مع تثبيت قرار وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و”الحزب”، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس عن عقد جلسة حكومية في أرض الجنوب وتحديداً في منطقة صور ومن المرتقب أن يكون قائد الجيش مدعواً إلى هذه الجلسة للحديث بالخطوط العريضة لخطة انتشاره على الحدود تطبيقاً لبنود وقف إطلاق النار. مع ذلك، لا يمل محور الممانعة من اللعب بالنار، حتى وصل للمس بالمؤسسة العسكرية حيث “فلت” أبواقه للتسويق لفكرة انشقاق داخل المؤسسة في حال تسلّم زمام الأمور ومخاطر دفع الجيش إلى صدام مع “الحزب”.
هذا الاستهداف لجسم المؤسسة العسكرية، بحسب “نداء الوطن” يأتي في سياق الخطة الممنهجة التي دأب عليها “الحزب” خصوصاً بعد العام 2005، والتي بدأت لتعطيل عمل مجلس الوزراء عبر الاستقالات الطائفية، ثم تعطيل دور المجلس النيابي إن لجهة التشريع والمراقبة أو لجهة انتخاب رئيس للجمهورية، وبدا واضحاً أن ضرب الجيش والمؤسسة العسكرية هدفه إضعاف المؤسسات الشرعية بكل الطرق الممكنة فيما لبنان على مشارف مرحلة جديدة يمكن أن تحمل معالم الاستقرار.
رأت مصادر بكركي عبر “نداء الوطن” أن هناك حملة منظمة تشن على الجيش اللبناني وقائده من أجل حرف الأنظار عن الخسائر التي مني بها من يشن الهجوم.
كما لفتت المصادر إلى أن هذه الحملة لن تهدّ من هزيمة الجيش ولن تردعه عن فرض سيطرته على كل لبنان وتقوية الدولة وبسط سيادتها.
أكدت أن المؤسسة العسكرية واحد موحّد، حتى من كان يصنف على أنه يدعم من يحمل السلاح خارج إطار الدولة نراه اليوم في عدة مناطق بقاعية وجنوبية يرفع علم لبنان والجيش بدل العلم الحزبي في دلالة الى الالتفاف الوطني الكبير حول الجيش من كل الطوائف وفي طليعتهم الطائفة الشيعية التي تحملت ويلات حروب الآخرين على أرض لبنان.
أما في ما خص الجلسة الحكومية في صور، بحسب مصادر وزارية عبر “اللواء”، فإن عقد الجلسة هو بمثابة رسالة قوية للجنوبيين العائدين، أن الحكومة الى جانبهم، وتواكب عودتهم، وتبذل جهدها لتحصين الوجود البشري والاجتماعي والعمراني للاهالي في مدنهم وقراهم كما وأن الجيش هو الذي سيحميهم.
كما أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنه مع مباشرة لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار عملها تنطلق مرحلة أساسية من تنفيذ هذا الإتفاق، على أن تنصرف الحكومة إلى مواكبة عملية تعزيز انتشار الجيش في الجنوب.
ولم تستبعد المصادر، مع بدء اعمال لجنة مراقبة وقف إطلاق النار عملها ان يعرض قائد الجيش العماد عون خطة استعادة الوضع على الارض في الجنوب خلال الجلسة.