افتتاحية صحيفة النهار
نتنياهو وجولة تصعيدية يبدّدان “الآمال” لا إتفاق لوقف نار قبل “الثلاثاء الأميركي”
لم تكن دورة التصعيد الحربي الإسرائيلي المضاعف بدءاً من صباح أمس شاملاً كل مناطق الاستهدافات الدائمة زائد توسيع الهجمات بالمسيّرات بهدف الاغتيالات سوى جواب عاجل وسريع على كل الذين ساورتهم آمال متعجلة في إمكان أن ترى تسوية لوقف النار والشروع في تنفيذ القرار 1701 النور قبل الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية النور. ومع أن التصعيد بذاته بدا الجواب السريع الأولي الذي واكب بدء محادثات موفدي الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب، فإن الموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب لقائه الموفدَين الأميركيين أحبط المراهنين على “هدية” يقدمها نتنياهو إلى الادارة الأميركية الحالية من شأنها أن تجيّر لمصلحة المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس عبر استجابته لجهود واشنطن إعلان وقف النار في لبنان قبل الثلاثاء المقبل.
بذلك يكون نتنياهو استعاد النسخة الثانية لإحباطه في اللحظة الاخيرة مشروع الحل الأميركي- الفرنسي الذي سبق للبنان الرسمي أن وافق عليه وأيدته مجموعة واسعة من الدول. وتبعاً للمناخ السلبي المقفل الذي ساد أمس عقب محادثات الموفدين الأميركيين مع نتنياهو، صار شبه مؤكد أن هوكشتاين لن يزور بيروت بعد تل أبيب ولو أنه قد يتواصل مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي لإبلاغهما نتائج محادثاته في إسرائيل، وأن الجهد الديبلوماسي الأميركي صار معلقاً إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية بما يعكس تالياً أن دورات التصعيد الحربي قد تتخذ وجهاً أشد عنفاً في قابل الأيام.
وفي تصعيد متواصل لموقفه أكد نتنياهو للموفدين “تصميم إسرائيل على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال”.
وقال: “القضية الأساسية ليست أوراق هذا الاتفاق أو ذاك بل قدرة إسرائيل وتصميمها على إنفاد الاتفاق”. وأضاف: “وقف إطلاق النار مع “الحزب” يجب أن يضمن أمن إسرائيل”. وتحدث عن “ضغط لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان” مضيفاً “الواقع أثبت العكس ولا أحدد موعداً لنهاية الحرب لكني أضع أهدافاً واضحة للانتصار فيها وسنعمل على معالجة أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران … لا أقلل من شأن أعدائنا مطلقاً والمهم في التسوية في لبنان إمكان تحقيق الأمن والعمل ضد التسلح”.
ليس قبل الثلثاء
ونقلت وسائل اعلام أميركية عن مسؤولين أميركيين تشكيكهم في أن تؤدي الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع إلى اتفاق لوقف النار في غزة ولبنان، قبل انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة يوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني. واعتبروا أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان سوف تتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة. ولفتوا إلى أن هناك شعوراً داخل إدارة الرئيس جو بايدن، أن نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة المقبل، لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مقربين من نتنياهو قولهم إنهم لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بشأن الحرب في لبنان قبل الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من تشرين الثاني، على الرغم من أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدفع في هذا الاتجاه.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين لبنانيين وعرب آخرين يشاركون في مفاوضات تجري بهذا الشأن قولهم إن جماعة “الحزب” والحكومة اللبنانية لم يقبلا الاتفاق الدبلوماسي المُقترح، وقالا إنه يتيح لإسرائيل حرية أكبر لمواصلة هجومها عبر الحدود. ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجانب الإسرائيلي يسعى للاستفادة مما وصفه بـ”الإنجازات العملياتية الضخمة لإسرائيل وخاصة تدمير قيادة الحزب بأكملها”. وأضاف: “كل المفاوضات ستتم تحت النار. لا أحد يوافق على وقف إطلاق النار من أجل التفاوض على اتفاق”.
والواقع أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي كان أبدى مساء الاربعاء تفاؤلاً حذراً في امكان إعلان وقف النار، قال أمس إن “التهديدات التي يطلقها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي قتلاً وتدميراً وتخريبا”. وأشار إلى أنه “أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الدبلوماسية الفاعلة طالباً تكثيف الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والإنسانية”. وقال: “لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين بالأمس أنه سيسعى في إسرائيل للتوصل إلى حل يوقف اطلاق النار تمهيداً للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علماً أن التصعيد الإسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الإسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة”.
إنذارات وغارات
أما التصعيد الإسرائيلي، فمضى متنقلاً بين الجنوب والبقاع على وقع انذارات إضافية بالاخلاءات لا سيما في بعلبك ومنطقتها، بينما استُهدفت مجدداً سيارة في عاريا، واللافت أيضا توسّع دائرة الاستهدافات لتصيب بقوة القطاع الصحي والعاملين فيه، موقعة الشهداء والجرحى. وانذر الجيش الإسرائيلي صباحاً سكان عدد من البلدات في الجنوب بضرورة إخلائها والانتقال إلى شمال نهر الأولي. والبلدات هي: الحوش، البازورية، مخيم الرشيدية، البرغلية، بستيات، الحميري، ارزي، مطرية الشومر، الخرايب، أنصار. وعلى الاثر سادت مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين حالة من الهلع وسط حركة نزوح كثيفة، وقد استنفرت القوى الفلسطينية بعد التهديد الإسرائيلي للمخيم. واستهدفت غارة بلدة رشكنانيه والحوش في صور ثم استهدفت مدينة صور بعد الظهر.
كما عاود المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية افيخاي أدرعي توجيه إنذار إلى سكان بعلبك وعين بورضاي ودورس. وبعدها، طاولت غارات البقاع الشماليّ وبلدة حوش السيد علي الحدودية تحديداً. واستهدفت مقنة حيث أفيد عن وقوع 3 شهداء و5 جرحى وسجلت 4 غارات استهدفت بلدة دورس ومحيط بعلبك. كما شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على بلدة سحمر في البقاع الغربي.
وسجّل في المقابل إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان في اتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل، علماً أن الجيش الإسرائيلي كان أعلن صباحاً أنه رصد إطلاق 30 صاروخاً من لبنان باتجاه الجليل في الدفعة الأخيرة واعترض عدداً منها. وأفادت وسائل اعلام اسرائيلية عن سقوط خمسة قتلى في قصف صاروخي من لبنان.
وأعلن “الحزب” في سلسلة بيانات أنه استهدف أربع مرات تجمعات للقوّات الإسرائيلية في منطقة وطى الخيام بالصواريخ. وأطلق صلية صاروخية على تجمع للقوات الإسرائيلية جنوب منطقة الخيام، كما استهدف فجر أمس تجمعاً للجنود الاسرائيليين شرق بلدة الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية. وقصف مساء أمس مستعمرة كريات شمونة ولمرتين بصلية صاروخية، وتجمعات للجنود الإسرائيليين في مستعمرتي ليمان وجشر هزيف بصلية صاروخية. وقصف مستعمرة كرمئيل وتجمعاً في مستعمرة يفتاح.
وأعلن أيضا استهداف مخازن يركا شرق مدينة عكا وتجمعاً للقوات الإسرائيلية في أطراف الحي الشرقي في بلدة الخيام. كما قصف ليلاً تجمعاً للقوات الإسرائيلية في محيط بلدة مارون الراس.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
نتنياهو يسكب «ماء بارداً» على المتحمسين لوقف إطلاق النار في لبنان أو غزة
قال: «مع كل الاحترام للأرقام 1701 و1556 فإن ما سيكون هو كيف نفرض الأمن في الميدان»
تل أبيب: نظير مجلي
لم تدم الأنباء المتفائلة حول قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، واتفاق آخر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أكثر من 24 ساعة، حضر خلالها إلى المنطقة 3 مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، هم: كبير مستشاري الرئيس لشؤون لبنان آموس هوكستين، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك (في إسرائيل)، ورئيس المخابرات المركزية وليم بيرنز (في مصر).
