات إسرائيلية يوم الاثنين، مما أدى إلى مقتل 63 شخصًا كحصيلة رسمية من وزارة الصحة. ووصف محافظ بعلبك، بشير خضر، هذا اليوم بأنه “الأعنف” منذ بدء التصعيد في المنطقة، مشيرًا إلى أن عدد الجرحى تجاوز 100.
توزع الضحايا في بعلبك كالآتي: ضحية في شمسطار، ضحيتان في الحلانية، ضحيتان في بريتال، خمسة ضحايا في بلدة طاريا، من ضمنهم ثلاثة أشقاء من آل سماحة، ستة ضحايا في بلدة بوداي من بينهم خمسة ضحايا من آل عساف، بالإضافة إلى هاجر حمزة ابنة الخضر التي احتضنت طفلها فاستشهدا معا. وعلى مقربة منها في بلدة الحفير مجزرة أخرى وقع فيها 12 ضحية من آل ناصيف، من عشيرة آل شمص، جلهم من النساء والأطفال، وكان لبلدة العلاق المجاورة النصيب الأكبر من معمودية الدم، فقدم آل كنعان 16 ضحية من الأهل والأبناء والأحفاد الصغار والرّضع، الذين هدمت بيوتهم بنيران الحقد.
وفي يونين ضحيتان سارة وفاطمة، من بين الأمهات اللواتي احتضن أولادهن لحمايتهم. وفي الرام تسعة من أبنائها شهداء جلّهم من النساء والأطفال أيضا، ومن بينهم ام قضت مع أولادها الأربعة.
أما في مدينة بعلبك وتحديدا في الغارة الثانية التي استهدفت في جنح الظلام أطراف ثكنة غورو التاريخية، وعلى بعد عشرات الأمتار فقط من موقع قلعه بعلبك الأثري، قضى ستة شهداء، منهم أربعة أشقاء من آل النمر، وابن أحدهم، كما استشهد مواطنان في الغارة على حدث بعلبك.
وقد ناهزت الغارات الإسرائيلية الثلاثين غارة، فقد استُهدفت مدينة بعلبك بغارتين، إلى جانب البلدات التالية: شمسطار، الحلانية، سرعين التحتا، قصرنبا، تمنين، بريتال، طاريا، يونين، الرام، بوداي، حدث بعلبك، الحفير، حزين، عين بورضاي، العلاق، النبي شيت، وحوش الرافقة.
واستقبل مستشفى دار الأمل الحامعي ومستشفى بعلبك الحكومي، القسم الأكبر من الجرحى، وتولت غرف الطوارئ استقبال المصابين، فتبلسم الجراح البسيطة، وتحول الحالات المتوسطة والخطيرة إلى غرف العمليات والأقسام المعنية.
بدورها لم تهدأ فرق الإنقاذ والإسعاف والإطفاء وبخاصة فرق الدفاع المدني، الهيئة الصحية الاسلامية والدفاع المدني التابع لها، كشافة الرسالة، وجرافات وآليات البلديات والاتحادات البلدية والخاصة، بالإضافة إلى الأهالي الذين هبوا للمساهمة في تقديم يد العون والمساعدة والتبرع بالدم للجرحى.