منذ إصابته بتفجيرات “البيجر” في 17 أيلول الماضي وبعد نقله إلى إيران لتلقي العلاج، وحالة سفير إيران في لبنان مجتبى أماني يلفّها الغموض حول مصيره ومستقبل مهمته في لبنان. ما يراكم التساؤلات وعلامات الاستفهام حول مصير سفير إيران في بيروت، الإعلانات المتكررة عن قرب عودته إلى لبنان لمواصلة المهمة المكلّف بها، ليتبيَّن عدم تحقق هذه العودة، لغاية الآن، على الرغم من المواعيد المضروبة. من هنا، ثمة احتمالات عدة تقف وراء عدم عودة سفير إيران أماني، ولا تأكيد بشكل حاسم على أن هذه العودة ستتم فعلاً لعوامل وأسباب عدة.
مصادر مطلعة متابعة ترى، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “من بين احتمالات عدم عودة سفير إيران مجتبى أماني إلى بيروت، أنه مصاب إصابة بالغة تمنعه من استئناف نشاطه والمهمة التي كان موكلاً بها، بالأهلية اللازمة المطلوبة، خصوصاً وأن المعركة تزداد احتداماً بين إسرائيل و”الحزب”. فصحيح أن السفارة الإيرانية في بيروت كانت نفت في وقت سابق تعرّض أماني لإصابات جسيمة، لكن ذلك الإعلان لم يحسم الأمر، خصوصاً وأن مواقع مقرّبة من الحرس الثوري الإيراني كانت أعربت عن أسفها لأن إصابات سفير إيران في بيروت “خطيرة للغاية وفي عينيه”.
وفق المصادر ذاتها، أنه “حتى ولو تمكن أماني من تخطي الإصابة التي تعرّض لها، لكنها ربما تركت مضاعفات تمنعه من أداء مهمته في بيروت بالشكل المطلوب، لأنه تبيّن أن دائرة عمله كانت مخترقة بدليل تفجيره بالبيجر. علماً أن ذلك يطرح علامات استفهام حول طبيعة مهمة أماني في لبنان، لأنه ما حاجة سفير إيران لأجهزة بيجر تُستخدم للعمليات العسكرية والأمنية لقياديي ومسؤولي وعناصر “الحزب”، إن لم يكن منخرطاً في هذه العمليات وبموقع يفرض عليه أن يمتلك جهاز بيجر لمتابعتها؟”.
تضيف: “بات معلوماً أن إيران تشرف مباشرة في الوقت الراهن على قيادة الحرب الدائرة، بعد تغييب القيادة العسكرية والأمنية العليا لـ”الحزب” وصولاً إلى رأس الهرم السيد نصرالله، وأنه تم تعيين قياديين إيرانيين لإدارة المعركة. بالتالي، لا شك أن إيران وقيادة الحرس الثوري أعادت توزيع المهام على مسؤولين وقياديين آخرين، ومن الطبيعي أنها تتّبع خطوات شديدة الحذر في هذه المسألة خوفاً من أن يكونوا مخترقين. من هنا، ربما ترى إيران أن أماني يُصنَّف ضمن الحلقة السابقة المخترقة، أو أن إصابته حتى ولو تمكن من التأقلم معها نسبياً لكنها تمنعه من القيام بمهمته على أكمل وجه، بالتالي لا حاجة لعودته القريبة، خصوصاً بوجود ممثلين مباشرين للحرس الثوري في لبنان يتولّون قيادة المعركة. ربما لهذه الأسباب، مصير سفير إيران في لبنان معلّق بانتظار جلاء الموقف”.