وإذا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسكب «الماء البارد» على المتحمسين لوقف إطلاق النار، بقوله إن «الظروف الناشئة لا تكفي، وهناك حاجة لمزيد من القتال حتى تستطيع إسرائيل أن تفرض شروطاً أفضل للاتفاقات».
شروط جديدة
وقد وضع نتنياهو شروطاً جديدة للاتفاق مع لبنان، وأبدى إصراره على أن يتضمن الاتفاق بنداً يحفظ لإسرائيل حرية العمليات في لبنان في إطار أي تسوية لإنهاء الحرب. وقال نتنياهو خلال لقائه مع هوكستين وماكغورك، حول المبادرة الأميركية، إن «الأمر الأساسي ليس أوراق اتفاق كهذا أو آخر، ولا الأرقام 1701 و1556، وإنما قدرة وإصرار إسرائيل على ضمان تنفيذ الاتفاق وإحباط أي تهديد من لبنان على أمنها، وبشكل يعيد سكاننا إلى بيوتهم بأمان».
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، قد صرّح، الأربعاء، بأنه يأمل في الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غضون أيام بعد أن نشرت وسائل إعلام إسرائيلية ما قالت إنه مسودة اتفاق تنص على هدنة أولية لمدة 60 يوماً بين إسرائيل و«الحزب» في لبنان.
وجاء في الوثيقة التي ذكرت التقارير أنها مقترح مسرب كتبته واشنطن، أن إسرائيل ستسحب قواتها من لبنان في غضون الأسبوع الأول من هدنة مدتها 60 يوماً. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، شون سافيت، إن «هناك تقارير ومسودات كثيرة متداولة ولا تعكس المرحلة الراهنة للمفاوضات».
نوايا نتنياهو
وترافق هذا النشر مع تسريبات من الجيش الإسرائيلي في تل أبيب تشير إلى أن هناك إجماعاً يكاد يكون مطلقاً في جهاز الأمن الإسرائيلي على أن الحرب على غزة ولبنان قد استنفدت نفسها، وآن لها أن تتوقف باتفاق سياسي يحوّل الإنجازات العسكرية الكبيرة التي تحققت، وخصوصاً تصفية نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة «ح» يحيى السنوار، وتصفية معظم القدرات العسكرية للتنظيمين، إلى إنجازات سياسية واستراتيجية. وأكدت التسريبات أن الجيش وضع آليات جيدة لحماية أمن الدولة وسكانها يمكن تطعيمها باتفاقيات رسمية، وهذه هي مهمة القيادة السياسية.
ولكن قيادة الجيش حرصت على الإشارة إلى أن الأضواء يجب أن تسلط على نتنياهو «الذي يصعب معرفة نواياه». وقال ضابط في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «نتنياهو لا يعطي إجابات، يسمع ويصمت، ويشعرك بأنه يريد فقط كسب الوقت، مع أن الوقت ليس في صالحنا دائماً، وقد يأخذنا إلى حرب استنزاف لا يعرف آخرها».
وأضاف: «نهاية الحرب على لبنان لن تتأثر باحتلال قرى أخرى في جنوب لبنان، وأن مجرد وضع الهدف أمام الجيش الإسرائيلي بإبعاد قوات (الحزب) وعودة سكان بلدات الشمال، لا يعني أن تنتهي الحرب بنيران الطيران والمدفعية، وعمليّاً ليس بالاجتياح البري أيضاً. لكن طالما لا يتم التوصل إلى اتفاق دائم، سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى تعميق الإنجازات العملياتية من أجل دفع (الحزب) والحكومة اللبنانية ودول الوسطاء، وبينها الولايات المتحدة وروسيا، إلى وضع إنهاء بشروط مريحة لإسرائيل. والهدف الآن هو تغيير الوضع الاستراتيجي».
تهديد الجيش
وقال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشواع، إن قادة الجيش الإسرائيلي يهددون بأنه «كلما ابتعد الاتفاق السياسي (بشروط مريحة لإسرائيل) سنضطر إلى تعميق العملية العسكرية، ولذلك هناك إمكانية أن نتلقى تعليمات بمواصلة الاجتياح بشكل أكبر من الخطة الأصلية. وهذا إما اتفاق وإما حرب استنزاف، وإذا وصلنا إلى حرب استنزاف فسنضطر إلى إنشاء حزام أمني يضمن عودة السكان إلى بيوتهم في شمال إسرائيل».
وبحسب مصادر سياسية في تل أبيب، فإن هوكستين أكد صعوبة إيجاد مسؤول واحد في لبنان يوافق على اتفاق ينص على حق إسرائيل في مهاجمة لبنان بالطيران أو بالاجتياح البري، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن يستطيع التعهد بدعم إسرائيل في حال خرق الاتفاق ومساندتها في مهاجمة مواقع لبنانية في حال خرق الاتفاق. ولم يتضح جواب نتنياهو على ذلك بعدُ.
هبوط التفاؤل
في هذه الأثناء، تطالب إسرائيل في المفاوضات مع لبنان بوساطة المبعوث الأميركي، بأن تكون للجيش الإسرائيلي «حرية عمل» في لبنان، بزعم تطبيق اتفاق، إذا لم يفعل ذلك الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» بأنفسهم، وتوسيع تفويض «يونيفيل»، وأن يعمل الجيش اللبناني على تدمير البنية التحتية العسكرية التي أقامها «الحزب» في الجنوب، وإرغام قواته على الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني.
وشرط آخر تطالب به إسرائيل، هو أن تعمل بنفسها على منع نقل أسلحة من سوريا إلى لبنان ومنع تسلح «الحزب». وأفاد موقع «واينت» العبري الإلكتروني، الخميس، بأن التقديرات في الحكومة الإسرائيلية هي أنه «سيكون من الصعب على لبنان أن توافق على قسم من هذه الشروط لكننا مصرون عليها». ولذلك فقد هبطت روح التفاؤل باحتمال نجاح هوكستين في هذه الجولة.
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تفاؤل الليل بدّده النهار… ونتنياهو “في عين العاصفة”
على وقع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان لم تنته المحادثات بين الموفدين الاميركيين بريت ماكغورك وآموس هوكشتين مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نتائج عملية وملموسة في شأن ترتيب اتفاق على وقف النار في لبنان وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 في المنطقة الجنوبية. وإذا بتفاؤل الليل بدّدته محادثات النهار، وأقفل الرجلان عائدين إلى واشنطن، في الوقت الذي قال نتنياهو، «نحن نغيّر وجه الشرق الأوسط لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحدّيات كبيرة»، مؤكّداً انّ «وقف إطلاق النار مع «الحزب» يجب أن يضمن أمن إسرائيل».
لم يتصاعد الدخان الأبيض من لقاء الموفدين الأميركيين إلى تل ابيب ومحادثتهما مع نتنياهو، ولم يكن احد أصلاً ينتظر هذا الدخان بناءً على التجارب السابقة في غزة، والتي اتبع فيها نتنياهو سياسة المراوغة، وهذه السياسة تتكرّر الآن مع وصول العدو الاسرائيلي إلى اقتناع بأنّه لا يمكنه وقف العملية العسكرية، وإلّا تكون اسرائيل قد خسرت معركة أعلنت أنّها معركة «وجود وتغيير لوجه الشرق الأوسط».
وقال مصدر بارز مطلع على المفاوضات لـ«الجمهورية»، انّ عقداً كثيرة وضعها نتنياهو أمام الاتفاق على الحل الذي يضمن تطبيق القرار 1701 وخصوصاً لجهة التمسّك بآلية المراقبة والإشراف على الآلية وحرّية الحركة في البرّ والجو والبحر، وبالتالي تبدّد الحلم بالحل قبل الخامس من تشرين الثاني.
