افتتاحية صحيفة النهار
الجيش ولجنة الرقابة يحتويان التصعيد المعارضة: 9 كانون الثاني… “للانتخاب”
لم يمر بعد، وربما حتى أمد لن يكون أقصر من مهلة الـ60 يوماً، قطوع وخطر انهيار الهدنة الشديدة الهشاشة التي قامت بموجب اتفاق وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل خصوصاً وأن الانتهاكات المتبادلة بين إسرائيل و”الحزب” تواصلت أمس ولم تفرملها تماماً الكلفة البشرية الباهظة التي أفضت أول من أمس إلى سقوط 12 ضحية تحت وطأة عاصفة تبادل الغارات والقصف الصاروخي.
وإذ صعّدت إسرائيل أمس تهديداتها “النوعية” مهوّلة بمساواة الدولة اللبنانية وبناها التحتية بـ”الحزب” في حال انهيار وقف النار، رفع لبنان الرسمي وتيرة التعبئة الدبلوماسية لوقف النار ولجم الاندفاعات التصعيدية فيما سارع الجيش اللبناني إلى استعجال واختصار المهلة الزمنية، فشرع في نشر وحدات عسكرية في مناطق من الجنوب إيذاناً باستكمال الخطوة عبر الانتشار على امتداد الشريط الحدودي مقترناً باطلاق الجيش الشارة الأولى إلى عملية تطويع في صفوفه لتعزيز انتشاره المطلوب جنوباً وفي كل لبنان. هذه الخطوات شكلت اجراءات متقدمة على طريق احتواء خطورة تصاعد الانتهاكات المتبادلة لوقف النار بدفع أميركي – فرنسي قوي سيترجم من الاجتماع الأول للجنة المراقبة على وقف النار في الساعات المقبلة. كما أن معلومات توافرت لـ”النهار” عن اتجاه لدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للقيام بجولة في الأيام المقبلة على بعض المناطق في الجنوب لا سيما منها التي بدأ الجيش اللبناني اعادة انتشاره فيها.
وأكد ميقاتي في هذا السياق “أن الاتصالات الديبلوماسية مستمرة وتكثفت بالأمس لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية”. وقال: “لقد شددنا في خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب”. ولفت إلى “أن إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب” .
ونقلت “رويترز” أمس عن مصدرين مطلعين إن الجنرال غيوم بونشان ممثل فرنسا في اللجنة سيصل إلى بيروت اليوم الأربعاء، وأن اللجنة ستعقد أول اجتماع لها غداً الخميس. وذكر أحد المصدرين، “أن هناك حاجة ملحة لبدء عمل اللجنة قبل فوات الأوان”، مشيراً إلى تكثيف إسرائيل التدريجي لهجماتها رغم الهدنة.
وعُلم أن الوفد العسكري الأميركي في لجنة المراقبة تفقد أمس مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة واجتمع مع قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب.
وقال مصدران سياسيان لبنانيان لـ”رويترز” إن اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، بعدما شنت عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية. وقال المصدران إن الرئيس ميقاتي، والرئيس نبيه بري تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر الإثنين وعبّرا عن قلقهما بشأن وضع وقف النار.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الرئاسة أو وزارة الخارجية في فرنسا.
في غضون ذلك بدأت عملية انتشار كثيف للجيش في أحياء وشوارع مدينة صور ومحيطها ايذاناً بالبدء بإعادة انتشار الجيش في الجنوب لا سيما في القرى الحدودية.
وعبر جولة ميدانية لـ”النهار” في قرى منطقتي صور وبنت جبيل، لوحظت عودة عناصر الجيش اللبناني إلى حواجزهم أمام المراكز والمواقع الموجودة في بعض قرى وبلدات الجنوب خارج المنطقة الحدودية المحاذية للخط الازرق، وقام عناصر الجيش بتوزيع ملصقات تنبه العائدين إلى قرى منطقة بنت جبيل والمارة، إبلاغ المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالالغام، عند العثور على ذخيرة غير متفجرة، وعدم لمسها والابتعاد عنها بهدوء. كما لوحظت عودة قوات اليونيفيل، وتسيير دوريات مؤللة في قرى المنطقة.
الجيش اللبناني يعزز انتشاره في مناطق الجنوب.
في المقابل مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصعيد تهديداته فقال: “نحن في حالة وقف إطلاق نار مع “الحزب” وليس نهاية الحرب”. وأضاف: “نُنفّذ وقف إطلاق النار بقبضة من حديد، ونتحرّك ضدّ أي انتهاك سواء كان بسيطاً أو جسيماً”. كذلك هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإنه “إذا انهار وقف إطلاق النار مع “الحزب”، فلن يفرّق جيشه بين لبنان والجماعة”. وحثّ كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية، الحكومة اللبنانية على “تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد الحزب عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل”.
وأضاف: “إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرق بين لبنان و”الحزب”، فلن يظل الوضع هكذا”.
المعارضة والاستحقاقان
وسط هذه الاجواء برز أول تحرك لكتل قوى المعارضة يتصل باستحقاقي مرحلة ما بعد الحرب والجلسة النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية. واجتمع نواب كتل المعارضة في معراب بمشاركة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في مؤشر على اطلاقها عملية تشاور وتنسيق واسعة تمهّد للخيارات الحاسمة حيال مرشحها للرئاسة تنافساً أو توافقاً مع الآخرين.
وصدر بيان أكدت فيه كتل ونواب قوى المعارضة “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار من خلال: استعجال تطبيق الآليات والخطوات العملية التي وافقت عليها الحكومة خصوصاً لجهة تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، والتعاطي الحازم مع الخروقات، ضبط السلاح وحصره مع الجيش اللبناني، وانتشار الجيش اللبناني على كل الحدود والأراضي اللبنانية، وذلك سعياً للوصول الى دولة فعلية يبسط الجيش اللبناني سيادة الدولة على أراضيها وحماية حدودها وضبط كل معابرها تمهيداً للانطلاق بمرحلة جديدة من تاريخ لبنان تكون نقيض المرحلة السابقة التي لم تأت على اللبنانيين إلاّ بالمآسي والانهيارات والنكبات والحروب”.
وفي ما يتعلّق بالملف الرئاسي، اعتبر البيان “أن تاريخ 9 كانون الثاني يجب أن يكون التاريخ الحاسم لإتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية ملتزم بتطبيق الدستور وتنفيذ البنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار، وقيادة الإصلاحات المطلوبة للخروج من الأزمة المؤسساتية، المالية والاقتصادية والشروع في بناء دولة القانون والمؤسسات واستعادة سيادتها على كامل أراضيها. ولهذا الهدف، سنكثف الجهود والاتصالات مع كل الكتل النيابية في محاولة للتفاهم حول مرشح يحظى بتأييد واسع مع التمسك بالمواصفات المطلوبة لمرحلة بناء الدولة التي نؤمن بها”. وختم: “في سائر الأحوال، نصرّ على أن تكون جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس بحسب الدستور”.
**************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إسرائيل تعاود الاغتيالات في … سوريا
لقاء معراب: التنسيق أولاً والأسماء لاحقاً
باستثناء ما صدر عن لقاء معراب، في ما يتعلَّق باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، لم يشهد هذا الملف أي حراك استثنائي، بل طغى الملف الميداني، في الاتفاق المتعثر، سواء جنوباً أو حتى في الداخل السوري.
تطورات نوعية.
