أعلن “مقر القدس”، التابع للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني، عن مقتل العميد حميد مازندراني، قائد لواء “نينوى” بمحافظة جلستان، والطيار حامد جندقي، إثر حادث تعرضت له طائرة تابعة للحرس الثوري أثناء تنفيذ عملية قتالية خلال مناورات “شهداء الأمن” بالمنطقة الحدودية في محافظة بلوشستان.
وفقًا للتقارير المحلية، فالطائرة التي تعرضت للحادث هي من طراز “جایروپلن”، المعروفة أيضًا باسم الطائرات الدورانية، وهي طائرة فائقة الخفة، وتتسع عادةً لشخصين.
حوادث متكررة في مناورات الحرس الثوري
يعد هذا الحادث جزءًا من سلسلة حوادث مشابهة وقعت خلال مناورات عسكرية وأمنية للحرس الثوري الإيراني، والتي أسفرت سابقًا عن سقوط ضحايا من صفوف القوات الإيرانية نفسها، دون أن يتم الإعلان في معظم الأحيان عن نتائج تحقيقات رسمية أو اتخاذ إجراءات لمعاقبة المتسببين.
في إحدى الحالات، أعلنت قوات الحرس في محافظة “فارس” في 29 تشرين الأول عن سقوط مروحية تابعة لقوات الحرس الثوري خلال مهمة تدريبية في محيط مدينة “زرین دشت”، حيث أُصيب أحد الركاب، وتم نقله إلى المستشفى.
في حادث آخر، أفادت وسائل الإعلام المحلية في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2023 عن مقتل وإصابة 3 من أفراد وحدة “نوبو” التابعة للشرطة الإيرانية في زنجان، حيث ذكرت أن “موجة انفجار ناتجة عن تدريبات” أدت إلى إصابة الأفراد الثلاثة ونقلهم إلى المستشفى، إلا أن أحدهم، ويدعى علي بيات، تعرض لوفاة دماغية بعد ثلاثة أيام من الحادث.
شهدت مناورات داخلية أخرى جرت في 24 يونيو (حزيرن) 2017 بمطار “مهر آباد” حادثًا مميتًا آخر، حيث أصابت رصاصة بالخطأ مهدي یزدي، أحد أفراد الحرس الثوري المكلفين بحماية المطار، ما أدى إلى مقتله.
أفادت التقارير غير الرسمية بأن يزدي كان يؤدي دور شخص انتحاري في المناورة، حيث أصيب برصاصة في رأسه عن طريق الخطأ.
مناورات “شهداء الأمن” للحرس الثوري
وفقًا لأحمد شفاهي، نائب قائد “مقر القدس” التابع للقوات البرية بالحرس الثوري، فإن هذه المناورات جاءت ردًا على “الهجوم الإرهابي في تشرين الأول” الذي أدى إلى مقتل عدد من قوات الحرس الثوري.
أضاف أن الهدف من هذه المناورات هو التدريب على مواجهة التهديدات الأمنية، ورصد تحركات الفرق الإرهابية، والقيام بعمليات لمكافحة التخريب والأنشطة العدائية في مناطق جنوب شرق إيران.
كانت وزارة الداخلية قد أعلنت في 26 أكتوبر (تشرين الأول) عن مقتل 10 من أفراد القوات العسكرية في منطقة جوهرکوه بمحافظة تفتان ببلوشستان، وقد أعلنت جماعة “جيش العدل” مسؤوليتها عن الهجوم.
عليه، كلّف وزير الداخلية فريقًا من المسؤولين وقادة الأمن بإجراء تحقيق حول أبعاد هذا الهجوم.
ذكر شفاهي أن المناورات شملت مشاركة وحدات من قوات “صابرين” الخاصة، ووحدات الطائرات المروحية والطائرات المسيرة، بالإضافة إلى وحدات الحرب الإلكترونية والهندسية، إلى جانب مشاركة قوات من الشرطة، ووزارة الاستخبارات، وقوات التعبئة.
أُجري اختبار لعدد من المعدات والآليات القتالية الحديثة ضمن التدريبات الميدانية.