واكّد المصدر، انّ هوكشتاين لم يتصل بالرئيس نبيه بري ولا بالرئيس نجيب ميقاتي بعد مغادرته تل ابيب، لكن الإشارات التي صدرت من الإعلام العبري ونتنياهو نفسه، أكّدت انّ الموفدين عادا خاليي الوفاض «وهذا يعني أننا أمام انتظار آخر «هدّام» إلى ما بعد الانتخابات الاميركية». ورأى المصدر «انّ لبنان ليس أمامه سوى الصمود ولا يمكن له الاستسلام لأنّ الحرب القائمة لم تعد حرباً عادية إنما تحولت معركة كسر إيرادات، وبات الكلام عن وقف إطلاق النار وهماً وغير وارد، لأنّ نتنياهو وضع أهدافاً لا يمكن تنفيذها في وقت سريع وربما تحتاج إلى اشهر وسنوات. والتاريخ سيعيد نفسه على ما يبدو».
لكن مرجعاً كبيراً قال لـ«الجمهورية»، انّ المساعي الديبلوماسية لا تزال جادة لتحقيق وقف النار وتنفيذ القرار 1701 في الجنوب. واكّد انّ هوكشتاين لن يزور لبنان لأنّه اضطر إلى العودة إلى واشنطن لمواكبة الانتخابات الرئاسية المقرّرة الثلاثاء المقبل. واستبعد المرجع التوصل الى حل في هذه الايام القليلة الفاصلة عن هذا الاستحقاق الاميركي.
وإلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ اي تواصل لم يحصل بين هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين بعد زيارته لتل أبيب ولقائه مع نتنياهو. واشارت الى انّ تصريحات نتنياهو امس كانت سلبية جداً، ولا تؤشر إلى حصول تقدّم نحو التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار.
واعتبرت المصادر انّه بات محسوماً انّ من المتعذر إنجاز مثل هذا الاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني. ولفتت إلى أنّ ليس بالضرورة أيضاً ان يحصل الحل فور إتمام الانتخابات، إذ انّ الرئيس المقبل، سيحتاج إلى بعض الوقت لكي ينشئ إدارته ويرسم استراتيجية تحركه، وحتى لو تمّ انتخاب المرشحة الديموقراطية ونائب الرئيس الحالي كامالا هاريس، فإنّ كل المؤشرات تفيد أنّها لن تُبقي على انتوني بلينكن في وزارة الخارجية ولا على آموس هوكشتاين ضمن فريقها الديبلوماسي، وبالتالي فإنّ معاودة انطلاق دينامية الديبلوماسية الأميركية ستتأخّر الى حين تعيين بديلين عنهما.
لا تسوية قريبة
وقرأت المصادر الديبلوماسية المواكبة لـ«الجمهورية» من الأجواء التي رشحت عن محادثات هوكشتاين ومكغورك مع المسؤولين الإسرائيليين، أن لا تسوية قريبة تؤدي إلى وقف الحرب في لبنان. وقد جاء البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ليؤكّد ذلك، إذ أورد أنّ نتنياهو حرص في لقائه الموفدين الأميركيين على أنّ أي تسوية «يجب أن تضمن أمن إسرائيل». وهذه العبارة تعني تمسّك الحكومة الإسرائيلية بالموقف الذي أعلنته سابقاً، لجهة منحها الحق في الإشراف على تنفيذ القرار 1701، وتثبيت قوات دولية أو متعددة الجنسيات على نقاط العبور إلى لبنان، براً وبحراً وجواً، لمنع «الحزب» من استقدام أسلحة وذخائر جديدة، مع اشتراط أن يكون للإسرائيليين الحق في توجيه ضربات تستهدف أي إمدادات ستصل إلى «الحزب»، إذا لم تتكفل هذه القوات أو الجيش اللبناني بمنعها.
ووجدت المصادر نفسها في الموقف الإسرائيلي «إعلاناً واضحاً عن الرغبة في مواصلة الحرب على لبنان حتى تحقيق الأهداف التي تعمل لها حكومة نتنياهو، وقد يكون جزء منها غير معلن وغير واضح، ويتجاوز ضرب قدرات «الحزب» وإبعاده إلى ما بعد الليطاني. وهذا يعني استمرار الحرب لفترة لا يمكن تحديدها».
عين العاصفة
وكان ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية اعلن انّ نتنياهو قال لهوكشتاين وماكغورك خلال محادثاته معهما أنّ «المهم في التسوية في لبنان إمكانية تحقيق الأمن والعمل ضدّ التسلح، ويوجد لإسرائيل حرّية عمل كبيرة في إيران أكثر من أي وقت مضى». وأضاف: «أقدّر بشدّة الدعم الأميركي وأقول نعم عندما يكون ذلك ممكناً ولا عند الضرورة، ونحن نغيّر وجه الشرق الأوسط، لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحدّيات كبيرة، ولا أقلل من شأن أعدائنا مطلقاً». واكّد أنّ «هناك ضغطاً لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس»، وقال: «نعالج أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران، ولا أحدد موعداً لنهاية الحرب، لكني أضع أهدافاً واضحة للانتصار فيها».
وأكّد نتنياهو للموفدين الاميركيين «تصميم إسرائيل على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال». وقال: «القضية الأساسية ليست أوراق هذا الاتفاق أو ذاك بل قدرة إسرائيل وتصميمها على إنفاذ الاتفاق». وتابع: «وقف إطلاق النار مع الحزب يجب أن يضمن أمن إسرائيل».
رسالة أميركية
وأفاد موقع «إكسيوس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أنّ نتنياهو ناقش مع المبعوثين الأميركيين «اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان، والجهود لاستئناف المفاوضات في شأن غزة». ونقل الموقع نفسه عن هؤلاء المسؤولين «تأكيدهم أنّ واشنطن وافقت على تقديم رسالة لإسرائيل في شأن اتفاق محتمل مع الحزب»، مشيرين إلى انّ «الرسالة تتضمن دعماً للعمل العسكري الإسرائيلي في حال انتهاك الاتفاق، والتزام واشنطن بدعم إسرائيل حال وجود تهديد من الحزب». وبحسب المسؤولين، فأنّ «الرسالة الأميركية تنص على تعيين مسؤول لرئاسة آلية مراقبة تطبيق الاتفاق».
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» انّ المبعوثين الأميركيين التقيا أيضاً وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وتناولت المناقشات التسوية في لبنان وصفقة إطلاق الأسرى والتصعيد ضدّ إيران.
وفي السياق نقلت شبكة «سي إن إن» عن مصادر مطلعة انّ مسؤولين أميركيين يشكّكون في أن تؤدي الجهود الديبلوماسية هذا الأسبوع إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، قبل انتخابات الرئاسة الأميركية. وأوضحت أنّ هناك شعوراً داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّ نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب».
وأشارت المصادر إلى انّ «منسوب التفاؤل بوقف إطلاق نار خلال ساعات أو أيام انخفض بعد زيارة هوكشتاين لإسرائيل، وانّ التعويل بات على مساع ديبلوماسية مستمرة قد تتبلور لاحقاً».
طوق نار خطير
في غضون ذلك، حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من «أنّ المنطقة تتجه نحو توسع للحرب في شكل خطير». وقال اردوغان تعليقاً على إعلان تعيين الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب: «سيحاربون من أجل لبنان وسيواصلون الحرب»، مشيراً إلى أنّ «قاسم أظهر تصميماً واضحاً بأنّهم ماضون في الطريق عينه ولا تغيير في سياستهم». وشدّد على أنّ «المنطقة تتجه نحو طوق نار خطير جداً، وأنّ المرحلة المقبلة ستكون أكثر تعقيداً». ودعا أردوغان «الدول ذات الضمير الحيّ» إلى «ممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية».
****************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
نتنياهو يفاوض الوفد الأميركي على «تسوية إذعان».. وتضارب مقصود حول النتائج
هوكشتاين غادر إلى واشنطن.. وجرائم حرب الاحتلال تشمل المؤسسات الصحية والبنايات والطرق البرية
قطع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الطريق على مهمة الوسيط الاميركي بمجاهرته بأن حربه في منتصف الطريق، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يتضمن ترتيبات لأمن اسرائيل.