لبنان وصل إلى البيت الأبيض والإليزيه لتفادي انهيار وقف النار، فبحسب وكالة “رويترز”، الرئيسان نجيب ميقاتي ونبيه بري، تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض وفي الرئاسة الفرنسية، من أجل تثبيت وقف النار ، وعبَّرا عن قلقهما بشأن وضع وقف النار.
في سياق المواقف من التصعيد، كان لافتاً جداً تفسير وزير العمل مصطفى بيرم للخروقات، وهو اعتبر أن “الخروقات تعني أن العدو يعيد جمع بنوك أهداف”، ولم يوضِح بيرم كيفية الربط بين الخروقات وبنك الأهداف.
لكن التطور العسكري الأمني الأكبر، لم يكن في لبنان بل في سوريا حيث نجحت إسرائيل في اغتيال قيادي كبير في “الحزب” هو سلمان جمعة، جمعة هو مسؤول ملف “الحزب” في الجيش السوري، الاغتيال تم بواسطة طائرة دون طيار هاجمت سيارته في منطقة جسر عقربا في العاصمة دمشق على الطريق المؤدي إلى المطار الدولي، ما أدى إلى مقتله على الفور. عملية الاغتيال هي الأولى بعد وقف إطلاق النار، ما يطرح السؤال التالي: هل الاتفاق يسري في لبنان دون سوريا؟ فوفق ما ذكره الجيش الإسرائيلي، يُعد سلمان جمعة شخصية بارزة في الهيكلية العسكرية لـ”الحزب “، حيث شغل مناصب استراتيجية مرتبطة بالساحة السورية، ومن أبرز أدواره:
مسؤول العمليات في مقر دمشق التابع لـ”الحزب”.
موفد “الحزب” لدى الجيش السوري، ما جعله وسيطاً رئيسياً بين الحزب والنظام السوري.
له دور محوري في نقل الأسلحة والعتاد من سوريا إلى “الحزب” في لبنان، خصوصاً خلال فترات التصعيد مثل حرب “السيوف الحديدية”.
ويمثّل القضاء على جمعة بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي ضربة نوعية لـ”الحزب”، بالنظر إلى دوره الرئيسي في تعزيز النفوذ العسكري لـ”الحزب” داخل سوريا وتوطيد علاقاته مع قيادات النظام السوري. ويعتبر هذا الإنجاز أنه يساهم في الحد من عمليات نقل الأسلحة إلى لبنان.
إذاعة الجيش الإسرائيلي اعتبرت أن عمليات اغتيال قادة “الحزب” في سوريا ليست ضمن الاتفاق مع لبنان.
في ملف الاستحقاق الرئاسي، الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة انتخاب الرئيس، حرَّك المياه الراكدة، وبدأ الحراك، ومن أبرز ما شهدته الساحة الداخلية، لقاء معراب الذي ضم كتلاً ونواباً من المعارضة. الاجتماع صدر عنه بيان شدد على أن “التاسع من كانون الثاني يجب أن يكون التاريخ الحاسم لإتمام الاستحقاق الرئاسي، بانتخاب رئيس للجمهورية يلتزم تطبيق الدستور وتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وقيادة الإصلاحات المطلوبة”، البيان أكد أنّ “المُعارضة تصرّ على أن تكون جلسة 9 كانون الثاني مفتوحة بدورات متتالية حتّى انتخاب الرئيس بحسب الدستور”.
مصادر مواكبة للقاء معراب شددت على أن النقاش كان إيجابياً وتم التركيز على نقطتين: الأولى، التشديد على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار كما أقرته الحكومة، بكل مندرجاته، والنقطة الثانية مقاربة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية. ونفت المصادر ان تكون طُرِحَت في الاجتماع أي أسماء.
في الملف السوري تطورات متسارعة عنوانها تقدم فصائل المعارضة على حساب النظام .
قائد ما يُسمَّى “حركة أحرار الشام”، عامر الشيخ، أعلن أن عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها الفصائل ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية، مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق أهدافها كاملة.
وذكر الشيخ في كلمة مصورة أمس أن “أول أهداف العملية تأمين عودة المهجرين إلى ديارهم وإنهاء حكم الفساد والاستبداد وبناء سوريا جديدة تتسع لكل أبنائها”.
الملف السوري يزداد تعقيداً لكثرة المداخلات
في المقابل، مزيد من التعقيدات في الملف السوري، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فجَّر قنبلة دبلوماسية عسكرية بإعلانه أن طهران ستدرس إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. مصادر دبلوماسية اعتبرت القنبلة الإيرانية خلطاً للأوراق مجدداً في سوريا، وإمعاناً إيرانياً في التدخل في الشؤون الرئاسية.
وفي الملف الأميركي – الإيراني، مزيد من الضغط تمارسه واشنطن على طهران. فقد ذكر موقع وزارة الخزانة الأميركية على الإنترنت، أن إدارة الرئيس جو بايدن أصدرت مجموعة جديدة من العقوبات المتعلقة بإيران على عشرات الكيانات منها ناقلات نفط وشركات شحن.
**************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لجنة الاشراف عند بري وميقاتي غداً والخروقات الإسرائيلية رسائل للمستوطنين
لم تتوقف أمس الخروقات الإسرائيلية للاتفاق على وقف اطلاق النار، على رغم من الاتصالات التي كانت تسارعت مساء أمس الاول للجم التصعيد الاسرائيلي الذي كاد يهدّد هذا الاتفاق بالانهيار. وقد اكتمل أمس عقد لجنة الإشراف عليه وعلى تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701. وعلمت «الجمهورية» انّ اللجنة ستجتمع غداً مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على أن تعقد اول اجتماعاتها العملية والميدانية بعد غدٍ الجمعة في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة.
وأكّد مصدر وزاري مطلع لـ»الجمهورية»، انّ اتفاق وقف إطلاق النار سيصمد ولن ينهار على رغم من كل الاهتزازات التي يتعرّض لها منذ الاعلان عنه. ولفت المصدر إلى انّ شيئا لم يتغيّر، منذ تاريخ التوصل إلى الاتفاق، على مستوى الوقائع السياسية والميدانية التي أدّت إلى ولادته، وبالتالي ليست هناك مسوغات يمكن أن تبرّر التراجع عنه.
واعتبر المصدر انّ الاتفاق لم يحصل حتى يسقط بعد أيام قليلة، مشيراً إلى انّ الخروقات الإسرائيلية هي رسائل موجّهة بالدرجة الأولى إلى المستوطنين النازحين في داخل الكيان، لمحاولة اقناعهم بأنّ حكومتهم حازمة في منع «الحزب» من خرق الاتفاق واستعادة قدراته، وذلك سعياً الى طمأنتهم وتحفيزهم على العودة إلى الشمال.
ورجح المصدر ان تتمكن لجنة الإشراف الخماسية من احتواء الخروقات الإسرائيلية عند انطلاق نشاطها، خصوصاً انّ جنرالاً اميركياً يترأسها، لافتاً الى انّه يُفترض ان ليست لواشنطن مصلحة في أن تفشل اللجنة برئاستها منذ البداية.
المحك الحقيقي
وإلى ذلك، وفيما فتح الجيش اللبناني باب التطوع لزيادة عديده، وبدأ حراكاً حثيثاً لترسيخ خطواته العملانية الرامية إلى الانتشار في الجنوب، واصل الجيش الإسرائيلي استفزازاته التي أوقعت أمس شهيداً في مزارع شبعا، توازياً مع تنفيذه غارة على طريق دمشق استهدفت منسق «الحزب» لدى الجيش السوري سلمان نمر جمعة، ما أدّى إلى استشهاده.
وقالت مصادر مواكبة لـ»الجمهورية»، إنّ المحك الحقيقي لمدى التزام إسرائيل باتفاق وقف النار سيكون يوم بعد غد، إذ من المقرّر أن تعقد لجنة المراقبة اجتماعها الأول، برئاستها الأميركية، وبعد اكتمال نصابها بتسمية ممثل الجيش قائد قطاع جنوب الليطاني العميد ادغار لاوندس، ووصول ممثل الجانب الفرنسي الجنرال غيوم بونشان اليوم.
واضافت المصادر، أنّ بدء اللجنة بممارسة مهماتها سيكشف ما إذا كان صحيحاً وجود تغطية، أو غض نظر، من الجانب الأميركي إزاء ما تقوم به إسرائيل في الجنوب منذ أن تمّ إعلان الاتفاق، أي ما إذا كانت هناك إرادة ضمنية أميركية بمنح إسرائيل ضوءاً أخضر لتنفيذ ضربات في الداخل اللبناني، كلما ارتأت أنّ ذلك يناسبها. لكن معلومات تردّدت أمس عن أنّ الأميركيين هم الذين منعوا إسرائيل من تنفيذ التهديدات التي وجّهتها إلى «الحزب» قبل يومين، وقيل إنّها كانت ستُترجم بضربة في قلب العاصمة بيروت.
إكتمال اللجنة
وكان عَقدْ اللجنة قد اكتمل امس بعد تسمية لبنان وفرنسا ممثليهما فيها إلى جانب رئيسها الجنرال الاميركي جاسبير جيفيرز، ويُتوقع وصول الممثل الفرنسي اليوم، وقد يكون في عداد الوفد المرافق لوزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو خلال زيارته المرتقبة للبنان بعد انتهاء زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمملكة العربية السعودية.
وقالت المصادر المعنية بالتحضيرات الجارية لأعمال اللجنة، انّ اول اجتماع لها سيُعقد بعد غد الجمعة في مقرّ قيادة قوات الامم المتحدة المعززة «اليونيفيل» في الناقورة التي سينتقل اليها الجميع، بعدما اتخذ الجنرال جيفيرز مقراً ثابتاً له في السفارة الاميركية في عوكر، حيث تمركز في إحدى مبانيها معاونوه من الضباط الاثني عشر الذين يساعدونه في مهمّته التي كلّفته اياها القيادة الوسطى للجيش الأميركي.
وفي المعلومات، انّ جيفيرز زار أمس مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة وعرض للتحضيرات الجارية للاجتماع الأول للجنة الخماسية مع المعنيين بالاستعدادات لبدء عملها، وهو ما يراهن عليه اللبنانيون لتحديد موقفها من الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية المتمادية منذ التوصل الى وقف النار في 27 تشرين الثاني الماضي، والتي شملت مناطق عدة من الجنوب وبعلبك وقرى عدة في قضاء جزين واقليم التفاح، كما على المعابر الحدودية الشمالية ـ الشرقية مع سوريا، والتي استمرت حتى ليل أمس، عندما كرّرت اسرائيل غاراتها على بلدة محيبيب في قضاء مرجعيون بعد ردّ «الحزب» تحذيرياً بصاروخين في اتجاه مزارع شبعا وصاروخ ثالث في اتجاه الجليل الاعلى .
الجيش ينتشر في صور
وفي خطوة إضافية، انتشرت وحدات من الجيش في أحياء مدينة صور وشوارعها ومحيطها للحفاظ على الأمن، إيذاناً بالبدء في إعادة انتشاره في الجنوب، وخصوصاً في القرى الحدودية التي ما زالت خارج نطاق الاحتلال الاسرائيلي إنتظاراً للخطة التي ستضعها لجنة الإشراف توصلاً الى إخلاء قوات الاحتلال مواقعها وتسليمها للجيش اللبناني على طول النقاط الحدودية وصولاً الى القطاع الشرقي بعمق يتراوح بين 4 و8 كيلومترات من الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة منذ العام 1923.
ما طلبه بري وميقاتي
وفي هذه الاجواء، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين سياسيين لبنانيين، أنّ الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي طلبا من واشنطن وباريس الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، وذلك بعدما شنّت عشرات الهجمات على الأراضي اللبنانية. وإنّهما تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والاليزيه في وقت متأخّر من مساء أول أمس، معبّرين عن قلقهما العميق في شأن الوضع الراهن لوقف إطلاق النار.
وأطلعا المسؤولين لدى العاصمتين على حجم الخروقات الإسرائيلية للإتفاق المستمرة بشتى الأنواع والوسائل، إن كان عبر الغارات أو القصف المدفعي، أو التمشيط في بعض المناطق، ناهيك عن تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق لبنان.
وأكّد ميقاتي أمام زواره أمس «أنّ الاتصالات الديبلوماسية مستمرة وتكثفت في الأمس (الاثنين) لوقف الخروقات الاسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية». وقال: «لقد شدّدنا في خلال هذه الاتصالات على اولوية استتباب الاوضاع لعودة النازحين الى بلداتهم ومناطقهم، وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب». واضاف: «إنّ اعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش، يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب».
بو حبيب وبلاسخارت
وقبيل انعقاد أول اجتماع للجنة الإشراف بعد غد الجمعة، قالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس- بلاسخارت بعد لقائها مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وعشية زيارتهما لعين التينة اليوم: «نأمل في أن تتيح جميع الأطراف الفرصة لنجاح اتفاق وقف إطلاق النار»، مؤكّدة «على دعم الأمم المتحدة الكامل للجيش اللبناني لتعزيز مواقعه في الجنوب».
الموقف الاميركي
وعلى صعيد الموقف الأميركي، أعلن البنتاغون أنّ وقف إطلاق النار في لبنان لا يزال صامدًا، مؤكّدًا التزام الأطراف بالهدنة حتى الآن.
واشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إلى «أنّ الجيش اللبناني سيكون مسؤولًا عن حماية الجنوب بعد انسحاب مسلحي «الحزب» من المناطق المتأثرة بالاشتباكات الأخيرة». فيما اعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن «لا تعليق على الخروقات المزعومة لوقف إطلاق النار في لبنان». واكّدت انّها «تحيل المسألة إلى آلية التحقق ومعالجة الشكاوى».
.. والموقف الإسرائيلي
وفي أول تعليق له بعد التصعيد الإسرائيلي أمس الاول في جنوب لبنان، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: «نحن في حالة وقف إطلاق نار مع «الحزب» وليس نهاية الحرب». وأضاف: «نُنفّذ وقف إطلاق النار بقبضة من حديد، ونتحرّك ضدّ أي انتهاك سواء كان بسيطاً أو جسيماً».
وفي سياق منفصل، شكر نتنياهو الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب على «تصريحه القوي في شأن الرهائن»، بحسب ما وصفه.
الى ذلك هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس امس من أنّه «إذا انهار وقف إطلاق النار مع «الحزب»، فلن يفرّق جيشه بين لبنان والجماعة»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز».
وحضّ كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية الحكومة اللبنانية على «تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد «الحزب» عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بكاملها».
وأضاف :»إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفّذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرّق بين لبنان و»الحزب»، فلن يظل الوضع هكذا».
