خاص “Call 2 face” ـ مجد حرب: “أول دخولو شمعة طولو”.. كان على قاسم الاعتذار (مستيكا الخوري)

حجم الخط

ضيفي في “Call 2 face” هذا الأسبوع المحامي والناشط السياسي مجد حرب.

اليوم التالي للحرب

*يكثر الحديث عن اليوم التالي للحرب وتحديداً مصير “الحزب”. برأي ماجد حرب كيف ستكون الصورة بعد انتهاء الحرب وأين سيكون الحزب في المعادلة؟

أثبتت هذه الحرب أنها يمكن أن تكون درساً جدّياً نتعلم منها كلنا كلبنانيين أن الدولة هي الملاذ الأول والأخير لكل الأفرقاء في البلد، وأنه “ما في شجرة وصلت عند ربنا”.

“الحزب” يجب أن يكون أول من تعلم هذا الدرس، وأنه بدون وجود مؤسسات ودولة وعلاقات خارجية، ساهم وأفرقاء وأزلام بخربطتها مع دول الخليج ودول الخارج، ومع انغلاقه على نفسه ومعاداته لبقية اللبنانيين، يجب أن يكون تعلم درساً بمدى عدم صوابية هذا الأداء.

وجود “الحزب” بعد الحرب مرتبط بقراره احترام القانون والدولة.

*الطائفة الشيعية اليوم تشعر بالغبن كما بقلق من إنهاء “الحزب” وهو ممثلها الأول. كيف يمكن طمأنتها وفق رؤية مجد حرب؟

لا حاجة لأن يطمئن أحد الطائفة الشيعية وهي لا تحتاج إلى طمأنة حيال دورها بعد انتهاء “الحزب”، إنما هي بحاجة للطمأنة بأنه لم يعد هناك من فريق مسلح يأخذها إلى الهلاك. الطائفة الشيعية الكريمة هي التي تدفع ثمن القرارات الخاطئة التي اتخذها “الحزب”، نيابة عن إيران لا عن الشيعة اللبنانيين أو قاعدته الشعبية.

الشيء الوحيد الذي يمكنه طمأنة أبناء الطائفة الشيعية بالطريقة المطلوبة، هو بناء الدولة وعودتهم كفريق فاعل ضمن هذه الدولة، وعدم ارتهانهم لدول خارجية تخلّت عنهم عند أول مفرق. أعتقد أنه بات هناك جزء كبير من هذه الطائفة واع لهذا الأمر، وأنه لا يمكن لفريق فرض سلطته على بقية اللبنانيين، وواع أن البلد لا يقوم بوجود مواطنين درجة أولى ومواطنين درجة ثانية.

رئاسة الجمهورية

*رئاسة الجمهورية معلَّقة بانتظار انتهاء الحرب وجلاء الصورة. من الرئيس المطلوب اليوم؟

لدينا واجبات أساسية بموضوع رئاسة الجمهورية، تكمن بعدم تكرارنا الأخطاء ذاتها والتسويات التي قمنا بها في وقت سابق. اليوم بكل صراحة يجب أن نقول إننا إن خُيّرنا بين رئيس جمهورية خاضع لا يؤمن بالدولة، غير إصلاحي وغير سيادي، أفضل أن نختار الفراغ الرئاسي، لأنه لا يكون على رأس مؤسساتنا ولا يكون القائد الأعلى للقوات المسلحة شخص غير مؤمن بالدستور اللبناني ولا يلتزم بقسمه أمام مجلس النواب.

صورة الرئيس المقبل هي رئيس مؤسساتي، يؤمن بالدولة والمؤسسات والقانون، لا يدّور زوايا في هذا الوضع الصعب، هدفه ليس الوصول إلى الكرسي و”خلصت هون”، إنما تبدأ مهمته الفعلية بعد وصوله إلى الكرسي.

*كيف يقيِّم مجد حرب رفض الثنائي الشيعي فتح البرلمان لجلسة انتخابية بدورات متتالية وصولاً لانتخاب رئيس، خصوصاً أن البلاد تمر بظروف غير طبيعية؟

“الحزب” اليوم دفع ثمن إفراغه للمؤسسات الدستورية للدولة وعدم وجود رئيس جمهورية يفاوض المجتمع الدولي لإنهاء الحرب. دفع ثمن عرقلة المؤسسات والحكومات وعدم بقاء سلطة أساسية لبنانية أولاً تفاوض لإنهاء هذه الحرب، وعدم وجود سلطة لبنانية مزدهرة وقوية قادرة على تعويض الضرر الذي سببه “الحزب”. لذلك، من لا يعترف بوجود رئاسة لبنانية ولا تهمّه الرئاسة اللبنانية وكل ما يحرص عليه هي الأوامر التي يتلقاها من الرئاسة الإيرانية، لا يمكنه بناء دولة.

لا أستغرب أبداً عرقلة هذه المؤسسات وإقفال مجلس النواب أمام انتخاب رئيس جمهورية، هذا الأمر غير مستغرب، لكنه أنتج ردة فعل عكسية دفع ثمنها المعرقل نفسه.

تعيين قاسم

*ما رأي مجد حرب بتعيين الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب. هل هو الرئيس الفعلي لهذه المجموعة أم أنه غطاء لإدارة ثانية في الخفاء؟

يُطَبَّق على الشيخ نعيم قاسم مقولة “أول دخولو شمعة طولو”. فلا يمكن بعد كل الدمار الذي تسبَّب به “الحزب” للبنان، أن يكون خطابه مساءلة الجيش اللبناني وهو الحامي الوحيد للسيادة اللبنانية والشعب اللبناني.

بدلاً من أن يستتر قاسم وأقله يعتذر من الشعب اللبناني على القرارات الخاطئة التي دمّرت البلد، لا يزال يستمر وفق النهج ذاته المتمثل بأن الشعب اللبناني هو فدى إيران، وفدى سلاح “الحزب”، ومجرد أرقام يضحّون بها لأجل سياسات خارجية، ويحتفلون إذا أصابوا بطائرة ما أو صاروخ مجرد مبنى.

أراه بعيداً كل البعد عن الكاريزما التي كان يتمتع بها السيد نصرالله، وعن الواقعية التي حتى لو كانت قليلة كانت موجودة في وقت سابق. فمنذ تعيينه، تعاطى مع الشعب اللبناني بفوقية وعنجهية، وأثبت مرة جديدة أنه بعيد كل البعد عن الواقع وهو يتحدث عن نصر، وأثبت أن نهجهم للأسف لا يتغير، وأن هذا الفريق غير مؤمن ببناء الدولة ولا يتعلم من الأخطاء التي أوصلتنا إلى هنا ودفع ثمنها أكثر من 3000 قتيل وفوق الـ10 آلاف جريح.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل