يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من مرض ألزهايمر، ولا يزال لا يوجد علاج فعال لهذا المرض، مما يجعل اتخاذ إجراءات وقائية أمرًا ضروريًا. وفي هذا السياق، كشفت دراسة جديدة عن العلاقة بين دهون البطن وزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. أظهرت الدراسة أن زيادة حجم دهون البطن قد تؤدي إلى تقلص مركز الذاكرة في الدماغ. كما قد تبدأ لويحات “بيتا أميلويد” وتشابكات “تاو” في الظهور في وقت مبكر من الأربعينات والخمسينات من العمر، قبل أن تظهر أي أعراض تدهور إدراكي.
الدهون الحشوية وأثرها على الدماغ
أجرى الدكتور سايروس راجي وفريقه دراسة على 32 شخصًا في الأربعينات والخمسينات من العمر، وأظهرت النتائج أن نوعًا من الدهون العميقة في البطن، يعرف بالدهون الحشوية، كان مرتبطًا بالالتهاب وتراكم الأميلويد في أدمغتهم. هذه الدهون تتراكم حول الأعضاء الرئيسية في الجسم وتختلف تمامًا عن الدهون تحت الجلد، التي تشكل عادة حوالي 90% من دهون الجسم.
وتعد لويحات “بيتا أميلويد” وتشابكات “تاو” علامات مبكرة لمرض ألزهايمر، حيث تظهر اللويحات أولًا تليها التشابكات مع تقدم المرض.
تفاقم المرض بسبب زيادة الأميلويد والـ”تاو”
أوضح الدكتور راجي أن “زيادة تراكم الأميلويد أو التاو في الدماغ يؤدي إلى تفاقم المرض”، مشيرًا إلى أن انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ وضمور المادة الرمادية في الحُصين، وهو جزء من مركز الذاكرة في الدماغ، يعتبران من علامات الإصابة المبكرة.
كما أشار راجي إلى أن السمنة تمثل عامل خطر للإصابة بالخرف، حيث تؤثر على حوالي 1% من البالغين في الولايات المتحدة، مما يعني أن أكثر من 2 مليون شخص قد يعانون من الخرف بسبب السمنة.
السمنة كعامل خطر لمرض ألزهايمر
لفت راجي إلى أن السمنة في مرحلة منتصف العمر، وبخاصة في الأربعينات والخمسينات من العمر، تعد عاملًا خطرًا للإصابة بمرض ألزهايمر، وهو المرض الذي لا تظهر أعراضه عادة إلا في الستينات أو السبعينات أو حتى الثمانينات. وأضاف أن الدراسة أظهرت علاقة واضحة بين الدهون الحشوية في البطن وضمور الدماغ في الحُصين، الذي يعتبر علامة حيوية أخرى على الإصابة بالمرض.
تجدر الإشارة إلى أن الدهون الحشوية تعتبر من أكثر أنواع الدهون التي تؤثر سلبًا على الأيض، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بمشاكل صحية مثل مرض السكري.