بدأت أصداء التوترات والأجواء المشحونة داخل مراكز الإيواء التي تحتضن النازحين من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، تخرج إلى العلن، و”الأخبار عن هذه التوترات بين النازحين، تتردد في الكثير من المجالس والأوساط والهيئات والأجهزة المعنية”، وفق مصادر مطلعة متابعة، تكشف لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، عن أن “محاولات حثيثة يبذلها بعض المسؤولين “الحزبيين” من بين النازحين لتطويق هذه الإشكالات والتوترات بينهم، بعضها ينجح وبعضها الآخر يتم تطويقه على زغل، كما يقال”.
المصادر ذاتها تشير، إلى أن “معظم التوترات الحاصلة بين النازحين داخل مراكز الإيواء، سببه قلة الحاجيات الأساسية والضرورية المتوافرة لهم، فالمساعدات من الدولة والجمعيات الأهلية ضئيلة، ولا تكفي الحاجة المطلوبة لتأمين أبسط مقوّمات العيش بالحد الأدنى”، لافتةً إلى أن “التنافس بين النازحين على تأمين الحاجيات والخدمات الضئيلة، واضح وليس سرّاً، على الماء وغاز الطبخ والمواد الغذائية ومواد التنظيف، وغير ذلك”.
المصادر تلفت، إلى أن “القوى الأمنية تلعب دوراً كبيراً وأساسياً في منع تضخُّم هذه التوترات وضبط الأجواء المشحونة بين النازحين في مراكز الإيواء. لكن اللافت أكثر أنه في مكان ما يبدو أن “وهرة وهيبة” المسؤولين الحزبيين من بيئة النازحين عليهم قد اهتزت إلى حدٍّ ما، إذ إنه لدى تدخلهم لضبضبة التوترات ومحاولة السيطرة عليها ومنع خروجها إلى العلن تحت عنوان عدم هزّ صورة البيئة وتماسكها بما يؤثّر على صورة “الحزب”، تُسمع أصوات معترضة أو غاضبة، أو لا يكون التجاوب بالقدر المرتجى مع محاولات المسؤولين الحزبيين، بل تخرج أحياناً كثيرة أصوات معترضة تطالب بتوفير الخدمات الأساسية لكل النازحين في مراكز الإيواء، بدل الشعارات التي لا توفّر ماء وكهرباء وغاز ومواد غذائية، “شبعنا حكي وشعارات.. عايشين بالذل”.
من جهتها، لا تستغرب مصادر عاملة في الشأن الاجتماعي ومنخرطة في رعاية النازحين ومساعدتهم، عبر موقع “القوات”، “حصول بعض التوترات في مراكز الإيواء”، موضحة أن “الإنسان في بيته تحصل مشاكل يومية بينه وبين أفراد عائلته على أبسط الأمور، فكم بالحري حين نكون إزاء نازحين محشورين في مراكز إيواء مزدحمة تفتقر إلى الكثير من الخدمات الضرورية الأساسية الضئيلة، ووسط كل الظروف النفسية التي يعيشونها بعد دمار وخراب بيوتهم وأعمالهم ومصادر رزقهم؟”.
تضيف: “من الطبيعي أن تشتد المنافسة بين النازحين داخل مراكز الإيواء على أبسط الخدمات المتوافرة، حتى ولو كانوا مبدئياً بمعظمهم من بيئة واحدة والانطباع العام أنها متماسكة ومتضامنة. عملياً على أرض الواقع “حيث تكون القلّة يولد النقار”، وكل إنسان يقول “يا رب نفسي وعائلتي أولاً”. لكن بالتأكيد يجب أن تكون القوى الأمنية حاسمة مهما كان الأمر، وتفرض الانضباط على الجميع، مع تفهُّم الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون في مراكز الإيواء”.