الدائرة الثقافية في “القوات” تستذكر “أخوت شانيه”

حجم الخط

لا ينسى جيل السبعينيات والثمانينيات نبيه أبو الحسن أو “أخوت شانيه”، وهو حتمًا لا يغيب عن ذاكرة الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية”، لأن فنّه لا يموت، وطيفه لا يزال حاضرًا ومعمّرًا في ذاكرة الفن التمثيلي اللبناني.

إطلالته الأولى كانت في الرابعة عشرة عبر مسرحية “شعلة من الصحراء” لفريد مدوّر، ثم انتقل إلى بيروت في الخمسينيات وشارك في مسرحيات “صلاح الدين الأيوبي” و”آلام السيد المسيح” و”في سبيل لبنان” و”عدل الخليفة” وكلّها كانت من إخراج عيسى النحاس.

تميّز أبو الحسن بمسيرته الطويلة وتعدّد مشاركاته وتنوّعها تحت إدارة مخرجين ومدربين كبار. وبعد لعبه في مسرحيتين من إخراج شكيب خوري، مثّل بإدارة برج فازليان في “لعبة الختيار” و”الزنزلخت” وشارك في “المفتش العام” و”مجدلون”، وتزامن صعوده مع صعود جلال خوري وشارك في معظم أعماله العربية، أهمها مسرحية “جحا في القرى الأماميّة”.

كذلك شارك مع شوشو في مسرحية “اللعب ع الحبلين” التي اقتبسها ريمون جبارة وأخرجها برج فازليان، وأطلّ في مسرحية “فرمان” التي قُدّمت في إطار “مهرجانات بعلبك” وكانت من تأليف ناديا تويني وإخراج روميو لحود. بعد تألّقه المسرحي، وجد أبو الحسن طريقه إلى التلفزيون وكان أنطوان غندور يومها كاتبًا هاويًا حين كتب “كانت أيام”، أسند إليه دور قروي يجمع بين العفوية والشاعرية.

نجاح نبيه في هذا الدور جعل المخرج باسم نصر يسند إليه البطولة في مسلسل “أخوت شانيه” من تأليف غندور أيضًا. هكذا، كانت شخصية “الأخوت” نقطة تحوّل في مسيرة الرجل الفنيّة، وابتداء من عام 1972 كرّت سبحة مسرحيات “الأخوت” فقدّم “نابوليون وأخوت شاناي”، و”الشاطر حسن”، “شعب بالمزاد”، تبعتها مسرحية “أخوت شاناي في الجبهة”. تناوب على إدارة هذه المسرحيات مخرجون عدة، وسرعان ما قرّر أبو الحسن كتابة مسرحياته وإخراجها. واستقلّ في شخصية الأخوت “حسن حمزة من شاناي” المتّقد حيوية وفطرة. لم يشأ أن يبقيها في إطارها التاريخي والقروي والدرزي، بل جعل منها شخصية ذات طابع وطني شامل، تنتقل من عصر إلى عصر، ومن جرد إلى ساحل، ومن قرية إلى مدينة، ولها ارتباط عميق بكل المذاهب والأديان. وقدّم “أخوت لبنان” و”أخوت دولي” و”أخوت بالعربي” و”أخوت حتى النصر” و”أخوت حتى الحرية”، عُرِضَت كلّها في “كازينو لبنان”.

أما “الأميرة والأخوت” فعرضت في مسرح جورج الخامس. والعمل الأخير كان “أخوة حتى السلام” الذي تعرّض خلاله إلى حادث سير غامض أدّى إلى موته.

مع نبيه أبو الحسن أصبح الأخوت حكاية للجميع وشخصية يتجسّد فيها حلم التعايش الحقيقي، مهما اختلفت التسميات والعناوين.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل