لا يختلف اثنان على ان الحزب مني بهزيمة نكراء على الرغم من شعارات الانتصار الفارغة، ولا يختلف اثنان على أنه ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار ليس كما بعده، وقبوله بالاتفاق هو دليل دامغ على انه وصل إلى مرحلة يرثى لها، ولم يعد قادراً على فرض المعادلات لا خارجياً ولا داخلياً، فوجد باتفاق وقف إطلاق النار حبل نجاة للحفاظ على ما تبقى أقله سياسياً.
مصادر دبلوماسية عربية تعتبر أن هزيمة الحزب تاريخية، فلم نشهد في تاريخنا لا القديم ولا المعاصر مثل هذه الهزيمة التي كانت سريعة وصاعقة مقارنة بحجم الاستهدافات التي طاولت الحزب، ولا بحجم الانهيار الذي لحق به قياساً بالوقت القصير، أي خلال فترة لا تتعدى الـ10 أيام، أي منذ تفجيرات البيجر وصولاً إلى مقتل صفي الدين.
المصادر الدبلوماسية تفنّد عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني التصنيف الذي وصل إليه داخل المحور الإيراني، بعدما كان الحزب في طليعة الأذرع التي تتغنى بها طهران، وتعتبره ذرة التاج لديها، ورأس حربتها في كافة المحاور التي تخوضها إيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان، بات اليوم في أسفل القاع، ومصيره كمصير حركة حماس التي لم يبق منها سوى اسمها وشعاراتها، مع فارق بسيط وهو ان الحزب ومع قبوله باتفاق وقف إطلاق النار، حافظ على نفسه كحزب سياسي على الأقل، وتجنب الخسارة النهائية.
على صعيد العراق، تقول المصادر أن الحزب لعب دوراً في تدريب الميليشيات العراقية التابعة لإيران، وتم تشكيل تلك الميليشيات على طريقته الذي قدم خبراته العسكرية، وكان نموذجاً بالنسبة لأذرع إيران. أما في اليمن، فعمد الحزب على تطوير المنظومة العسكرية للحوثيين، ودرب عناصرها على سلاح المسيّرات، وهناك العديد من القادة الميدانيين للحزب كانوا يشرفون مباشرة على التدريبات”.
وفقاً للمصادر، “الاعتماد الأكبر على الحزب من قبل طهران، كان في سوريا، حيث ساند الحزب النظام السوري في معظم المعارك، وكان داعماً أساسياً في قلب المعادلة هناك، أما اليوم، فقد معظم مكتسباته العسكرية، وبات الحوثيون الذين كانوا الحلقة الأضعف داخل محور طهران أقوى بأضعاف من الحزب، إذ أصبح في اسفل الترتيب داخل الأذرع الإيرانية، ولم تعد طهران قادرة على الاعتماد عليه في محاورها التي بدأت تخسرها واحدا تلو الاخر، وهذا الضعف شكل نقطة أساسية في خسارة النظام السوري لمعظم المدن التي استولت عليها الفصائل السورية المعارضة، لكن الأهم، يبقى فقدان سطوته في الداخل اللبناني، وهذا الأمر سيؤدي إلى اعادة التوازنات السياسية في لبنان”.