ولئن كان الجانب الاسرائيلي مصراً على التفاوض تحت النار، فإن ما رشح عن محادثات الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين وبريت ماكفورك لا يوحي برهانات مقبلة على إنجاز اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة عن الثلاثاء الكبير موعد المنازلة الرئاسية الاميركية بين الرئيس السابق دونالد ترامب (عن الحزب الجمهوري) وكاملا هارسي (عن الحزب الديمقراطي).
وعليه، من غير المتوقع أن يزور هوكشتاين بيروت، كما كان مأمولاً ومن تل أبيب سيعود إلى واشنطن.
ووضع نتنياهو شرطين للتسوية مع لبنان: تحقيق الامن لاسرائيل والعمل ضد التسلح. والمسألة من وجهة نظره، ليست الإتفاق بل القدرة على تطبيقه، وأي وقف النار، مع الحزب، يجب أن يضمن أمن اسرائيل، موضحاً أننا مصممون على مواجهة التهديدات في الشمال.
ومن هذه الوجهة، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتوجه إلى القاهرة الاثنين للمشاركة في «المنتدى الحضري العالمي» نحن في انتظار أن نتبلغ من هوكشتاين نتائج اتصالاته، لكنه استدرك التصعيد الاسرائيلي المستمر، والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، أقله في الفترة القصيرة المقبلة.
لكن وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن قال خلافاً لذلك، أحزرنا تقدماً جيداً بشأن ما هو مطلوب للتنفيذ الفعال لقرار مجلس الامن الدولي رقم1701 في لبنان.
وقال بلنكن: بناء على زيارتي الاخيرة للمنطقة والعمل الجاري الأن، فقد حققنا تقدماً جيداً في تلك التفاهمات.
وتحدثت عن ارسال رسالة ضمانات لاسرائيل تتعهد بها بأن لاسرائيل الحق في القيام بأي عملية من أجل أمنها، بالإضافة إلى رسالة أخرى لضمان تنفيذ الاتفاق (ترسل إلى كل من اسرائيل ولبنان).
لكن القناة 12 الاسرائيلية تحدثت عن إحراز تقدم كبير لحصول تسوية مع لبنان وتحدثت عن ابعاد قوات الحزب إلى شمال الليطاني، وأن فترة التهدثة هي 60 يوماً للتأقلم مع مرحلة وقف النار.
الاخلاءات
وبقيت مسألة الإخلاءات والإنذارات في واجهة العدوانية الاسرائيلية. وشملت أمس بعلبك والحوش ومخيم الرشيدية، فيما تركزت الضربات على مدينتي الجنوب الصامدين: صور والنبطية، فضلاً عن قرارها والبلدات الكبرى المنتشرة فيها
أكد الرئيس ميقاتي أن «التهديدات التي يطلقها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي قتلا وتدميرا وتخريبا». كاشفاً أنه «أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الديبلوماسية الفاعلة طالبا تكثيف الصغط على اسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والانسانية».
اضاف: «لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بالامس أنه سيسعى في اسرائيل للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيدا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علما ان التصعيد الاسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة».
وكان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات ديبلوماسية واجتماعات وزارية في السرايا. وفي هذا السياق ،إستقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون وعرض معها الاوضاع والمستجدات الراهنة .كما إستقبل سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى الذي سلمه دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور» المنتدى الحضري العالمي» في القاهرة في الرابع من الشهر المقبل.
وإجتمع ميقاتي ايضاً مع وزير الخارجية والمغتربين عبد لله بو حبيب وعرض معه آخر الاتصالات الديبلوماسية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.
وقد طلب رئيس الحكومة من وزير الخارجية متابعة موضوع التحقيق في سقوط صاروخ على مقر الكتيبة النمسوية في «اليونيفيل».ودان رئيس الحكومة الاستهداف الاسرائيلي لقوة «اليونيفيل»، مشيدا ب»الدور الذي تقوم به هذه القوات في حفظ الامن والاستقرار في الجنوب».
المحادثات
وكان مبعوث الرئيس الأميريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط هوكشتاين، ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك مهمتهما الجديدة وعقدا بعد ظهر امس اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعقبته معلومات اسرائيلية واميركية عن صعوبة التوصل الى توافق على الحل بسبب الشروط الاسرائيلية غير القابلة للتطبيق.
واكد موقع «اكسيوس» الاميركي مساء، أن هوكشتاين لن يزور بيروت وسيعود من إسرائيل إلى واشنطن اليوم (امس)..
وعلى هذا يترقب الجميع اسبوعاً مفصلياً جديداً مع انتهاء مهمة هوكشتاين تتظهر فيه نوايا اسرائيل الحقيقية برفض وقف الحرب، لا سيما وان هناك من لاحظ ان زيارة هوكشتاين هذه المرة سبقتها وترافقت معها ايضاً موجة غارات عنيفة خلال اليومين الماضيين على البقاع وبخاصة مدينة بعلبك، وعلى قرى الجنوب وبخاصة مدينة صور، وطرقات جبل لبنان، وقتل المزيد من المسعفين والمدنيين و تدمير المزيد من الاماكن السكنية ودور العبادة، تماماً كما حصل في الزيارة الاخيرة للموفد الاميركي، وكما حصل عند صدور المبادرة الاميركية – الفرنسية اواخر ايلول الماضي، وهوما بدا تناغماً اميركياً – اسرائيلياً في جولة لتفاوض الجديدة تحت النار علّ وعسى يرضخ لبنان والمقاومة للشروط والتعديلات اوالملاحق التي يطلبها الاميركي والاسرائيلي للقرار 1701.ما يعني سلفاً فشل المحاولة الجديدة.(راجع ص3).
وذكر موقع Ynet الإسرائيلي «أن هوكشتاين وماكغورك كانا اجتمعا في وقت سابق امس مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر».
وتناولت المناقشات مسألة التوصل إلى تسوية في لبنان، وصفقة مع حركة ح لإطلاق سراح الرهائن، والتصعيد في مواجهة إيران. ونقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين: ان نتنياهو ناقش مع هوكشتاين وماكغورك اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان.
وأكد نتنياهو للموفدين تصميم إسرائيل «على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان، وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال».وقال: القضية الأساسية ليست أوراق هذا الاتفاق أو ذاك بل قدرة إسرائيل وتصميمها على إنفاذ الاتفاق..
كما قال نتنياهو بعد اللقاء: هناك ضغط لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس، ولا أحدد موعدا لنهاية الحرب لكني أضع أهدافا واضحة للانتصار فيها، وسنعمل على معالجة أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران. أولويتنا القصوى منع إيران من حيازة سلاح نووي ولإسرائيل حرية عمل كبيرة في طهران أكثر من أي وقت مضى.
وتابع: نحن نغير وجه الشرق الأوسط، لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحديات كبيرة ولا أقلل من شأن أعدائنا مطلقا والمهم في التسوية في لبنان إمكانية تحقيق الأمن والعمل ضد التسلح.
اما وزير الحرب يوآف غالانت فقال: مهمتنا لم تنته بعد ومن واجبنا الأخلاقي إعادة المخطوفين إلى بيوتهم.
وبناء لذلك، ظهر ان الواقع ما زال مخالفاً لكل الضخ الاعلامي الايجابي التضليلي، إذ أكدت القناة 12 الإسرائيلية: «ان مسؤولي القيادة في إسرائيل يستعدون لتوسيع العمليات البرية في لبنان لأن المفاوضات قد تستغرق وقتاً».