وكان الجيش الاسرائيلي استمر في خرق اتفاق وقف النار، واستهدفت غارة من مسيّرة بلدة بيت ليف، قضاء بنت جبيل. فيما استشهد الراعي جمال محمد صعب في شبعا جراء صاروخ أطلقته مسيّرة إسرائيلية.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي تفجيرات كبيرة في المنطقة الواقعة بين بلدة محيبيب ووادي السلوقي. كذلك سُمع دوي تفجيرات داخل قرى المنطقة الحدودية نتيجة تفخيخ وتفجير منازل في يارون بين بنت جبيل ورميش ومحيبيب بين مركبا وميس الجبل.
وفي سياق متصل، أشارت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة إلى انّ الضغوط الأميركية منعت إسرائيل من مهاجمة بيروت أمس الاول.
من جهة أخرى، وجّه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنذارًا عاجلًا إلى سكان لبنان، وقال عبر منصة «إكس»: «أذكركم انّه حتى إشعار آخر يحظّر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري». وأضاف: «جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم، ولذلك يحظّر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر». وقال: «كل من ينتقل جنوب هذا الخط – يعرّض نفسه للخطر، وكذلك يُرجى عدم العودة الى القرى التالية: الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، ابل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، ام توته، صليب، ارنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا، يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفر كلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين ابل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة».
نواب المعارضة
وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، وفيما يُنتظر ان يبدأ رئيس مجلس النواب نبيه بري قريباً سلسلة من المشاورات تحضيراً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقرّرة في 9 كانون الثاني المقبل، عقدت كتل ونواب قوى المعارضة اجتماعها الدوري في معراب امس في حضور رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وقالوا في بيان اصدروه «إنّ تاريخ 9 كانون الثاني يجب ان يكون التاريخ الحاسم لإتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية ملتزم بتطبيق الدستور وتنفيذ البنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار، وقيادة الإصلاحات المطلوبة للخروج من الأزمة المؤسساتية، المالية والاقتصادية والشروع في بناء دولة القانون والمؤسسات واستعادة سيادتها على كامل أراضيها. ولهذا الهدف، سنكثف الجهود والاتصالات مع كافة الكتل النيابية في محاولة للتفاهم حول مرشح يحظى بتأييد واسع مع التمسك بالمواصفات المطلوبة لمرحلة بناء الدولة التي نؤمن بها». واضافوا: «في سائر الأحوال، نصرّ على ان تكون جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس بحسب الدستور».
وشدّدوا على «ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار من خلال: استعجال تطبيق الآليات والخطوات العملية التي وافقت عليها الحكومة في جلستها المنعقدة في 27 تشرين الثاني الماضي خصوصاً لجهة تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، والتعاطي الحازم مع الخروقات، ضبط السلاح وحصره مع الجيش اللبناني، وانتشار الجيش اللبناني على كافة الحدود والأراضي اللبنانية، وذلك سعياً للوصول الى دولة فعلية يبسط الجيش اللبناني سيادة الدولة على كافة أراضيها وحماية حدودها وضبط كل معابرها تمهيداً للانطلاق بمرحلة جديدة من تاريخ لبنان تكون نقيض المرحلة السابقة التي لم تأت على اللبنانيين إلاّ بالمآسي والانهيارات والنكبات والحروب».
**************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لجنة المراقبة خلال 48 ساعة.. وتطمينات دولية بلجم الخروقات وعنتريات نتنياهو
جنبلاط يتريث بزيارة معراب للبحث في التسوية الرئاسية.. واعتراض في الشارع يواكب مجلس الوزراء
في وقت يمضي فيه لبنان قدماً في وضع التزاماته وترتيباته لتعزيز وجود الجيش اللبناني، من خلال الاعلان عن بدء تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجنوب لتعزيز انتشار الجيش هناك. وهذا الموضوع مطروح على جلسة مجلس الوزراء اليوم، وتنشط فيه الاتصالات لكبح جماح العدوانية الاسرائيلية، المتفلتة من أي التزام بوقف النار او متوجباته عليها كدولة التزمت بالاتفاق ووقعت عليه، وفي الخط الاعماري تستعيد المدن والقرى أوجه النشاطات الممكنة، لجهة رفع الانقاض، واستئناف العمل في المطاعم والمحلات، كما تتحرك الدولة لاصلاح ما يمكن اصلاحه من شبكات الماء والكهرباء والهاتف والانترنت، واعادة بناء البنية التحتية للخروج من ويلات الحرب وآثارها المدمرة..
وهذا الجانب تطرق اليه الرئيس نجيب ميقاتي مع المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان عمران ريزا، لجهة التعاون بين الحكومة ومؤسسات الامم المتحدة في المجالات الانسانية ومجال المساعدات.
ويبدو ان دولة الاحتلال ماضية في قرارها عدم وقف الحرب والاعمال العدائية كما ينص الإتفاق، ففي أول تعليق من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب التصعيد الإسرائيلي بالأمس في جنوب لبنان، قال نتنياهو في بداية جلسة حكومية خاصة في مدينة نهاريا في الشمال: نحن حاليًا في وقف لإطلاق النار، وأؤكد أنه وقف لإطلاق النار وليس إنهاءً للحرب، هدفنا الواضح هو إعادة المستوطنين وإعادة إعمار الشمال. نحن نفرض هذا الوقف بيد من حديد، ونتعامل مع أي انتهاك، سواءٌ كان طفيفًا أو جسيماً، وبالأمس، كان هناك انتهاك جسيم، ورداً على ذلك، هاجمنا أكثر من 20 هدفاً في جميع أنحاء لبنان.
وقال المحلل العسكري لموقع «والاه» العبري أمير بوخبوط: لقد دخلت «إسرائيل» إلى وقف إطلاق النار بعد عجزها عن فرض أثمان إضافية على الحزب وفشلها في تعميق التغيرات داخل المنظمة.
وهدد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس، إنه «إذا انهار وقف إطلاق النار مع الحزب، فلن يفرّق الجيش بين لبنان وجماعة الحزب»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز».
وحث كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية الحكومة اللبنانية على «تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد الحزب عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل».
وأضاف :إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرق بين لبنان والحزب، فلن يظل الوضع هكذا.
وتحدثت المعلومات عن ان الرئيسين نبيه بري وميقاتي تحدثا الى مسؤولين في البيت الابيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر، معبرين عن قلقهما بشأن عدم التزام اسرائيل بوقف النار.
ودفعت الخروقات الاسرائيلية الواسعة لإتفاق وقف اطلاق النار طرفي لجنة الاشراف الخماسية الاميركي والفرنسي الى تكثيف تحركهما لوقف الخروقات أولاً وإطلاق عمل اللجنة خلال يومين.
وعلمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية متابعة لعمل اللجنة ان باريس قررت تعيين العميد غيوم بونشون رئيساً للوفد العسكري الفرنسي، والاحتمال الاكبر ان يصل اليوم اوغدا الخميس على ابعد تقدير إلى لبنان للمشاركة في اول اجتماع للجنة الاشراف المقررمبدئياً يوم الجمعة.
واوضحت المصادر ان زيارة وزيري الجيوش (الدفاع) سيباستيان لو كورنو والخارجية جان نويل بارو الفرنسيين الى بيروت قائمة لكن سيتم غدا تحديد موعد وصولهما بالضبط والمفترض بين يوم الجمعة ونهاية الاسبوع الحالي.
وتأكد ما ذكرته «اللواء» قبل ايام بأن العميد ادغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني سيمثّل لبنان في لجنة مراقبة اتفاق وقف النار مع كيان الاحتلال.
