مدينة بعلبك حزينة، إذ فقدت أمس 20 مواطنا من أبنائها، نساء وأطفالا وفتيانا وشبابا ومسنين، وحتى رجال إنقاذ وإسعاف لطالما كانوا في المقدمة، يلبون النداء دون تردّد، ويخوضون غمار النار والخطر، وعلى مدى سنوات تطوعوا لخدمة الناس والمجتمع دون مقابل، لأن العمل الإنساني كان يشكل لهم الدافع والهاجس، إنهم شهداء الدفاع المدني.
القصف بدأ من حي الشعب في مدينة بعلبك، باستهداف الطيران الإسرائيلي عائلات مدنية في مبنى مؤلف من طبقتين، فقضى ثمانية من أفرادها ضحايا، إلى جانب أكثر من 20 جريحا توزعوا على مستشفيات بعلبك الحكومي، دار الأمل الجامعي، والريان، وأسعف عدد من الجرحى في نفس المكان.
أما الغارة الثانية المروعة، ارتكبها الديش الإسرائيلي في مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني في دورس، عند مدخل مدينة بعلبك، أدت إلى سقوط 12 ضحية، عميدهم رئيس المركز بلال رعد، فلم يسمح لهم الجيش الإسرائيلي بالتقاط أنفاسهم بعد مشاركتهم بتلبية نداء الواجب في لملمة الأشلاء، وانتشال جثامين الضحايا، وإسعاف الجرحى في حي الشُعب، ولطالما كانوا الملبين لنداءات الاستغاثة عند كل اعتداء، ولكن هذه المرة هم الهدف لعدو مجرم يحاول جاهدا اغتيال الإنسانية والنبل، والشهامة والنجدة، والإيثار والشجاعة، فقضى تحت الانقاض مسعفون على درب الشهادة عمدوا بدمائهم الطاهره أرض بعلبك، لا بل الوطن.
وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي أيضًا على منزل في بلدة طاريا، وأصيب أربعة مواطنين بجروح، وقضت ضحية في استهداف منزل ببلدة البزالية، وشهيد وخمسة جرحى في الغارة على منزل عند مدخل بلدة سرعين الفوقا، وسقط شهيدان في الغارة على بلدة شمسطار، وارتقى ثلاثة ضحايا وأربعه جرحى في غارتين متزامنتين على بلدة تمنين التحتا، كما نفذ الطيران غارة على منزل في بلدة الحفير المجاورة لبوداي، وغارة على منزل استهدف سابقا في بلدة قليلة دون وقوع إصابات.