كما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله: «سنفاوض تحت القصف ولا أحد يوافق على وقف النار للتفاوض على اتفاق، ولبنان والحزب لم يقبلا المقترح وقالا إنه يمنح إسرائيل مساحة لمواصلة الهجوم». وقالت الصحيفة: ان مسودة الاتفاق الأميركي الإسرائيلي تسمح لإسرائيل بضرب لبنان خلال فترة شهرين انتقالية، ونرجح معارضة الحزب وحكومة لبنان لمسودة اتفاق إنهاء الحرب بسبب انتهاكها للسيادة»
وفي السياق، كشف مسؤولون لـ»نيويورك تايمز» ان نتنياهو ينتظر الفائز في انتخابات أميركا قبل المضي في مسار تفاوضي. كما ذكرت قناة «سي أن أن» الاميركية: المسؤولون الأميركيون يشكّكون في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية. ونقلت عن مصادر قولها: أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان سوف تتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة.
وأشارت المعلومات الى ان «منسوب التفاؤل بوقف إطلاق نار خلال ساعات أو أيام انخفض بعد زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل، والتعويل بات على مساع ديبلوماسية مستمرة قد تتبلور لاحقا».
مراكز الإيواء مسؤولية الدولة
محلياً، شدد مجلس المفتين، الذي عقد اجتماعاً برئاسة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان أمس في دار الفتوى على ان «النازحين من الجنوب والبقاع والضاحية هم أهلنا وضيوفنا، وعلى الدولة مسؤولية تجاههم بتأمين مزيد من مراكز الإيواء، وخصوصا ان النزوح يزداد يوما بعد يوم، مما يضاعف نسبة التعرض للأملاك الخاصة وتفاقم الخلافات وهذا ينبغي معالجته في اسرع وقت ، حتى لا نقع في المحظور.
ورأى ان «الاستمرار بالفراغ في سدة رئاسة الجمهورية يخشى من أن يؤدي الى استهداف لبنان وتدميره وضياعه واستحداث وصاية عليه، مما يستوجب الإسراع في انتخاب رئيس جامع وعدم ربطه باي استحقاق آخر لان وجود الرئيس وتشكيل حكومة فاعلة هما الأساس في مواجهة كل الأخطار المحدقة بلبنان وشعبه ومؤسساته»، واعلن تأييده «البيان الصادر عن مفتي الجمهورية برفضه إحداث أي خلل في التوازنات بالمواقع المدنية والعسكرية والقضائية في سائر مؤسسات الدولة»، وحذر من ان «يكون هذا الأمر شرارة أزمة جديدة تضاف الى الأزمات المتراكمة في لبنان وعلى الجهات المعنية ان تراعي التوازن بين المكونات اللبنانية كافة بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات».
ونوه مجلس المفتين بـ»مبادرة الأشقاء العرب وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة للبنان، بالمسارعة الى مساعدة الشعب اللبناني ودعمه، من خلال ثقتهم بمؤسسات الدولة وسعيهم الدائم لوقف حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على لبنان وشعبه».
الأولوية لوقف النار
وفي المواقف، اعتبر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى أن العدوان الصهيوني على لبنان، وما يرتكبه من مجازر بحق المدنيين، هو جريمة ضد الانسانية، ورأى المجلس على المستوى الوطني أن الاولوية اليوم هي لوقف العدوان على لبنان، مشيداً الوقفة الوطنية في المناطق التي لجأ إليها النازحون وبتعاون المواطنين مؤكداً إلى هذا النزوح مؤقت.
واتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع محور المقاومة بتعطيل الانتخابات الرئاسية، فهم لا يريدون حصول انتخابات حقيقية، مشيراً إلى أنهم حاولوا فرض سليمان فرنجية، لكنهم لم ينجحوا، مشدداً على رئيس يلتزم قرارات الامم المتحدة.
ودعا الحكومة أن تعلن بحزم أنها ستلتزم قرارات مجلس الامن الرقم 1559 (الذي ينص على نزع سلاح جميع الميليشيات)، والرقم 1680 و 1701 (الذي ينص على انسحاب الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني موضحاً أن لبنان اليوم يفتقد إلى دولة حقيقية منذ عامين ونحن من دون رئيس وحكومة مؤقتة.
استهداف المؤسسات
ميدانياً، كان الابرزهو استهداف المؤسسات الصحية، من العالمين في «الهيئة الصحية الاسلامية» والرسالة الاسلامية والدفاع المدني والصليب الاحمر. ونعت الهيئة الصحية أكثر من أربع شهداء سقطوا باستهداف المسيرات الاسرائيلية لسيارات الاسعاف والاطفاء.
اعلن «الحزب» في سلسلة بيانات أنه «استهدف أربع مرات تجمعات لقوات العدو في منطقة وطى الخيام بالصواريخ. وأطلق «صلية صاروخية على تجمع لقوات العدو الاسرائيي جنوبي منطقة الخيام»؟ كما استهدف «الحزب» فجر اليوم تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي شرق بلدة الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية. وقصفوا مساء أمس مستعمرة كريات شمونة ولمرتين بصلية صاروخية، وتجمعات لجنور العدو الاسرائيي في مستعمرتي ليمان وجشر هزيف لصلية صاروخية وقصف مستعمرة كرمئيل. وقال الحزب: «استهدفنا تجمعاً لقوات العدو في مستعمرة بفتاح بصلية صاروخية.
وليلاً، استهدف الحزبه مستعمرة المطلة.
وبعد يوم حافل بالغارات، شنت الطائرات الاسرائيلية غارة على بلدة خربة سلم، وبرعشيت وبيت ياحون.
وقصفت اسرائيل عند التاسعة من مساء أمس محيط معتقل الخيام بالقنابل الانشطارية.
وليلاً، وجه الجيش الاسرائيلي انذارات لسكان مدينة النبطية بالاخلاء وعلى الفور ، شنت غارات عنيفة على أحياء المدينة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي إضابة 11 جندياً بيوم واحد بالمواجهة مع الحزب.
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
نتانياهو يجهض المناورة الأميركية ومخاوف من تصعيد خطر
قلق اوروبي من استهداف اسرائيلي محتمل للمرافق الحيوية؟!
صواريخ «فتاكة» على حيفا والمطلة… والخيام «مقبرة» الغزاة – ابراهيم ناصرالدين
لم يمنح رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو كل السذج في لبنان وفي العالم الفرصة لمزيد من تسويق الاجواء الايجابية المخادعة، واجهض بوقاحة منقطعة النظير المناورة الانتخابية الاميركية في مهدها بعدما رمى المسودة المقترحة من قبل ادارة بايدن في وجه مبعوثيه عاموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، مفضلا الرهان على عودة الرئيس السابق دونالد ترامب الى البيت الابيض عله يمنحه المزيد من الوقت والدعم لمواصلة العدوان على لبنان وغزة وشن هجوم جديد على طهران.
انهيار المساعي الديبلوماسية يفتح الباب على مصراعيه امام تصعيد خطر لا يمكن التكهن بحدوده، في ظل اصرار اسرائيلي على استسلام المقاومة والدولة اللبنانية دون قيد او شرط، وهو امر لا يمكن حتى النقاش فيه مع لبنان الرسمي والحزب. هكذا عادت الكلمة للميدان، حيث يواصل جيش الاحتلال حربه الهمجية ضد المدنيين، والبنية التحتية لبيئة المقاومة، في النبطية وصور وبعلبك، ويتفنن بجرائم الحرب ضد الانسانية، امام صمت دولي واقليمي مريب، لن تغيره او تشفع له تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي اكد بالامس انه لم تعد مواقف الاستنكار مجدية امام ما يحصل في غزة ولبنان، دون ان يوضح ما هي الاجراءات التي ستتخذها بلاده لوقف المجزرة بعد الدعوة الى قمة اسلامية- عربية في ال11 من الجاري؟! في وقت تقف المنطقة على «فوهة بركان» مع توقعات برد ايراني قاسٍ على العدوان الاسرائيلي.
الكلمة للميدان
هذه المواقف الاعلامية المضللة، لن تغير من الوقائع شيئا، وحدهم المقاومون يرسمون معالم المشهد المقبل في ظل ملحمة اسطورية تخاض على الحدود، حيث تحولت اطراف بلدة الخيام الى «مقبرة» لجنود الاحتلال في معارك من مسافة «صفر»، حيث تعرضت القوات المتسللة الى 12 عملية استهداف ادت الى احتراق العديد من دبابات الميركافا وقتل وجرح العشرات من الضباط والجنود، فيما لا تزال وحدة الصواريخ والمسيرات فاعلة جدا، وقد تسببت بالامس بخسائر فادحة في المطلة وحيفا، حيث تجاوز عدد القتلى ال9، وهو ما وصفته وسائل الاعلام باليوم «القاسي في الشمال» ووصفت الهجمات الصاروخية بالفتاكة.
«خديعة» نتانياهو
وعلى ذمة مصادر ديبلوماسية غربية، تعرض الاميركيون لخديعة جديدة من نتانياهو، عندما نقل الوزير المقرب منه رون ديرمر اجواء ايجابية الى واشنطن، بان رئيس الحكومة الاسرائيلية لديه استعداد للمضي قدما بمسودة الحل المقترحة، لكن لديه بعض الملاحظات غير الاساسية عليها. عندئذ تقرر ارسال الموفدين الى «اسرائيل» على ان ينتقل هوكشتاين بعدها الى بيروت لتسويق الاتفاق، وقد تواصل حينئذ مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي واوحى اليه بان الاجواء في «اسرائيل» باتت افضل ونصحه بالتعامل بايجابية مع المسودة، لان الاسرائيليين لا يبدو انهم مستعدون لتقديم المزيد من التنازلات، لكنهم يتعاملون بايجابية مع المقترح. لكن الموفدين الاميركيين صدموا عندما ابلغهم نتانياهو ان بنود الاتفاق «منفصلة عن الواقع» وغير مقبولة ومن السابق لاوانه الحديث عن وقف للنار الان. عندئذ قرر هوكشتاين عدم العودة الى بيروت وغادر الى واشنطن بعدما عاد وابلغ ميقاتي ان الامور عادت الى نقطة «الصفر». وقد بات المسؤولون الأميركيون مقتنعون بعدم إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية. وأوضحت مصادر اميركية لقناة «السي ان ان «أن هناك شعورا داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بأن نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة العتيد.
نتانياهو يجهض الحل
وفيما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله «سنفاوض تحت القصف ولا أحد يوافق على وقف النار للتفاوض على اتفاق»، قال نتانياهو، بعد لقاء هوكشتاين وماكغورك،أن هناك ضغطا لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس”، متابعا «نعالج أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران، ولا أحدد موعدا لنهاية الحرب لكني أضع أهدافا واضحة للانتصار فيها، كما اكد للموفدين تصميم «إسرائيل» على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال … وقال: القضية الأساسية ليست أوراق هذا الاتفاق أو ذاك بل قدرة «إسرائيل» وتصميمها على إنفاذ الاتفاق. ولفت الى ان وقف اطلاق النار مع الحزب يجب ان يضمن امن «اسرائيل». واشارالى انه المهم في التسوية في لبنان إمكان تحقيق الأمن والعمل ضد التسلح. وفي موقف يعكس استخفافه بادارة بايدن قال نتانياهو «أقدر بشدة الدعم الأميركي وأقول نعم عندما يكون ذلك ممكنا ولا عند الضرورة، ونحن نغير وجه الشرق الأوسط لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحديات كبيرة ولا أقلل من شأن أعدائنا مطلقا.
المخاوف الاوروبية
واعربت اوساط ديبلوماسية اوروبية عن دهشتها من موقف نتانياهو الذي كان يعرف مسبقا ان المقترح لن يكون مقبولا من قبل الحزب وبيروت، لكنه لم ينتظر ان يرفضه الطرف الآخر، وبادر الى اتخاذ موقف سلبي مثير للقلق لانه يشرع الابواب امام تصعيد ميداني قد يتخذ اشكالا اكثر دموية حيث تخشى فرنسا خصوصا من انتقال «اسرائيل، الى مرحلة استهداف البنية التحتية للدولة اللبنانية بعدما استنفدت كل اهدافه العسكرية ضد الحزب، وتراوح المعركة البرية مكانها، ولهذا قد يلجأ الاسرائيليون الى ضرب القطاعات الحيوية اللبنانية، ظنا منهم انها يمكن ان تجبر الطرف الآخر على الاستسلام.
مسوّدة الاستسلام
ومرد الاستغراب، ان مسودة الاتفاق التي بلورتها الولايات المتحدة وتم نقلها «لإسرائيل» في إطار النقاشات حول الخطة النهائية، تشمل تفويضاً واسعاً لكيان العدو بالهجوم على طول الحدود داخل أراضي لبنان لإحباط ما يمكن ان تعتبره تهديدات الحزب أو منظمات أخرى. وحسب المسودة، فإنه في كل حالة تشخص فيها «إسرائيل» وجود تهديدات عليها في عمق أراضي لبنان، من بينها إنتاج السلاح وتخزينه ونقل السلاح الثقيل والصواريخ الباليستية أو صواريخ للمدى المتوسط أو البعيد، سيسمح لها بالعمل عسكرياً، هذا فقط إذا فشلت الحكومة اللبنانية أو أي جسم رقابة آخر يتم تأسيسه برعاية أميركا في محاولة إحباط هذه التهديدات. إضافة إلى ذلك، جاء في المسودة أن «إسرائيل» يمكنها الاستمرار في القيام بطلعات جوية عسكرية في سماء لبنان لأهداف استخبارية وتعقب.
الفتنة الداخلية
وفي اطار الرغبة في اثارة فتنة داخلية، تنص المسودة ايضا على أن الجيش اللبناني سيكون القوة المسلحة الوحيدة، إضافة إلى قوة اليونيفيل التي سيسمح لها العمل في أراضي لبنان. وسيعطى الجيش توجيهات بمنع إدخال سلاح أو وسائل قتالية غير مرخصة في المعابر الحدودية، وسيعمل على تفكيك مصانع وبنى تحتية لإنتاج السلاح والذخيرة التي أقامتها المنظمات المختلفة في لبنان. وتتضمن الوثيقة أيضاً موافقة اميركية على منح «إسرائيل» بعد انسحاب جيشها من لبنان، الحق في الدفاع عن نفسها، حسب القانون الدولي، والحفاظ على الأمن على طول الحدود في الشمال، بما في ذلك القيام بنشاطات ضد تهديدات لأمن «إسرائيل»، وذلك في اطار «العمل للدفاع الفوري عن النفس»!
آلية ثلاثية للمراقبة
!اما الاكثر خطورة فهو انشاء آلية مشتركة بين الولايات المتحدة و «إسرائيل» ولبنان، للرقابة وتنفيذ الاتفاق، التي ستتأكد من تطبيق بنود الاتفاق، ويمكن «لإسرائيل» ولبنان إبلاغ الجسم المراقب على أي خرق للاتفاق؟
المعلومات الاستخباراتية
وتنص المسودة أيضاً على أن «إسرائيل» والولايات المتحدة ستتشاركان في المعلومات الاستخبارية الحساسة في ما يتعلق بالخروقات أو الاشتباه في خرق الاتفاق من الطرف اللبناني. والإدارة الأميركية ملزمة بالعمل مع «» وشركاء آخرين ضد جهود إيران لتقويض الاستقرار في لبنان ومنع إيران ووكلائها من السعي إلى تقويض خطة وقف إطلاق النار.
الربط بين «الساحات»
ووفقا لقناة «كان» الاسرائيلية، لدى الإدارة الأميريكية قنوات ديبلوماسية موازية في غزة ولبنان، وهي لا تربط بينهما بشكل رسمي. في مسودة الاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، لا يوجد ذكر مفصل لقطاع غزة، لكن قرار إرسال هوكشتاين لجولة محادثات أخرى مع «إسرائيل» وفي موازاة ذلك مواصلة المحادثات حول اتفاق على تحرير المخطوفين ووقف الحرب في غزة، والتي يقودها رئيس «السي اي ايه» وليام بيرنز يعكس اعترافاً غير رسمي بأن العلاقة بين ساحتي القتال لم يتم قطعها بعد.