وأفادت المعلومات أيضاً، أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اجتمع بالسفيرة الأميركية ليزا جونسون ورئيس آلية دعم وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز في مقر البعثة العام في الناقورة.
واعلنت قيادةاليونيفيل: انه تم خلال اللقاء مناقشة الجهود الرامية للمساعدة في استعادة الاستقرار ودعم حفظة السلام لعمل الآلية التنفيذية لوقفاطلاق النار، ونحن على أهبة الاستعداد لدعم أي اتفاقية أو آلية لإنهاء العنف عبر الخط الأزرق وسنواصل رصد انتهاكات القرار 1701 والإبلاغ عنها.
وفي الرياض ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان «الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة»، ولا سيما عبر «التوصّل إلى وقف لإطلاق النار دون مزيد من التأخير في غزة، من أجل تحرير جميع الرهائن، وحماية السكان المدنيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية والمساهمة في السعي إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين». وبشأن لبنان، دعيا إلى «إجراء انتخابات رئاسية بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه»، مؤكدين أنهما «سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان».
ونقل عن الرئيس نبيه بري ان الاجتماع الاول للجنة المراقبة سيعقد الجمعة او السبت في الناقورة، بعد تعيين فرنسا ممثلها فيها.
الرئاسة
رئاسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن انطلاقة النقاش في الملف الرئاسي هي بداية الطريق قبل انضاج المناخ المناسب لجلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، ورأت أنه مع اقتراب المهلة تتظَّهر صورة التقاطعات النيابية أو حتى بروز خطوط تواصل جديدة بين القوى، إلا أن المنخرطين بملف الرئاسة لا يحزمون أن جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل هي جلسة انتخاب، إلا إذا كان الأسبوع الأول من الشهر المقبل ميَّالاً إلى إعطاء الجواب عن مسار الجلسة .
وأفادت هذه المصادر أن الحراك الذي سجل امس يفترض به أن يتطور لخلق مساحة من التفاهم بعيدا عن الشروط والشروط المضادة، قائلة أن كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري يوحي بالحسم لا بالتأجيل، وفي كل الأحوال فإن المطالبة بأن تكون جلسة انتخاب مفتوحة تنتظر قليلا.
وبدأ الحراك الفعلي للجنة الخماسية العربية – الدولية حول الاستحقاق الرئاسي، بزيارة السفير المصري علاء موسى لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتداول معه في الوضع الداخلي في مرحلة بعد وقف النار وتطورات استحقاق رئاسة الجمهورية، وذلك في حضور النائب سليم عون ومسؤول العلاقات الخارجية في «التيار» طارق صادق.
واوضحت مصادر متابعة لعمل اللجنة لـ «اللواء» ان لا جديد لديها الان سوى إجراء مزيد من التشاور مع القوى السياسية بعدما اطلق الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مساراً جديداً للحراك بالتوازي مع اعلان رئيس المجلس نبيه بري يوم 9 كانون الثاني موعداً لجلسة الانتخاب.
ونقل زوار الرئيس بري عنه تأكيده ان جلسة 9 ك2 ستعقد في وقتها، مع الاشارة الى ان حكومة جديدة سترى النور، خلال ك2 المقبل.
وفي تعليقه على ما نقل عن اجتماع كتلة المعارضة لجهة الجلسات المتتالية والمفتوحة لانتخاب الرئيس اكد بري (حسب زواره): انا «عازم» سفراء على جلسة انتخاب الرئيس، شو بقلن ما تؤاخذونا اليوم ما زبطت! إرجعوا بكرا؟
موعد 9 ك2 جلسة للحسم
وفي اطار المشاورات المفتوحة بين كتل المعارضة النيابية، عقدت هذه الكتل اجتماعاً في معراب حضره رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وشاركت فيه كتلة الجمهورية القوية بنوابها وكتلة الكتائب، وكتلة تجدد، وكتلة تحالف التغيير، وبحثت الكتل في تثبيت وقف النار، والاسراع باعادة بناء الدولة على ما اسمته «بالأسس الاصلاحية الصلبة».
وقالت الكتل في بيان لها انها «تعتبر 9 ك2 تاريخاً حاسماً لاتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية يلتزم الدستور وتنفيذ بنود اتفاق وقف النار وبنود الاصلاحات المطلوبة للخروج من الازمة المؤسساتية».
وأكدت الكتل على اصرارها على ان تكون جلسة 9 ك2 لانتخاب رئيس الجمهورية، مفتوحة وبدورات متتالية حتى انتخاب رئيس بحسب الدستور.
وحسب مصادر معنية، فإن الكتل المجتمعة ليست بوارد الانخراط في اي مشاورات توافقية حول صعوبة الرئيس، بل تطالب بالاحتكام الى المسار الانتخابي كما نصت عليه مواد الدستور، وبالتالي هي معنية في جانب من المشاورات التي يتعين حصولها لضمان عدم الاطاحة بالنصاب الدستوري، وانهاء الجلسة بانتخاب رئيس، وهي ستتعامل مع اي رئيس يُنتخب وفقاً للمعايير التي حددتها.
بالمقابل، توقف مصدر «محايد» عند رفع سقف الكتل المعارضة، مع الموعد الذي جرى التداول بعقده اليوم بين النائب السابق وليد جنبلاط وجعجع، على خلفية ايجاد نقاط تقاطع لتمرير الاستحقاق، بما يوفر الارضية لتفاهمات وطنية مقبلة.
وقال مصدر حزبي لـ«اللواء» ان اللقاء الاستطلاعي، قد يشكل بداية عند منتصف التسوية، او منتصف الطريق الى التسوية، في حال انعقاده.
لكن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي اشارت الى ان الزيارة اعلن عنها جنبلاط ، لكن لم يتحدّد مودعها بعد، وعندما يتحدد يعلن عن ذلك.
ويعتقد ان البيان التصعيدي لكتل المعارضة، قد جعل جنبلاط يتريث بالقيام بالزيارة.
ومن دار الفتوى، كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يعلن بعد لقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان التضامن الوطني الذي ظهر في الحرب، يتعين ان يترجم تفاهماً رئاسياً في 9 ك2 المقبل.
وعلى مستوى المرشحين، رست البورصة على:
1- النائب السابق سليمان فرنجية (مرشح الثنائي الشيعي).
2- قائد الجيش العماد جوزاف عون، مرشح عدد من النواب التغييريين، واطراف وازنة في المعارضة.
3- الوزير السابق جهاد ازعور مرشح المعارضة.
4- سفير لبنان السابق في الفاتيكان العميد جورج خوري، ومدير الامن العام بالإنابة العميد الياس البيسري (تقاطع الثنائي مع باسيل).
مجلس الوزراء وحركة اعتراضية
ويجري تحرك امام مجلس الوزراء اليوم، تحت عنوان: لا لعودة الموظفين المطلق سراحهم الى وظائفهم في المرفأ قبل اجراء المحاسبة.
وتردد ان من بين هؤلاء هاني الحج شحادة (مدير اقليم بيروت في الجمارك)، وبدري الضاهر (المدير العام السابق للجمارك).
وينفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام تمثال المغترب، اعتراضاً على بند مدرج على جدول أعمال الجلسة يقضي بدرس الوضعيّة القانونيّة والوظيفيّة لهاني الحاج شحادة، الذي كان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك، بعد أن كان من الموقوفين المدّعى عليهم من قبل القاضي طارق البيطار في ملفّ انفجار مرفأ بيروت. واكدت المحامية سيسيل روكز ان البند 26 المدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً ينص على درس الوضع الوظيفي لهاني الحاج شحاده. لماذا يريدون درسه؟ طبعاً تمهيداً لإعادته ربما الى عمله. كأهالي الضحايا، أصدرنا بيانا أكدنا فيه ان لا يمكن لهذا الامر أن يمرّ.
