عاد ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية إلى الواجهة بعدما قامت الفصائل المعارضة بتحرير السجناء من سجن حماه المركزي، وتبين ان هناك عدداً كبيراً من المعتقلين اللبنانيين بين المحررين وهم في طريقهم إلى لبنان، ليعود فتح هذا الملف على مصراعيه. هذا الملف الذي يشكل صفحة مؤلمة من تاريخ لبنان في زمن الوصاية السورية.
أما اللافت فكان حديث رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل يوم امس حين قال، ” إن شاء الله يكون هناك لبنانيون يعودون الى بلدهم من سوريا لكن علينا ان ننتظر ولا نتسرع”!، لكن باسيل تناسى أو تذاكى في ما قاله، لأن رئيس الجمهورية ميشال عون تنكّر للمعتقلين عندما قال إنه لا يوجد معتقلين لبنانيين في السجون السورية وأن الملف أغلق.
مصادر مراقبة تذكر العونيين عموماً وباسيل خصوصاً، أنه في 21/7/2008 وبعد اجتماع كتلته النيابية برئاسته، بعد زيارته لسوريا، شدد العماد عون في تصريحه وحديثه مع الصحافيين وكذلك في البيان الرسمي على مسمى “المفقودين” وكرره 9 مرات، ولم يستعمل المسمى الحقيقي “المخطوفين والمعتقلين في السجون السورية” ولو مرة واحدة، وهنا تراجع واضح لموقف عون في تحميل النظام السوري مسؤولية اختفاء آلاف اللبنانيين بينهم عناصر في الجيش اللبناني الذي كان عون يوماً ما قائداً له، إضافة إلى لبنانيين من جميع المناطق والأطياف اللبنانية.
بحسب المصادر، في الأول من كانون الأول من العام 2008، وبعد هجوم على عون بسبب زيارته الأراضي السورية للقاء الأسد، من دون أن يأتي بجواب لأهالي المعتقلين قال عون في تصريح له، “أذهب الى سوريا ورأسي مرفوع”!
تضيف المصادر عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني: “ليس بغريب ان يقوم باسيل اليوم باستذكار المعتقلين بعد أعوام من التنصل والنكران، فهو يتعاطى السياسة وفقاً لمصالحه الشخصية، واليوم، يبحث باسيل عن حدث من هنا وهناك علّه يرفع من هبوطه المدوّي وخسارته التي لا يستطيع تعويضها باستغلال ملف المعتقلين والحديث عنهم بعدما تنكّر لهم مرات عدة قبل صياح الديك.