ميقاتي «وخيبة الامل»
وقد حاول رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تبرير جرعة التفاؤل التي روج لها امس الاول، بعد ان اصيب بخيبة امل نتيجة سوء تقدير الاميركيين للموقف، وقال انه تبلغ من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين أنه سيسعى في «اسرائيل» للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيدا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، لكن التصعيد الاسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة. وفد لفتت مصادر مطلعة ان الاجواء السلبية لم تكن تحليلا للوقائع من قبل ميقاتي، بل نتيجة اتصال سلبي من هوكشتاين. والانكى من ذلك ان رئيس الحكومة كان قد عقد سلسلة لقاءات ديبلوماسية واستقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون وعرض معها للمسودة المقترحة وحاول فهم الهوامش المتاحة للتعديل، قبل ان يتبلغ ان نتانياهو قد رفضها.
اوهام نتانياهو
وفي اطار فهم حقيقة رهانات نتانياهو، لفتت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية الى انه من الواضح ان نتنياهو يفكر ويضع خطط المستقبل، لوضع يكون فيه، ترامب في البيت الأبيض. واشارت الى ان سلوك نتنياهو تجاه الرئيس الأميركي بايدن، في الأشهر الأخيرة والذي تضمن إبداء الاستخفاف والاستهتار كان ولا يزال غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الدولتين. لكن «معاريف» اكدت ان ما لا يعيه نتنياهو تماماً، ولعله لا يريد أن يعيه، هو أن ترامب اليوم وترامب الرئيس، ليسا الشخص ذاته الذي يعرفه ويتذكره نتنياهو. وإذا كان نتنياهو مقتنعاً بأن ترامب الرئيس التالي يكون هو «الصديق العظيم» ذاته، فهذا ليس وهماً وأملاً عابثاً فحسب، بل هو رهان خطر وجسيم، وستكون «إسرائيل» من الدول الأولى، بين أصدقاء الولايات المتحدة، التي ستعاني من الولاية الثانية للرجل في البيت الأبيض.
قيادة «اسرائيل» للانهيار
وفي سياق متصل، هاجم عضو الحكومة الاسرائيلية المستقيل ورئيس الاركان السابق غادي ايزنكوت بشدة نتانياهو، وقال خلال مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي، إنّ «نتنياهو لا يستطيع مواصلة الحرب إلى الأبد»، مضيفاً أنه « يقود إسرائيل نحو الانهيار بدلاً من فهم حجم التهديد». من جهتها اكدت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أنّ «الحزب يمكنه إطلاق النار على إسرائيل من كل مدى، ولا يمكن إيقاف ذلك، بصورة شاملة وكاملة».
«اليوم القاسي»
وتحت عنوان «اليوم القاسي»، اشارت وسائل اعلام العدو الى ان صواريخ الحزب ادت الى سقوط 9 قتلى وعدد من الإصابات في الجليل و «الكريوت» شمالي حيفا امس. وتحدثت المصادر عن «يوم معقّد جداً في الشمال مع نتائج فتّاكة بشكل استثنائي»، وأكدت القناة «الـ 14» الإسرائيلية، سقوط 7 قتلى في المطلة في الجليل الأعلى، نتيجة إصابة مباشرة بصاروخ أُطلق من لبنان. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ صواريخ أُطلقت من لبنان، أصابت تجمّعاً لجنود الجيش في المطلة بشكلٍ مباشر، واصفةً الحادثة بـ «القاسية». وشدّدت على أن الحزب ليست لديه قدرات فقط، بل نيات، فهو عندما أطلق الصواريخ على المطلة يعرف تماماً إلى أين يطلق، والنتيجة كانت قاسية، مضيفةً انه لا شكّ بعد هذه الاحداث، يدرك سكان الشمال، أنه سينقضي وقت طويل حتى يعودوا إلى المستوطنات.
معركة الخيام
على الارض، استمر التصعيد الاسرائيلي متنقلا بين الجنوب والبقاع على وقع انذارات بالاخلاء سيما في قرى بعلبك، بينما استُهدفت مجددا سيارة في عاريا، واللافت ايضا التغول في استهداف القطاع الصحي والعاملين فيه، حيث اوقعت الغارات 4 شهداء والعديد من الجرحى. في هذا الوقت، لا تزال المواجهة على اشدها في اطراف بلدة الخيام حيث استهدف الحزب 12 مرة تجمعات لجنود الاحتلال في وطى البلدة ومحيطها وجنوبها وغربها وقرب المعتقل. وخاض المقاومون اشتباكات من المسافة صفر مع قوات الاحتلال داخل الأحياء الشرقية قرب معتقل الخيام، وامتدت الاشتباكات إلى معصرة الزيتون في الحي الشرقي، وقد تم رصد إصابات مؤكّدة في صفوف قوات الاحتلال، بالقرب من المعتقل وعند المدخل الغربي لمنطقة الشاليهات، وشوهد جنود الاحتلال يلملمون قتلاهم وجرحاهم قرب المعتقل وتراجع إلى معصرة الزيتون بعد فشل هجومه. وقد اجبر المقاومون الاحتلال على عدم استخدام آلياته في اقتحاماته خوفاً من الصواريخ المضادة للدروع. علما ان المقاومة دمّرت حتى مساء امس 42 دبابة «ميركافا» إسرائيلية خلال الاشتباكات البرية.
الصليات الصاروخية
استهدفت المقاومة الإسلامية من بعد ظهر امس الخميس، مخازن «يركا» شرقي مدينة عكا، بصلية صاروخية كبيرة. كما استهدفت تجمّعاً لقوات العدو، في مستعمرة «أفيفيم»، بصلية صاروخية، وقبلها بـ 20 دقيقة، واستهدفت أيضاً تجمّعاً لقوات العدو الإسرائيلي، في ثكنة «زرعيت»، بصلية صاروخية. واستهدف مجاهدو المقاومة تجمّعاً لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة الكواخ في سهل الحولة، شمالي «راموت نفتالي»، بصلية صاروخية نوعية. وفي الوقت نفسه، استهدفوا «الكريوت» شمالي مدينة حيفا، بصلية صاروخية كبيرة. وتصدّى مجاهدو المقاومة الإسلامية في وحدات الدفاع الجوي لمسيّرة من نوع «هرمز 450»، في أجواء القطاع الغربي، وأجبروها على مغادرة الأجواء اللبنانية. وقبل ذلك، استهدف مجاهدو المقاومة تجمّعاً لقوّات العدو الإسرائيلي في مستعمرة «يفتاح»، بصلية صاروخية، وتم استهداف مستعمرة «كرمئيل»، بصلية صاروخية كبيرة. كما استهدفت المقاومة الإسلامية تجمّعاً لقوّات الاحتلال الإسرائيلي، جنوبي منطقة الخيام، بصلية صاروخية. وبقذائف المدفعية، استهدفت المقاومة مرةً ثانية تجمّعاً لقوات الاحتلال، جنوبي منطقة الخيام، وشدّد الحزب، في بياناته، على أنّ هذه العمليات تأتي دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة، وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
50 اعتداء على «اليونيفيل»
وفيما دان رئيس الحكومة الاستهداف الاسرائيلي لقوة «اليونيفيل»، مشيدا بالدور الذي تقوم به هذه القوات في حفظ الامن والاستقرار في الجنوب، اعلن المتحدث باسمها أندريا تيننتي، أن «القوة الدولية تعرضت لأكثر من 50 استهدافًا خلال شهر تشرين الأول الجاري»، والاستهدافات تشمل 7 هجمات متعمدة من قبل «إسرائيل».
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
نتنياهو يحبط المسعى الأميركي وإسرائيل مستمرّة بتدمير صور وبعلبك
واصل الجيش الاسرائيلي امس عدوانه ومجازره وتدميره وتهجيره بحق لبنان واللبنانيين ضاربا بعرض الحائط كل القيم الاخلاقية في الحروب.
وفي المستجدات الميدانية، استهدفت مسيّرة دراجة نارية على طريق العامرية – الناقورة، وافيد عن استشهاد عسكريّ في الجيش في الاستهداف، وشن الطيران المسير غارة على بلدة العدوسية محل البراك. واغار الطيران الحربي على منزل في بلدة دردغيا، كما اغار على اطراف بلدة معروب. واستهدفت غارات بلدات بيت ياحون وبرشيت.
واغار على طريق عام ديردغيا – ارزون، استهدفت مركزا للدفاع المدني – الهيئة الصحية، وسجلت غارات على اطراف المجادل واطراف العباسية وعلى شيحين وطيرحرفا وأطراف بلدة الجبين وعلى بلدة أرزي حيث افيد عن وقوع 5 شهداء، وسجلت غارات على تبنين وعيناتا وبنت جبيل و8 غارات متتالية على بلدة خربة سلم – منطقة الطباله، وأفيد عن سقوط صاروخ قرب مكتب مخابرات الجيش في جديدة مرجعيون، كما وسقط صاروخ ثان لجهة غرب البلدة، وكانت البلدة تعرضت لقصف مدفعي استهدف أطراف البلدة، وقد أصيب منزل بصاروخين، ولحقت فيه أضرار جسيمة في المنزل. ونجا قاطنا المنزل بأعجوبة، وهما مسنان، وسقط صاروخ على منزل في بلدة إبل السقي، ما أدى إلى إصابة حفيدته ابنة الثمانية أعوام بجروح، ونفذت طائرة مسيرة غارة قرب ثكنة الجيش في صور بجانب قهوة السمرا استهدفت عناصر من الهيئة الصحية وتم استهداف الفريق الذي اتى لانقاذهم مرة اخرى، كما أغارت إسرائيل على بلدات كفرا وياطر وبيت ياحون وآثارات صور في البص، وتعرضت بلدة شيحين صباحا لقصف مدفعي فوسفوري اسرائيلي، وأقدم الجيش الإسرائيلي على تفجير اربعة منازل في بلدة علما الشعب المتاخمة للخط الازرق، كما اغار الطيران الحربي على منزل في بلدة عيتا الشعب، كما استهدفت غارة إسرائيلية سيارة إسعاف تابعة للرسالة الإسلامية في بلدة زفتا، وتعرضت بلدات الخيام، وشبعا، وجبشيت لقصف مدفعي عنيف. وشنّت الطائرات الحربية غارات على المنطقة الواقعة بين جويا ومرحونة، ووادي جيلو استهدفت منزلا مما ادى الى تدميره، ووقوع اصابات طفيفة واضرار جسيمة بالممتلكات. وشنت الطائرات الحربية أيضاً ثلاث غارات على بلدة برعشيت، وغارة على مدينة بنت جبيل ما ادى الى اضرار جسيمة في الممتلكات. وقام الجيش الاسرائيلي بسلسلة تفجيرات قوية في بلدة كفركلا حيث سمع صداها في أرجاء المنطقة وتصاعدت أعمدة الدخان بكثافة لفترة طويلة.
كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على بلدة كفرحونه في قضاء جزين سُمعت اصداؤها إلى مدينة صيدا وجوارها.
ولم تتوقف الاشتباكات حتى الصباح في بلدة الخيام بين العدو الإسرائيلي وعناصر «المقاومة»، حيث حاول العدو التقدم من شرق البلدة إلى الداخل مستعيناً بكل أنواع الأسلحة من رشاشات إلى قذائف مدفعية وغارات من الطيران الحربي في حين تصدى له رجال المقاومة واحبطوا محاولاته. وقام الجيش الاسرائيلي بعمليات تفخيخ وتفجير للمنازل في منطقة وادي العصافير في البلدة، وأطلق الجيش الإسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه الاحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب والناقورة. كذلك، شن الطيران الحربي غارة على مبنى على طريق بلدتي عدشيت – القصيبة، ودمرته، كما تسببت بقطع الطريق بين البلدتين وباتجاه النبطية. وأغار الطيران الحربي على مبنى اتحاد بلديات اقليم التفاح الكائن وسط ساحة بلدة جباع، ودمرته، وأدت الغارة التي شنها الطيران الحربي على بلدة دير الزهراني الى سقوط 3 شهداء وتدمير منزل. وكانت الاعتداءات الاسرائيلية استمرت حتى الصباح على قرى قضاءي صور وبنت جبيل حيث اغار الطيران الحربي على مدخل بلدة معركة قرب مستشفى جبل عامل ما أدى الى تدمير المنزل وسقوط شهيدين وأحد عشر جريحاً.
كما اغار الطيران الحربي على بلدات: البازورية، الصوانة، مجدل سلم، وفي صور حي الزراعة ادت الغارة المعادية الى استشهاد طفل واصابة خمسة جرحى، كما أطلقت البوارج الاسرائيلية قبالة مدينة صور قذائف مدفعية ما ادى الى اشتعال النار في المكان المستهدف بسبب وجود قوارير الاوكسجين، واقدم الجيش الاسرائيلي على تفجير مسجد بلدة البستان الحدودية وفجر عدد من المنازل في بلدة الضهيرة».
وساد امس مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين حالة من الهلع لدى سكان المخيم، وقد استنفرت القوى الفلسطينية بعد التهديد الإسرائيلي للمخيم، كما نزحت العديد من العائلات عن المخيم .
الى ذلك، استهدفت مسيرة إسرائيلية دراجة نارية في بلدة القرعون في البقاع الغربي، ادّت الى سقوط شهيد، وسجلت غارة عنيفة على محيط مدينة الهرمل وغارة على معمرية الخراب، كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتي على بلدة سحمر في البقاع الغربي شرقي، أسفرتا عن سقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى، وشن الطيران الحربي أيضاً غارة على بلدة بوداي البقاعية، استهدفت منزل والحصيلة الأولية 4 شهداء، وأشارت المعلومات إلى سقوط 6 قتلى و3 جرحى في حصيلة أوّليّة، نتيجة الغارة الإسرائيليّة على بلدة مقنة، وسقطت قتيلة وجريح في غارة على طريق الكيال في بعلبك.
وأعلنت «المقاومة الاسلامية» في سلسلة بيانات انها «استهدفت اربع مرات تجمعات لقوّات العدو في منطقة وطى الخيام بالصواريخ. وأطلق «صلية صاروخية على تجمع لقوات العدو الإسرائيلي جنوبي منطقة الخيام».
كما استهدفت تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي شرق بلدة الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية. وقصفوا مستعمرة كريات شمونة ولمرتي بصلية صاروخية، وتجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرتي ليمان وجشر هزيف بصلية صاروخية. وقصف مستعمرة كرمئيل. وإستهدفت تجمعاً لقوّات العدو في مستعمرة يفتاح بصلية صاروخية، وقصف «الكريوت شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة وتجمعين لقوات العدو في ثكنة زرعيت ومنطقة الكواخ شمال راموت نفتالي بصليتين صاروخيتين»، واستهدفت تجمعًا للقوات الإسرائيلية في مستعمرة أفيفيم بصلية صاروخية، وتصدت لمسيّرة من نوع هرمز 450 في أجواء القطاع الغربي وأجبروها على مغادرة الأجواء اللبنانية. واستهدفت برشقة صاروخية القوات الإسرائيلية في منطقة وطى الخيام.
كما استهدفت مخازن يركا شرق مدينة عكا وتجمعا للقوات الإسرائيلية في أطراف الحي الشرقي في بلدة الخيام.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بـ»إنسحاب الكتيبة 9204 من لبنان بعد أسبوعين من القتال»،الى ذلك، إعترض الجيش الإسرائيلي، طائرة مسيرة تسللت من لبنان باتجاه الجليل الغربي. كما رصد الجيش، إطلاق عدد من الصواريخ من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة في الجليل الأعلى.