الخروقات
خرق جيش الاحتلال الاسرائيلي مجدداً اتفاق وقف النار برغم الدعوات الاميركية والفرنسية لوقف خروقاته،، واستهدفت غارة من مسيّرة منطقة جنعم في بلدة شبعا ادت الى إستشهاد أحد رعاة الماشية. كما شن العدو غارة بمسيّرة على بلدة بيت ليف، قضاء بنت جبيل ادت الى جرح مواطن. واغارت مسيّرة على اطراف ديرسريان.
وسجل قصف مدفعي معادٍ لأطراف راشيا الفخار وسهل الخيام وسهل مرجعيون. والى ذلك، فتح جيش الاحتلال الاسرائيلي نيران رشاشاته تجاه حي السيار في بلدة حبوش. واطلقت قوة معادية متمركزة في يارون رشقات رشاشة متوسطة وخفيفة باتجاه مدينة بنت جبيل ورشقات نارية كثيفة باتجاه حي السيار وساحة مجدل زون.
وتوغلت دبابة ميركافا من مثلث تل نحاس باتجاه المثلث الفاصل بين ديرميماس – برج الملوك- كفركلا، وتوقفت على مسافة لا تقل عن 200 متر قرب حاجز للجيش اللبناني المتمركز في بلدة برج الملوك..كما تقدم رتل مؤلف من 15 آلية اسرائيلية من منطقة الوزاني بإتجاه وطى الخيام وجزء منه توجه نحو الحي الشرقي من المدينة.
ومساء شن العدو غارة جوية على بلدة محيبيب قضاء مرجعيون.وسمعت اصوات انفجارات في يارون رجحت المعلومات ان تكون ناتجة عن تفجير العدو لعدد من المنازل.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن الحصيلة النهائية لشهداء غارة العدو على بلدة حاريص ليل امس، بلغت ستة بينهم سيدة وطفلها جراء استهداف منزلهم.
وفي البقاع، شن العدوغارة من مسيّرة على شاحنة عند أحد المعابر المعروف بإسم «جسر القصير» من اتجاه بلدة زيتا الحدودية ودمرتها واشتعلت فيها النار.
وفي سياق متصل، أشارت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر مطلعة الى ان الضغوط الأميركية منعت إسرائيل من مهاجمة بيروت أمس.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الجيش اللبناني ينتشر جنوباً والإسرائيلي ينسحب من القرى التي دخلها
ترقّب لبدء عمل لجنة المراقبة وسط استمرار الخروقات
يستمر التوتر على الحدود الجنوبية للبنان مع الخروقات الإسرائيلية اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار، في موازاة الجهود الداخلية والخارجية التي تُبذل لعدم تجدد الحرب، واستكمال الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب مع بدء انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي دخلها.
ويُعوّل الجميع في لبنان على التهدئة والتزام الأطراف بالاتفاق مع بدء لجنة المراقبة عملها المتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة، مع وصول الجنرال الفرنسي المرتقب الأربعاء، بعدما كان قد وصل الجنرال الأميركي الذي سيترأس اللجنة، ليُعقد أول اجتماع لها يوم الخميس، وفق ما قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط».
وفي وقت سجّل فيه بدء انسحاب الجيش الإسرائيلي بجنوده وآلياته من القرى التي دخلها جنوب لبنان، أفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» الثلاثاء، بانتشار كثيف للجيش في أحياء وشوارع مدينة صور ومحيطها في جنوب البلاد للحفاظ على الأمن، مشيرة إلى أن ذلك يأتي «إيذاناً بالبدء في إعادة انتشار الجيش في الجنوب، لا سيما في القرى الحدودية».
وأعلن الجيش اللبناني الثلاثاء أيضاً، عن حاجته لجنود متطوعين للالتحاق بوحداته المقاتلة، في إطار خطة تجنيد عناصر إضافيين بالجيش لتعزيز قدراته للانتشار في الجنوب وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم «1701» بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على هدنة 60 يوماً، يُفترض أن تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من القرى التي دخلتها، في حين يطلب من «الحزب» إنهاء وجوده المسلح بدءاً من جنوب نهر الليطاني؛ حيث سيتم نشر 10 آلاف عنصر من الجيش اللبناني، إضافة إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل).
وفيما تراجعت حدة التوتر عند الحدود يوم الثلاثاء بين «الحزب» وإسرائيل بعد تصعيد غير مسبوق، مساء الاثنين، منذ بدء تنفيذ الاتفاق، استمرت الخروقات الإسرائيلية التي تجاوزت 80 خرقاً خلال 7 أيام، وفق توثيق الجيش اللبناني.
وأدّى القصف الإسرائيلي، الثلاثاء، إلى مقتل مواطن في بلدة شبعا؛ إذ قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إنه «قتل جراء صاروخ أطلق من قِبل مسيّرة معادية».
وأفادت «الوطنية» بـ«سقوط قذيفة مدفعية على سهل مرجعيون بمنطقة تل مرجعيون»، مشيرة إلى توغل دبابة «ميركافا» إسرائيلية من مثلث تل نحاس باتجاه المثلث الفاصل بين دير ميماس – برج الملوك، وكفركلا في الجنوب، وقد توقفت على مسافة لا تقل عن 200 متر قرب حاجز للجيش اللبناني المتمركز في بلدة برج الملوك.
من جهتها، أفادت قناة «المنار» التابعة لـ«الحزب» بأن رتلاً مؤلفاً من 15 آلية إسرائيلية تقدم من منطقة الوزاني الحدودية باتجاه منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان، مشيرة إلى «أن جزءاً من الرتل الإسرائيلي توجّه نحو الحي الشرقي من البلدة»، بعدما كانت المعلومات قد أشارت الاثنين إلى تراجع الآليات العسكرية الإسرائيلية من أحياء الخيام.
وشنّت غارة على بلدة بيت ليف في محافظة النبطية بجنوب لبنان، وأطلق الجيش الإسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه بلدة مجدل زون في القطاع الغربي.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي: «إنه هاجم خلية إرهابية في منطقة العقبة في البقاع».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد هدد الاثنين بالتوغل «أعمق» داخل لبنان، وعدم التمييز بينه وبين «الحزب» إذا انهار وقف إطلاق النار الهشّ بين الدولة العبرية والحزب المدعوم من إيران.
وقال كاتس، خلال زيارة تفقدية للحدود الشمالية: «إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن تكون هناك حصانة لدولة لبنان»، مضيفاً: «إذا استأنفنا الحرب، سنتحرك بقوة أكبر، وسنتوغل أعمق» داخل لبنان.
في غضون ذلك، أفادت «الوطنية» بأن فرق الدفاع المدني والإسعاف الصحي في الهيئة الصحية الإسلامية بدأت «بإعادة وديعة جثامين الشهداء (الذين سقطوا خلال الحرب) لتشييعهم إلى مثواهم الأخير».
وكشف رئيس طبابة قضاء صور، الدكتور وسام غزال، أن «عددهم 192 شهيداً، وتعمل وزارة الصحة العامة والدفاع المدني واتحاد بلديات قضاء صور وبلدية صور ووحدة الكوارث الطبيعية في اتحاد البلديات على المساعدة لإتمام هذه العمليات الإنسانية».
