بعد عودة الرئيس المنتخب، دونالد ترمب، إلى رئاسة الولايات المتحدة، من جديد، تعكس تصريحات وسلوكيات قادة ومسؤولي النظام الإيراني، خلال الأيام الماضية، التحدي الجاد، الذي يواجهونه، بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة. ففي حين كان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد أدلى مرارًا بتصريحات شديدة اللهجة ضد ترمب، خلال السنوات الماضية، فإنه في أول خطاب له بعد الانتخابات الأميركية لم يأتِ على ذكر إعادة انتخاب ترمب.
علاوة على ذلك، لم يتخذ أي مسؤول بارز في إيران موقفًا صريحًا ضد ترمب أو حكومته المقبلة؛ حيث تم تجنب الإدلاء بأي تصريح حاد، مع اتخاذ جانب الحيطة والحذر في هذا الصدد.
في تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، يوم السبت الماضي، حول تصريحات قادة النظام الإيراني بشأن إدارة ترمب المقبلة، أُشير إلى ما وُصف بأنه “إشارات” تعكس رغبة إيران في نوع من “الانفتاح” و”تخفيف” العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن.
ماذا قال مسؤولو النظام الإيراني؟
أولى النقاط البارزة في تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة هي اعترافهم بالديمقراطية في الولايات المتحدة واختيار الشعب الأميركي.
فبينما سبق لخامنئي أن تحدث عن “التزوير” في الانتخابات الأميركية قبل أربع سنوات، تجنب مسؤولو النظام الإيراني هذا العام طرح نظريات المؤامرة، كما حدث سابقًا.
على سبيل المثال، فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري: “إن اختيار الرئيس الأميركي هو قرار يعود للشعب هناك، وقد اختار الشعب الأميركي رئيسه الآن”.
حتى أن حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الذي تُصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، أقرّ باختيار الشعب الأميركي.
مع ذلك، يركز بعض المسؤولين الإيرانيين في تعليقاتهم حول نتائج الانتخابات الأميركية على هزيمة مرشحة الحزب الديمقراطي، كمالا هاريس، بدلاً من التركيز على فوز ترمب.
أشار سلامي إلى هزيمة هاريس، مستندًا إلى ما وصفه بـ “دعم الديمقراطيين للحرب الفلسطينية بكل قوة”، قائلاً: “لكن في النهاية، الشعب الأميركي لم يصوّت لهم”.
يزعم هؤلاء المسؤولون أن النظام الإيراني الحالي داعم للسلام في المنطقة، ويرون أن اختيار الشعب الأميركي للرئيس القادم يتوافق مع هذا التوجه.
أما التصريحات بشأن ترمب، فقد اقتصر معظمها على إبداء الأمل؛ حيث إن كلاً من القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، ووزير الخارجية الأسبق، الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، أعربا عن أملهما في أن يتبنى ترمب سياسات جديدة تجاه المنطقة والنظام الإيراني.
تأتي هذه التصريحات على الرغم من أن ظريف كان قد حذر في مناظرة تلفزيونية، أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الإيرانية قبل بضعة أشهر، بلهجة حادة من فوز ترمب، مؤكدًا أن عودته ستؤدي إلى تراجع كبير في صادرات النفط الإيرانية.