خاص – يا شيخ.. لا شكلاً ولا مضموناً (ميشال طوق)

حجم الخط

نقدر كثيراً الجهد المبذول من الأمين العام الجديد للحزب ليقلّص الفارق الكبير في الصورة والشخصية والكاريزما بينه وبين سلفه، لكن هذه الأمور إما تكون أو لا تكون، وعبثاً تنفع المحاولات في استنساخ الحركات والإيماءات والإشارات وحتى النبرة، فالفرق شاسع جداً، خصوصاً في القدرة على إقناع من يتوجه إليهم بما يريد أن يقنعهم به.

ما يعني أنه في الشكل، هناك مسافات شاسعة في القدرة على التدجين والسيطرة على جمهور “الحزب”، بين السلف والخلف، وهذه ستكون واحدة من المشاكل الكثيرة التي ستواجه قيادة “الحزب” الجديدة. هذا في الشكل، أما في المضمون، فالظاهر أن الشيخ نعيم يعيش كما أسياده في طهران، بعيداً عن الأرض والواقع، لأن من يقبع تحت سابع أرض، وآلاف الأميال عن أرض الواقع، من الطبيعي أن يكون مسلوخاً عمّا يجري حقيقة في اليقين.

لا تعنينا كل العبارات و”السلوغونات” عن الانتصار وقهر العدو وإخافته والبطولات والوعود الرنّانة… فهي كلها موجّهة إلى بيئته المشرّدة المقهورة المدمّرة التي تسبّبوا لها بأكبر نكبة عرفتها في تاريخها، وبالتالي لن نعلّق عليها.

ما يهمّنا بكل ما قاله الشيخ نعيم، وبالحقيقة ما وجدته نافراً يصل لحدّ الوقاحة الموصوفة، ما رماه من سهام مباشرة على الجيش اللبناني وقائده، في محاولة يائسة للاستمرار بتهميش الجيش وأخذ مكانه، وهو لم يعد مطروحاً ولا مقبولاً بعد اليوم، لا من كل الداخل ولا من كل الخارج.

الشيخ يريد توضيحاً من المؤسسة العسكرية عن عملية البترون، وقد قام قائد الجيش بالشرح المفصَّل لرؤسائه السياسيين الذين لهم عليه أن يفسّر لهم، لكن بأيّ صفة يطلب أمين عام ميليشيا غير شرعية وغير مقبولة من اللبنانيين ولها صولات وجولات في القتل والخطف والتفجير والتهديد… توضيحاً من قائد الجيش اللبناني الشرعي الذي يؤيّده جميع اللبنانيين إلا هو وميليشيته؟؟؟؟.

عشرات الاغتيالات لمسؤولين من الميليشيا ذاتها على مرّ السنوات وفي قلب عرين الضاحية وفي سوريا وإيران، وعمليات إنزالات وخطف حتى من البقاع، أضف إليها كل عمليات تصفية المسؤولين وعلى رأسهم سلف الشيخ، أضف إليها تدمير كامل للقرى التي صرعوا آذان أهلها بأنهم يحمونها ويبنوها، وإذ، وجد هؤلاء أنفسهم من دون أي حماية ما اضطُّرهم إلى ترك كل ما يملكون والفرار ليحافظوا على أرواحهم، تاركين كل جنى عمرهم عرضة للدمار الكليّ!!!.

تفضَّل يا شيخ، نحن نريد منك توضيحاً عن كل هذه الخطايا المميتة التي ارتكبتموها بحق بيئتكم التي آمنت بشعاراتكم الفارغة، وبحق كل اللبنانيين وبحق لبنان السقيم العليل الذي يرزح تحت نير قراراتكم المدمّرة.
من وصل العدو إلى قائده وأيقونته
وهو في عقر داره، والذي كان يتّبع أقصى درجات الحيطة والحذر والحماية، وعلى الرغم من كل النفي الذي صدر عن حزبكم، كان العدو يصرّ على أن عملية الاغتيال تمَّت بنجاح، أي أنه متأكد بالكامل من أنه كان موجوداً في ذلك المكان وأنه قضى في الضربة الكبيرة…
لا يحق له أن يطلب من المؤسسة التي كفَّ يدها عن الدفاع عن لبنان لاحتكاره هو هذه المهمة، وجعل منها قوة للحفاظ على الأمن الداخلي، ومنعها من الاحتفال بالانتصار الذي حققته على داعش كي لا تُظهر ضعفه المدقع في الدفاع والحماية التي فشل بهما فشلاً ذريعاً، في الوقت الذي كان حريصاً على إخراج الارهابيين بالباصات المكيفة، لا يحق له طلب أي توضيح.

لن نبرّر وندافع عن المؤسسة العسكرية، فقائدها قام بما يجب أن يقوم به، لكن أن تصل الوقاحة إلى هذه الدرجة، فقط للتنمير ومواصلة التهميش وتشويه صورة الجيش اللبناني، فهذا أمر لم يعد مقبولاً وأصلاً لم ولن ينطلي على أحد.
من المفيد أن تحسبوا من الآن أننا لن نرضى بعد انتهاء الحرب أن يبقى أي سلاح خارج المؤسسات الشرعية وعلى رأسها الجيش اللبناني وحده الذي يحمينا ويحافظ على وطننا، لأنكم قتلتم شعب لبنان ودمَّرتم جنوبه وبقاعه وضاحية عاصمته.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل