في خضم ضياع مفهوم الإستشهاد دفاعًا عن لبنان، أراد رئيس الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في “القوّات اللبنانيّة” جورج حايك، الإضاءة على إرث وطني ومسيحي، ثقافي وروحي، تحتفظ به “القوّات” في جهاز الشهداء والمصابين والأسرى في مركزها في ضبيه، وهو عبارة عن “ميني” متحف يضم صورًا للشهداء وذخائرهم، وقد اعتبرها حايك “لفتة وفاء من الجهاز لهؤلاء الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل حماية لبنان فعلاً من الغرباء والمشاريع العقائدية المشبوهة التي تُطل، كل فترة، على اللبنانيين بعناوين وشعارات جديدة”.
استقبل حايك الذي رافقه الأستاذ عصام أبي عقل، رئيس الجهاز شربل أبي عقل، وعدد كبير من أعضائه والعاملين فيه، وقاموا بجولة في أرجاء المتحف الذي اعتبره أبي عقل “متواضعًا إلا أن رمزيته كبيرة نظرًا إلى التضحيات الكبيرة للمقاومين الشهداء في الدفاع عن وجودهم وسيادة وطنهم”.
وتوقّف حايك أمام صور الشهداء وثيابهم العسكرية الزيتية وأسلحتهم الفردية وجعبهم وسيوفهم ومسابحهم وأيقوناتهم وأناجيلهم وكل مقتنياتهم بكثير من الورع والخشوع، وخصوصًا أن المكان مكرّس للسيّدة مريم العذراء الذي وُضِعَ لها تمثالًا وسط المتحف مع كابيلا صغيرة. وأكّد أبي عقل لحايك “أن المكان يتضمّن أكثر من 170 صورة وذخيرة، وقد تأسس عام 2013 وجرى توسيعه مع الوقت، إلا أن المكان لا يتسع لأكثر من ذلك، ويُعتبر محجًا ثقافيًا وروحيًا للقواتيين وجميع السياديين الذين يؤمنون بلبنان أولًا”.
وفي أثناء الجولة، سأل حايك رئيس الجهاز عن إمكانية توسيع المتحف، فكشف له “أن القوات وضعت مشروعًأ متكاملًأ لإنشاء متحف أكبر وأشمل مع كنيسة صغيرة ومساحة كبيرة للإحتفال بقداس الشهداء السنوي، إضافة إلى مبنى مخصّص لإستضافة مصابي الحرب، وغابة ستُخصّص كل شجرة فيها لإسم شهيد، إلا أن المشروع مؤجّل قليلًا لأنه يحتاج إلى إمكانيات كبيرة، والظروف اليوم لا تسمح بذلك. مع ذلك سيبقى مشروعًا للمستقبل”.
في الختام، شكر رئيس الدائرة الثقافية كل أفراد الجهاز على اهتمامهم الكبير بإرث الشهداء الثقافي الذي يبقى علامة حسيّة لأروع حكاية بطولة قام بها هؤلاء المقاومين الأبرار على جبهات لبنانية، لافتًا إلى أنه “لولاهم لما بقينا ولا بقي وطن إسمه لبنان”.