**************************************
افتتاحية صحيفة الديار
هل نجح ماكرون في مفاوضاته مع ولي العهد بن سلمان باعادة الاهتمام السعودي الى لبنان؟
مستشار ترامب للشرق الاوسط مسعد بولس اوضح قبول ادارة ترامب تحديد 9 كانون الثاني لجسلة انتخاب الرئيس
الهجوم في سوريا هدفه الوصول الى الهرمل وتطويق الحزب – ميشال نصر
بخجل ملحوظ تحركت عجلة الاتصالات على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، وسط غموض دولي يلف مصير جلسة التاسع من كانون الثاني، في ظل التفسيرات المتناقضة للموقف الاميركي الذي اعلن عنه مسعد بولس، والحركة الفرنسية الضاغطة في الاتجاه المعاكس والتي يقودها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا، فيما «مكتوب الداخل بينقرا من عنوانه» لجهة تمترس الاطراف خلف مواقفها بدليل ما صدر من تصريحات وما تبعها من ردود فعل، لا تشي بان الفرج قريب، بقدر ما تؤشر الى دخول البلاد مرحلة جديدة من شد الحبال، العالق عند «الهدنة الهشة والمترنحة» جنوبا.
الرئاسة على الطاولة
فامس حطت الرئاسة على طاولتي معراب ودار الفتوى، في اول تحرك فعلي على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، بعد تحديد موعد لجلسة الانتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل، وما رافقها من مواقف خلقت الكثير من التساؤلات وطرحت العديد من علامات الاستفهام، مع تحرك محور الممانعة نحو تعزيز جبهة مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، عبر اتصالات لحشد تاييد نيابي اضافي، ما دفع بكل من رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس التيار الوطني الى التحرك، الاول في اتجاه اعادة «شدشدة» جبهة المعارضة، وعدم السماح بحصول «اي تسرب» نيابي، املا في توسيع تحالفها، وبرئيس التيار الوطني الحر الذي اطلق جولة استشارات، لن تستثني احدا من دار الفتوى، حيث يرجح ان تكون الكتلة السنية مرجحة لكفة الانتخاب.
مصادر مواكبة رات في الحراك الحاصل حتى الساعة، اعادة تاكيد على الاصطفافات السابقة، والذي في حال عدم تطويره في اتجاهات اوسع، مؤشر الى ان الدخان الابيض لن يصدر من ساحة النجمة، في الجلسة المتوقعة، رغم الاجواء الايجابية التي يحاول رئيس المجلس بثها، على قاعدة «غسل اليدين من هذا الصديق»، في ظل الضغوط الفرنسية المتزايدة الممارسة، والتي عارضتها مواقف اميركية جديدة.
اوساط مقربة من عين التينة رات ان كلام كبير مستشاري الرئيس ترامب للشؤون العربية والشرق اوسطية، مسعد بولس، ترجم في غير محله، فهو جاء ليقدم التبريرات للمنتقدين لتاخير رئيس المجلس نبيه بري موعد الجلسة وتعيينها بعد شهر، معتبرة ان بولس قدم الحجج نفسها التي على اساسها اتخذ بري قراره، وهي افساح المجال امام الحوار والنقاش والاتفاق.
نظرية ينقضها بعض من تواصل مع واشنطن خلال الساعات الماضية، حيث اعاد المعنيون التاكيد على ان كلام بولس «واضح ولم يكن ابن ساعته» بل جاء نتيجة مشاورات داخل فريق ترامب المكلف بالملف اللبناني، وبعد تواصل مع اطراف لبنانية، داعية الى اعادة قراءة متانية للكلام بحرفيته، وللمهل التي تحدث عنها وتداعياتها الزمنية.
عزز هذه الانطباعات «المتشاءلة» رمي «ابو مصطفى» كرة الدعوة في ملعب الاطراف السياسية المختلفة، رغم حديثه امام زواره عن جدية الدعوة التي لن يطير «نصابها»، ولكن هل يكفي عدم تطيير النصاب للخروج بنتيجة ايجابية؟
ماكرون في الرياض
ليس بعيدا، في الرياض، ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ، الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة، حيث حضر لبنان كبند اساسي على جدول الاعمال، وفقا لمصادر مواكبة للزيارة، والتي اكدت ان الرئيس الفرنسي حاول اقناع الجانب السعودي بثلاثة امور مرتبطة بالملف اللبناني، الاول، اعادة احياء مساعدة الثلاثة مليارات التي كان سبق للملك عبدالله ان اقرها للجيش اللبناني، او على الاقل جزءا منها، لتمويل عملية تجهيز وتسليح الجيش وفقا للخطة الحالية والتي تضطلع باريس بجزء اساسي فيها، ثانيا، اقناع الرياض بالمشاركة بعملية اعادة الاعمار، من خلال الصندوق الذي انشاته فرنسا للدول الداعمة، والثالث، الضغط على السعودية لما لها من تاثير على «الكتلة النيابية السنية» لتسهيل تمرير الاستحقاق الرئاسي.
وتشير المصادر الى ان الرئيس ماكرون لم ينجح في تحقيق اي خرق في اي من الملفات الثلاثة، في ظل اصرار ولي العهد الامير محمد بن سلمان على استراتيجيته اللبنانية، والمبنية على الطبقة التي ستتولى الادارة المستقبلية للبلاد، رغم غمز فرنسي من قنوات رغبته في مسايرة الادارة الاميركية ومراعاة مصالحها القومية في الملف اللبناني، وخصوصا بعد مواقفها المستجدة.
الجبهة الجنوبية
في غضون ذلك استمرت الاتصالات مع الدول المعنية لتدارك اي انهيار «لوقف النار» بين اسرائيل ولبنان، وسط انطباع بان الاوضاع ستبقى في دائرة «الترنح» دون ان تقع، بعد التدخل الاميركي-البريطاني-الفرنسي، وسط تهديدات نقلتها مصادر دبلوماسية عن قادة اسرائيل ابرزها:
– قرارها بالاتفاق مع واشنطن وبضمانات منها لابقاء يدها مطلقة في التحرك، ما يجعل المخاوف من تكرار السيناريوهات الراهنة احتمالا قائما دائما، اذ لن تتاخر اسرائيل عن ايجاد الذرائع لتكثيف القتال على الجبهة اللبنانية.
– محاولتها تحقيق اهدافها «بالمفرق» عبر عمليات «القضم» التي تمارسها.
– تهديدها الواضح للدولة اللبنانية في حال عدم التزامها بتعهداتها، ما سيعرض بنيتها التحتية للقصف.
– تجاهلها الواضح لمسالة وجود لجنة الاشراف على تطبيق القرار الاخير في الجنوب.
علما ان ثمة تضاربا كبيرا في المعلومات والمواقف بين من يرى عودة وشيكة للحرب، توحي به صراحة الاجواء الاسرائيلية، وبين من يصف الاحداث الجارية بالطبيعية مقياسا لتجربة 2006، واضعا التطورات في اطار «الهزات» لا اكثر ولا اقل، والتي لن تؤدي الى سقوط « الاتفاق الامني» الذي صيغ ليكون طويل الامد، وبين الاثنين من يرى حربا حتمية، حجتها «غموض النصوص» واسبابها اقليمية، من تهديدات الرئيس المنتخب المفاجئة، وصولا الى خلط الاوراق على الساحة السورية.
