معركة حمص على الأبواب

حجم الخط

معركة حمص على الأبواب

تشهد الأحداث المتسارعة في سوريا تطورات دراماتيكية على مختلف الأصعدة، حيث تتسارع المواجهات العسكرية والسياسية، مما ينعكس بشكل مباشر على الوضع الميداني في البلاد وعلى الأمن الإقليمي. في الآونة الأخيرة، حققت “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها تقدماً سريعاً، حيث سيطرت على العديد من المدن والبلدات في مناطق شمال ووسط سوريا، بما في ذلك حلب وحماة وريف حمص. الفصائل المسلحة تستعد الآن للتقدم نحو مدينة حمص بشكل كامل، وهو ما من شأنه أن يقطع الطريق بين العاصمة دمشق والساحل السوري.

مع إعلان “هيئة تحرير الشام” اقترابها من وسط مدينة حمص، تم رصد أسراب من الطائرات المسيرة تحلق في سماء المدينة.

وأفادت مصادر العربية/الحدث، اليوم السبت، بأن الفصائل المسلحة بدأت تمهد لاقتحام المدينة عبر إطلاق سرب من الطائرات المسيرة “شاهين”. من جهته، قام الجيش السوري، الذي دفع بتعزيزات إضافية إلى مركز المدينة أمس، بالتصدي لهذه الهجمات.

وكانت “هيئة تحرير الشام” قد أعلنت في منشور على تليغرام مساء أمس أن “قواتها سيطرت على آخر قرية على تخوم مدينة حمص، وأصبحت على أبوابها”، بعد أن استولت هي والفصائل المتحالفة معها على ريف المحافظة الشمالي. كما وجهت نداءً، وصفته بأنه “الأخير”، إلى عناصر القوات السورية للانشقاق، معتبرة أن هذه هي “فرصتهم الأخيرة”.

قطع دمشق عن الساحل
من شأن السيطرة على حمص أن يؤدي إلى قطع الطريق بين العاصمة دمشق والساحل السوري، حيث يتركز العلويون، الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد، وتشمل المنطقة القاعدة البحرية والقاعدة الجوية الروسية. لذا، يعتبر العديد من المحللين أن المعركة ستكون حاسمة، ووصفها البعض بأنها “المعركة الحقيقية”.

في المقابل، أكد مصدر عسكري سوري أن أي تقدم للفصائل من شمال حمص سيواجهه “الحزب” المدعوم من إيران، الذي يتمركز في المنطقة لتعزيز دفاعات القوات الحكومية.

سيطرة على درعا
في سياق ميداني متصل، سيطرت فصائل محلية على مدينة درعا في جنوب سوريا، بالإضافة إلى مناطق في السويداء. وأفاد مصدران من الفصائل لرويترز أمس بأن مقاتلين محليين سوريين وفصائل سابقة سيطروا على إحدى القواعد العسكرية الرئيسية، المعروفة باللواء 52، بالقرب من بلدة الحراك، فيما امتدت الاشتباكات إلى الحدود مع الأردن. كما أضافا أنهما سيطرا أيضًا على أجزاء من معبر نصيب الحدودي مع الأردن، حيث توقفت العديد من الشاحنات وسيارات الركاب.

قسد في دير الزور
وفي شرق سوريا، سيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” على محافظة دير الزور، التي تُعد نقطة ارتكاز رئيسية للحكومة في المناطق الصحراوية، كما استولت على معبر البوكمال الحدودي مع العراق، وذلك يوم الجمعة.

من جانبه، أعلن مظلوم عبدي، قائد “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة، أن تنظيم داعش الذي كان قد سيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا قبل هزيمته على يد التحالف في 2017، عاد للسيطرة على بعض المناطق في شرق سوريا، مما يمثل تطورًا مقلقًا.

التقدم الميداني
وكانت الفصائل المسلحة قد أطلقت هجومًا مفاجئًا الأسبوع الماضي من إدلب نحو حلب، وتمكنت من السيطرة على المدينة بالكامل خلال أيام قليلة، ثم انتقلت إلى حماة وريف حمص وسط البلاد.

وفيما أظهرت بعض التقديرات أن الفصائل أصبحت تسيطر على نحو 20 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية، وهو ما يمثل حوالي 10% من إجمالي مساحة سوريا البالغة 185 ألف كيلومتر مربع، وفقًا لوكالة فرانس برس.

 

 

المصدر:
العربية

خبر عاجل