عندما هاجر قسم كبير من أبناء منطقة دير الأحمر قاصدين بلاد الله الواسعة في دنيا الاغتراب، تحوّلوا إلى خشبة خلاصٍ سمحت بتأمين استمرارية صمود أهلهم وبقائهم في أرضهم. واليوم كالأمس، عندما دعت الحاجة ودقَّ النفير وقرعت طبول الحرب في لبنان، استنفر أبناء المنطقة المنتشرين في كل دول العالم وأنشأوا خلية أزمة لدعم أهلهم ومساعدتهم في استقبال وتنظيم حركة النازحين من القرى المجاورة إلى دير الأحمر وجوارها، حاملين هذا الهمّ على أكتافهم، محاولين تخفيف أعبائه عن أهلهم.
لهفتهم على منطقتهم لا تختلف بين من وُلد في المنطقة أو في بلاد الانتشار، وبين كبيرٍ وصغير لم يتأخر عن التبرّع من مصروفه الخاص لدعم منطقته. تراهم يهبّون كلّما دعا داعٍ، يقفون إلى جانب أهلهم وبلداتهم. أسّسوا مجلس مندوبي الاغتراب في دير الأحمر خلال جائحة كورونا. تواصلوا مع بعضهم البعض من أميركا إلى أوستراليا مرورًا بأوروبا والخليج.
هذا الجندي المجهول الذي لم ينسَ أهله لا في السلم ولا في الحرب، هو اليوم أيضًا يعمل على دعم اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر وبلدياتها في ظل تفكك الدولة في هذه المرحلة الصعبة، من خلال التكفّل لزيادة عديد عناصر شرطة الاتحاد والبلدية للقيام بواجباتهم في مواكبة استقبال النازحين والمحافظة على الأمن والنظام، بالإضافة إلى دعم شبيبة كاريتاس في إقليم البقاع الشمالي وفوج إسعاف دير الأحمر.
لهذا الاغتراب كل الشكر والتحية والامتنان، على أمل اللقاء قريبًا في ربوع دير الأحمر المقاومة.