الوضع السوري
والى سوريا، وعلى وقع الحراك الايراني الذي لم يهدأ منذ اندلاع الاحداث الاخيرة، وجولات الاتصالات المكوكية التي يقوم بها المسؤولون الايرانيون على كافة المستويات لتنسيق المواقف من روسيا الى تركيا، في ظل الوضع الحساس الذي تمر فيه المنطقة، ومع استمرار المعارك العنيفة على جبهة الشمال، فتحت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة جبهة الشرق محاولة التقدم باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري، تزامنا مع دعوة اوساط مطلعة الى ابقاء العين مفتوحة على جبهة الجنوب الممتدة من درعا باتجاه السويداء، وما قد تشهده جبهة الجولان من احداث.
وفي هذا الاطار تتحدث الاوساط عن ان ما يحصل من فوضى مرده الاساس عدم اتضاح الرؤية لدى الفاعلين على الارض من الخطوات التي ستتخذها الادارة الجمهورية حيال الانسحاب من مناطق شرق وشمال الفرات مع ما لذلك من تداعيات لجهة ملء الفراغ الذي ستخلفه هكذا خطوة، وهو ما جعل الفرصة مؤاتية لبعض القوى بدعم خارجي للتحرك وتنفيذ اجندات معينة، تحسن من شروط التفاوض لاحقا.
وتكشف الاوساط ان احد الاهداف الحالية، هو محاولة الجماعات الارهابية التقدم باتجاه حماه ومنها نحو حمص، ومن ثم باتجاه القصير، وليس طرابلس خلافا للمرات السابقة، لاحكام السيطرة على منطقة سيطرة الحزب عند الحدود اللبنانية – السورية لجهة الهرمل، وبالتالي وضع الحزب بين فكي كماشة، وهو ما دفع بدمشق وحلفائها الى القتال المستميت على جبهة ريف حماه لمنع اي اختراق لخطوط الدفاع القائمة، وهو ما نجحت فيه القوات السورية النظامية.
اهالي ضحايا المرفأ
وفي تحرك لافت، وتزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء ، ينفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام تمثال المغترب، اعتراضاً على بند مدرج على جدول أعمال الجلسة يقضي بدرس الوضعيّة القانونيّة والوظيفيّة لهاني الحاج شحادة، الذي كان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك، بعد أن كان من الموقوفين المدّعى عليهم من قبل القاضي طارق البيطار في ملفّ تفجير مرفأ بيروت.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
اتصالات دولية لجمت التصعيد الإسرائيلي ولجنة المراقبة تستعدّ للاجتماع
من بوابة اجتماع المعارضة في معراب واصرارها على ان تكون جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس، عاد بقوة ملف الاستحقاق الرئاسي الى الضوء، توازيا مع استئناف الاتصالات الدبلوماسية لوقف الخروقات الاسرائيلية التي تراجعت وتيرتها امس قياسا بما بلغته اول امس، خاصة بعد ان قرر الحزب الرد على الخروقات، ولئن لم تتوقف، لا بل رفعت اسرائيل تهديداتها بقصف كل لبنان وعدم تفريقه عن الحزب في ما لو انهار اتفاق وقف اطلاق النار.
خروقات
في الميدان، استهدفت غارة من مسيّرة اسرائيلية بلدة بيت ليف، قضاء بنت جبيل. واطلق الجيش الاسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه بلدة مجدل زون في القطاع الغربي. واغارت مسيرة على اطراف ديرسريان. وفتح الجيش الاسرائيلي نيران رشاشات تجاه حي السيار في بلدة حبوش. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن الغارة الإسرائيلية على بلدة حاريص، أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط 6 ضحايا وإصابة شخصين بجروح. وسجل انتشار كثيف للجيش في احياء وشوارع مدينة صور ومحيطها للحفاظ على الأمن، ايذانا بالبدء في اعادة انتشار الجيش في الجنوب لا سيما في القرى الحدودية.
تحضيرات
يذكر أن «الوفد العسكري الاميركي تفقد مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة واجتمع مع قائد قوات اليونيفيل».
وأفادت المعلومات أيضاً، أن «رئيس الوفد العسكري الفرنسي يصل اليوم إلى لبنان ويفترض أن تعقد اللجنة الخماسية الأمنية أولى اجتماعاتها يوم الجمعة المقبل».
اتصالات مستمرة
في المقابل، وعشية جلسة لمجلس الوزراء مقررة اليوم في السراي، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أمام زواره «أن الاتصالات الديبلوماسية مستمرة وتكثفت بالامس لوقف الخروقات الاسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية». وقال: «لقد شددنا في خلال هذه الاتصالات على اولوية استتباب الاوضاع لعودة النازحين الى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب». وقال: «إن اعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب».
لقاءات
وكان رئيس الحكومة اجتمع مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم وبحث معه شؤون وزارته. كما اجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب وبحث معه نتائج الاتصالات الديبلوماسية الجارية واطلع منه على نتائج مشاركته في «المؤتمر الوزاري لتعزيز الإستجابة الإنسانية في غزة» الذي عقد في القاهرة.
لبنان في الرياض
ليس بعيدا، في الرياض، ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان «الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة»، ولا سيما عبر «التوصّل إلى وقف لإطلاق النار دون مزيد من التأخير في غزة، من أجل تحرير جميع الرهائن، وحماية السكان المدنيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية والمساهمة في السعي إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين». وبشأن لبنان، دعيا إلى «إجراء انتخابات رئاسية بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه»، مؤكدين أنهما «سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان».
باسيل والرئاسة
بدوره، أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، من دار الفتوى ايضا، أننا “نحاول أن نمدّد التضامن الوطني بين اللّبنانيين ونترجمه في التفاهم على انتخاب رئيس وعلى إبعاد لبنان عن الحروب والصراعات”. وقال: «بدأنا حراكاً سياسياً من دار الفتوى ومعنيّون بالتحاور مع الجميع آملين عدم تجدد الحرب مما يتطلب وجود رئيس وحكومة لخلاص البلد». وأشار إلى أن «الانتخابات الرئاسية إستحقاق لبناني والتفاهم على الرئيس يحدده اللبنانيون ولا يجوز ربط هذا الاستحقاق بالاحداث في المنطقة».
اهالي ضحايا المرفأ
في مجال آخر، وتزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء غداً، ينفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام تمثال المغترب، اعتراضاً على بند مدرج على جدول أعمال الجلسة يقضي بدرس الوضعيّة القانونيّة والوظيفيّة لهاني الحاج شحادة، الذي كان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك، بعد أن كان من الموقوفين المدّعى عليهم من قبل القاضي طارق البيطار في ملفّ انفجار مرفأ بيروت. واكدت المحامية سيسيل روكز لـ»المركزية» ان البند 26 المدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً ينص على درس الوضع الوظيفي لهاني الحاج شحادة. لماذا يريدون درسه؟ طبعاً تمهيدا لإعادته ربما الى عمله. كأهالي الضحايا، أصدرنا بيانا أكدنا فيه ان لا يمكن لهذا الامر أن يمرّ. الفساد ما زال مستمراً، ولذلك ننفذ غدا وقفة اعتراضا على ذلك. وتشير روكز الى ان «هذا البند أثار موجة اعتراض لأن من شأنه أن يدفع بباقي الموظفين للمطالبة بالمعاملة بالمثل، وتضيف: «بالفعل بدأنا نسمع أصواتاً من البعض لإعادتهم الى وظائفهم، ومنهم المدير العام السابق للجمارك بدري ضاهر».