تشهد الساحة اللبنانية تصعيدًا عسكريًا متزايدًا بين “الحزب” وإسرائيل، حيث تتواصل المواجهات والغارات الإسرائيلية على مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. في 16 تشرين الثاني 2024، استهدفت غارة إسرائيلية قرية الخريبة في بعلبك، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة 11 آخرين، بينهم خمسة أطفال، اثنان منهم في حالة حرجة. في 15 تشرين الثاني 2024، شنت إسرائيل غارات مكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفة مناطق يسيطر عليها “الحزب”، وذلك بعد مقترح أميركي لوقف إطلاق النار.
إلى ذلك، وبينما تستمر المواجهات والغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد تحذيرات جديدة لسكان بعض مناطق الضاحية.
حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة “إكس” سكان مناطق برج البراجنة، الحدث، والشياح بضرورة الإخلاء. ونشر خريطة تحدد المواقع والأبنية المطلوب إخلاؤها، في تكرار لما حدث خلال الأيام الماضية، حيث تعرضت الضاحية الجنوبية، التي كانت تعد معقلاً رئيسياً لـ”الحزب”، لغارات عنيفة استهدفت عدة مناطق.
مواجهات في الخيام
شهدت الساعات الماضية مواجهات عنيفة في البلدات الحدودية بجنوب لبنان بين “الحزب” والقوات الإسرائيلية. كما اندلعت اشتباكات مكثفة في بلدة مارون الراس، حيث استخدم الطرفان أسلحة ثقيلة. وحاول الجيش الإسرائيلي التقدم نحو بلدة الخيام الجنوبية، إلا أنه انسحب لاحقًا من بلدة شمع باتجاه طيرحرفا، مع بقائه مسيطراً على طريق زراعية بين البلدتين.
80 صاروخًا
في المقابل، أطلق “الحزب” عشرات الصواريخ نحو إسرائيل، مستهدفًا مدينة حيفا بهجوم صاروخي أدى إلى إصابة شخصين وإلحاق أضرار بكنيس. وأكد الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 80 مقذوفًا من لبنان تجاه إسرائيل أمس. كما أعلن مقتل جندي إسرائيلي آخر في جنوب لبنان، ليرتفع إجمالي عدد القتلى العسكريين الإسرائيليين في هذه المنطقة إلى 48 منذ 30 أيلول.
تصريحات إسرائيلية
خلال زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إلى قرية كفركلا الحدودية، أكد أن إسرائيل ستواصل ضرباتها ضد “الحزب” حتى يعود سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان، على حد تعبيره.
تطورات العمليات العسكرية
منذ 23 أيلول، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق الجنوب والبقاع، وأطلقت عملية برية محدودة مطلع تشرين الأول في بعض القرى الحدودية. هذا الأسبوع، توسعت العملية إلى مرحلة ثانية، مع تعمق التوغل الإسرائيلي في الجنوب.
الخسائر البشرية
منذ بدء تبادل القصف بين “الحزب” وإسرائيل في 8 تشرين الأول 2023، بلغ عدد القتلى وفق وزارة الصحة اللبنانية 3452 شخصًا، بالإضافة إلى نزوح أكثر من مليون و200 ألف لبناني.