ذكرى رحيل حليم الرومي

حجم الخط

يكفي أن يكون حليم الرومي مُكتشف صوت السيّدة فيروز ليدخل إلى عالم الكبار، بل هو مُكتشف أسماء كبيرة أيضاً في عالم الغناء والموسيقى العربية، وقدّم للمكتبة الموسيقيّة ألحانًا زاوجت بين التراث والمعاصرة، وكان أجمل ألحانه ما قدّمه لابنته المطربة المعروفة ماجدة الرومي.

لذلك تتوقّف الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” في ذكرى رحيله لتستذكر حياته التي بدأت في صور عام 1919، وسرعان ما تنقّل بين فلسطين ومصر حيث التحق هناك في معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية. هناك تعرّف بماري لطفي وتزوّجها.

بعد مصر، إلتحق بمحطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية في بيروت وتسلّم منصب مدير الأنباء في لبنان، ثم أصبح رئيس القسم الموسيقي في إذاعة بيروت.

أمضى الموسيقار الرومي 30 عامًا في خدمة الإذاعة اللبنانية، تنوّعت بين مرارة العمل الوظيفي والرسمي، وبين أعمال الإبداع الفنّي والموسيقي. هو فنّان كبير أضاف إلى الموسيقى نوتة فريدة مفعمة بحسّه الفنّي الخاص.

تجربة الرومي في مجال الإبداع غنيّة، رافق خلالها تطوّر الحركة الموسيقية في لبنان والعالم العربي، فكان من المبدعين الذي استطاعوا سرد خبايا هذه الحركة وخفاياها.

أعوامه على الهواء مع الإذاعة خلال 29 عامًا، امتدت من 15 كانون الثاني 1950 إلى 1 تموز 1979. في خلال هذه الأعوام خدم الرومي منصبي رئيس القسم الموسيقي بالأصالة ورئيس قسم مكتبة التسجيلات بالنيابة.

حقّق الكثير من الإنجازات والأعمال الكبيرة على أصعدة التأسيس والبناء والتنظيم، واكتشاف الأصوات والمواهب الجديدة والتوجيه الفنّي والمهني، والإنتاج الموسيقي والغنائي المميّز بالمتانة ورفعة المستوى، وانتقل بالإذاعة من مرحلة برامج الغرفة الواحدة في السرايا الكبيرة، إلى مرحلة برنامج البناء الفخم في الصنائع الذي قام أساسًا على همم وسواعد ذلك الرعيل الذي أحبّ عمله وبذل في سبيله أعزّ وأغلى ما يملكه الإنسان في حياته، وحليم الرومي هو واحد من ذلك الرعيل الذي انتقل بالفن اللبناني من عهد التبعيّة حتى إطلاقه في أوائل الخمسينيات بشخصية إقليميّة لبنانية حرّة.

رحمة الله على حليم الرومي الذي رحل في 1 تشرين الثاني 1983، فكان عن حق الأب الروحي للأغنية اللبنانية!

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل