لم يخرج الاداء الحالي لـ”الحزب” في مقاربته ومعالجته ومفارقاته للأزمة المتفاقمة الواقعة على لبنان أرضًا وشعبًا دمارًا وضحايا، عن ادائه المستدام المتمادي تحميلًا لأخطائه وخطاياه على الآخرين، ولو كان هذا الآخر شريكًا وأخًا له في الوطن، ولو كانت الأزمات السابقة والحالية بفعله وبقراره وبيديه وبسلاحه، كما كانت الحال في الـ2006 وكما هي الحال اليوم.
لم يخرج كذلك اداء الإعلاميين المواكبين لـ”الحزب” وللحرب عن ادائي “الحزب” السابق والحالي، تحميلًا وتخوينًا وتهديدًا للشركاء المعارضين ديمقراطيًا وبالموقف لهذا الإسقاط والسقوط للمفاهيم السيادية والديمقراطية والوطنية.
كثيرة هي الأمثال ـ الأمثولات التي تؤكد على ما نقول، وقد تكون أخطرها وأوضحها ما يجري من تحميل ملف النازحين للمواطنين من خارج بيئة “الحزب” وللدولة بكل مؤسساتها الخارجة بدورها من حسابات وتقديرات واعتبارات “الحزب” وممانعته وللأحزاب والشخصيات الخارجة عن أي مسؤولية وطنية وأخلاقية، بحسب معيار “الحزب” وسياسيي المحور وإعلامييه.
على الرغم من إدمان “الحزب” والمحور الممانع لسياسة النكران والإنكار في تعاطيه السياسي والعسكري والوطني والسيادي أمام الوقائع وعلى أرض الواقع، لا يستطيع المرء الا أن يشهد على تشريع المناطق والأحزاب والشخصيات، التي كانت موسومة بالطائفية والانعزالية والصهيونية وبالتماهي مع تنظيميّ د. والنصرة، أذرعها ومنازلها وساحاتها للنازحين من بيئة “الحزب” أهله وأبنائه، وللأسف لا يستطيع أمام هذا الاحتضان ومعه، الا أن يشهد على استمرار معزوفات التخوين والتهديد وهدر الدم لمستقبلي النازحين وللقيمين على بلديات المضيفين من الأحزاب الموسومة أعلاه.
في مسار الافتراءات والتخوين نتوقف عند محطتين انتخابيتين تعرّض فيهما نائب دير الأحمر الدكتور أنطوان حبشي لأشد الهجمات وأقسى الافتراءات والاتهامات، ففي 16 آذار 2018 قال الراحل نصرالله: “لن نسمح أن يمثل حلفاء النصرة وتنظيم د. أهالي بعلبك ـ الهرمل”، معتبرًا معركة إسقاط أنطوان حبشي في بعلبك الهرمل، المستقبل الأول لنازحيه بعد غيابه، أهم من حربه ضد العدو الإسرائيلي ومستحقة المخاطرة بالحياة بقوله “في حال رأينا أن هناك وهنا في الإقبال على الإنتخابات في بعلبك – الهرمل فسأذهب بنفسي شخصيًا، لأتجول في قراها ومدنها وأحيائها للسعي إلى إنجاح هذه اللائحة مهما كانت الأثمان ولو تعرضت للخطر”.
في الإطار نفسه وضمن وعاء التخوين وتهم العمالة المكررة في محطة الانتخابات التالية وفي 13 أيار 2022، قال نصرالله: “يجب أن تحسموا، وهذا المشهد سيتكرر، أمام أي خطر يتعرض له البقاع وأهل البقاع مسملوه ومسيحيوه، عندما يكون جزءًا من اللعبة الدولية هؤلاء هم جزء من ماكينة الحرب الكونية، هم جزء من ماكينة التآمر على البلد، هم جزء من جبهة القتال لخدمة مشاريع الأعداء والمشاريع الأخرى وعليكم أن تحسموا، هل تكونون مع من يدافع عنكم أو من يتآمر عليكم، هل تكونون مع البندقية، مع اليد التي رفعت البندقية لتقاتل في البقاع أم مع اليد التي قدمت البندقية للجماعات المسلحة لتسفك دماءكم وتسبي نساءكم، وهم موجودون في اللائحة الأخرى على كل حال.”
لتتكرر المعزوفة التخوينية على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد في 29 آذار 2022: “إنهم يضعون رأسهم برأسنا ليخرجونا من المجلس النيابي ويقولوا إنهم أخذوا الأكثرية التي يريدونها من أجل تأمين قوانين تسمح لهم بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي”.
استغرب اللبنانيون، والنازحون في دير الأحمر على رأسهم، الى حد الذهول والصدمة تغييب نائب بعلبك ـ الهرمل الدكتور أنطوان حبشي عن الاجتماع الذي عقده وزراء ونواب منطقة بعلبك الهرمل في مجلس النواب في الأول من تشرين الثاني 2024، مع محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر وعدد من المعنيين للتباحث في موضوع النزوح… كما صدمهم تغييب دور النائب حبشي الكبير وحزب “القوات اللبنانية”، في استضافة وتأمين عشرات آلاف النازحين في منطقة دير الأحمر…
إن خير من ردّ على “الحزب” وقيادته وإعلامييه منصفًا النائب حبشي ومن يمثل من محازبين وناخبين هو الأمين العام للحزب في 6 تشرين الثاني 2024، إذ قال ما حرفيته: “حاول العدو أن يعمل على الفتنة بين النازحين والمستقبلين، لا أبدًا، ما حزر، لأنّ المستقبلين أيضًا يُدركون أنّ الخطر ليس على النازحين فقط، ليس على المقاومة فقط، الخطر على كل لبنان، ولذلك هذا التفاعل أنا أعتبره جزء لا يتجزّأ من المقاومة، أي النازح الآن في الموقع المقاوم، مستقبل النازح من الجمعيات والمؤسسات والطوائف والبلدات المختلفة والشخصيات كلهم جماعة يُساهمون في المقاومة، لأنّ هذا جزء من حماية الظهر أثناء المواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي”، ليكون اداء حزب القوات وعضو الجمهورية القوية وتفاعلهما في دير الأحمر خاصة، وبشهادة علنية من أمين عام “الحزب”، “جزءًا لا يتجزأ من المقاومة” على عكس ما ادعته واتهمته واخفته قيادة “الحزب” وأبواقها وإعلامها وأخبارها.