هو فاضي من المنطق، والتحليل، والتهذيب، واحترام الآخر، ويعاني من “تعفّن الدماغ”، لكنه مليان من الحقد، والكراهية، والصراخ، والعياط، والجقجقة، والعنتريات الفارغة. ينتحل صفة إعلامي على الشاشات، لكنه بالفعل يتصرف كصاحب “بيك أب” خردة وتنك من مخلفات صاروخ “سميّه” فادي، أثناء مشاجرته مع صاحب بورة الكسر على سعر كيلو التنك، بعدما كان قد أزعج سكان الحي بصراخه قبل الضو طالبًا منهم بيعه خردة وتنك من بقايا صاروخ “قادر”، ومنصة صواريخ نادر مش قادر.
لا ينقص المدعو فاضي بودية، بعد كل جولة صراخ وتوتر، والتسويق للصبابيط والصرامي التي يقوم بها على بعض المنابر، سوى أن يبكي حتى يرتاح، ولكن قبلاً لا بأس ببعض مهدئات الأعصاب، خصوصًا بعدما شاهد مشروعه الفاشل الفوفاش ينهار أمام عينيه بلمح البصر.
فاضي لكنه مش راضي، وآخر إبداعاته إصراره على المسّ بمقدسات المسيحيين عبر إمعانه بالقول إن شعار “نور من نور” ينطبق على نصرالله الذي هو قبس من السيد المسيح، وبأنه الوحيد الذي يمثّل المسيحية، لا الكنيسة ولا أي آحد آخر، وبأن “المقاومة” دافعت عن الكنائس وعن شرف المسيحيين، الى ما هنالك من جقجقات وجعدنات وسعدنات تُشبه تمامًا موضوع “توازن الرعب”، وتدمير تل أبيب، ونقل الليطاني الى الحدود.
ولا نعرف ماذا سيكون رأي هذا الفاضي لو قلنا له مثلاً إن بشير الجميّل هو قبس من الإمام علي ومن الحسين ومن المهدي المنتظر، وبأن “القوات اللبنانية” تكبدّت آلاف الشهداء والجرحى في معرض دفاعها عن سيادة لبنان، وعن شرف الشيعة تحديدًا، بوجه المنظمات الفلسطينية التي كانت تنتهك كرامة أهل الجنوب والضاحية، وتُقيم دويلتها في الفاكهاني على مرمى حجر من “الرسول الأعظم”، فيما فاضي بوديه وأمثاله من الفاضيين، كانوا غاشيين وماشيين وفاتحين تمّن وراخيين شفافن أمام أصغر مسلح فلسطيني كان الآمر الناهي في تلك المناطق.
ماذا سيكون موقفه لو قلنا له إنه لولا الكنيسة المارونية والبطريرك الحويك الذي أصرّ على ضم الشيعة الى لبنان الكبير، لانتهى الأمر بهم مشرذمين مقسمين الى ثلاثة أجزاء، قسم كبير ولكنه صغير جدًا ضمن الأكثرية السنية في سوريا، وقسم يعيش اليوم في المستوطنات الشمالية لإسرائيل على تخوم الليطاني ضمن الأكثرية اليهودية، وقسم صغير في الوطن القومي الدرزي ـ المسيحي في جبل لبنان التاريخي الذي رفضه البطريرك الحويك رفضًا قاطعًا، على الرغم من كل نصائح الفرنسيين أصدقاؤك اليوم يا فاضي مش راضي.
شرف المسيحيين لا يدافع عنه سلاح الغدر والاغتيال والتقية والباطنية والرفضية الذي قتل على سبيل المثال لا الحصر، بيار الجميّل، الأمل الصاعد للمسيحيين، ولا يدافع عنه من تآمر مع نظام الأسد لاستبعاد المسيحيين عن كل مواقع السلطة منذ العام 1990 وحتى 2005، ولا يدافع عنه من قال عشية 14 آذار 2005، وبعد أن اغتال رفيق الحريري، بأن المسيحيين يشكلون 17% من السكان، وبأن البلد يجب أن يُحكم بين السنة والشيعة، والمدافع عن شرف المسيحيين لا يُهشم بالمارونية السياسية على مدار الساعة ليبرر فشل شيعيته السياسية، ولا يرفع حبيب الشرتوني الى مقام الأولياء والآلهة، والمدافع عن شرف المسيحيين لا يقول “صرلنا 40 سنة متحملينكن” قبل أن يستودعه الله أخيرًا، ويبقى صدى كلماته عالقًا في أذهان المسيحيين المتجذرين في لبنان غصبًا عنه للـ40 سنة وللألف سنة القادمة، وقبل كل شيء تذكر بأن فاقد الشيء لا يعطيه.
أين كان أمثالك يا فاضي بوديه عندما دافع المسيحيون منفردين عن كرامتهم وسيادة بلدهم وشرفهم وشرف سواهم، بوجه المنظمات المسلحة الفلسطينية، واللبنانية، واليسارية، معطوفٌ عليها جيش الأسد، معطوفٌ عليهم صوماليين وليبيين وعراقيين وأفريقيين، طيلة سنواتٍ كثيرة من الحرب؟
كان أمثالك يا فاضي بودية بعضهم منخرط في جيش لبنان الجنوبي، والبعض الآخر يعمل “مرمطون” لدى الفصائل الفلسطينية، والبعض الآخر ينتظر أصغر جندي سوري أمام المرحاض ليضرب له السيفون بعد انتهائه.
أين كان الشرف والكرامة يا فاضي بوديه عندما قتل الجيش السوري عشرات المسلحين من حزبك مصفوفين على الحائط في ثكنة فتح الله، ولم يُحرك أصحاب “الشرف والكرامة والعزّة” ساكنين بوجهه، فيما كان أقل اعتداء من قبل الطرف نفسه على المسيحيين يُقابل بمقاوماتٍ شرسة على طول لبنان وعرضه؟
هل تريد أن تعرف من دافع عن شرفك في سوريا بوجه المعارضة السورية؟ إنها بكل بساطة جمهورية روسيا الاتحادية المسيحية التي لولاها لكان مصير أمثالك كمصير نُبل والزهراء اليوم، لولا روسيا المسيحية وطائراتها وصواريخها وتكنولوجيتها، لكانت سُبيت زينب أكثر من مرّة، ولأكملت المعارضة السورية الى البقاع والضاحية ربما.
هل عرفت الآن من دافع عن شرفك في سوريا؟
هل تريد أن تعرف من دافع عن شرفك في العراق أيضًا؟
الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى أعادت لك شرفك المسلوب من نظام البعث العراقي، ثم تصدت لداعش عام 2014 ضمن التحالف الدولي بعد انهيار الجيش العراقي والحشد الشعبي في دقائق، وحالت دون انتهاك شرفك وشرف أمثالك مرّةً من جديد.
“شفناكن فوق وشفناكن تحت”، “شفنا” فعالية سلاح الخردة والتنك، و”شفنا” فعالية تكنولوجيا “الفورد أبو دعسة” التي تمتلكونها، و”شفنا” بطولاتكم الخنفشارية في الدفاع عن أنفسكم وعن عناصركم بالذات.
شفناكن فوق وشفناكن تحت، وشفنا كل سلاحكم ومعادلات أبو ملحم على مدى 40 سنة، الذين طلعوا فوفاش بفوفاش وذهبوا شيح بريح، فماذا يمكن لهذا اللسان الناطق بالزور والباطل المتبقي لكم أن يفعل ما لم تستطع كل ترسانتكم البائدة أن تفعله.
روح لعاب قدام بيتك يا صبي مش فاضيينلك.