جعجع: ألو… مرحبًا
توت، توت، توت. انقطع الاتصال.
جعجع: ألو، ألو
وانقطع الاتصال مجددًا.
جعجع: ولو يا شيخ نعيم، لاقي مطرح ما يقطع الخط.
قاسم: أقفل، سأعاود أنا الاتصال. بتعرف الوضع كيف يا حكيم.
توت، توت، توت. انقطع الاتصال مجددًا.
قاسم: مرحبًا، حكيم. تحاول الاتصال بي، وتتلفظ بكلمة أجنبية في البداية “ا.ل.و”. ربما انقطع الاتصال معك لذلك، أنت تعرف وضعنا مع الامبريالية المتغطرسة وما الى ذلك.
جعجع: يه يه يه. ولك معقول يا شيخ نعيم؟! بيشرفك شو ه المزحة الثقيلة يللي مش بوقتها؟
قاسم: لا والله! ليش ثقيلة؟
جعجع: لأنكم وقّعتم على اتفاق أميركي صرف، بمباركة وإشراف أميركيين للتنفيذ، ولا زلت تخبرني عن الإمبريالية والغطرسة، هل نسيت أيضًا ترسيم الحدود البحرية و…؟
قاسم مقاطعًا: طبعًا، فهذه العبارات من عدة الشغل، أتريدنا أن نتخلى عن كل “عتادنا” هيك، كرمى لعيون الأميركان؟ “في مبدأ بالدّق”.
جعجع: طيب، يا شيخ، خلص، عال. مرحبًا وع اللبناني العوافي. المهم نقدر نخلّص هالاتصال. أما وقد وصلنا يا شيخنا العزيز الى ما وصلنا اليه، شو ناويين تعملوا هلق؟ خلونا نفكر هيك كلبنانيين ع صوت عالي، ونشوف كيف كلنا سوا، بدنا نبني المرحلة المقبلة.
قاسم: ليك ه الحكي. فكرّت في شي ثاني بدك تحكيني فيه يا حكيم. شو بدنا نعمل ما نعمل، ما نحن منتصرين. ألا تستمع الى محللينا أو تقرأ المقالات في “أخبارنا”؟
جعجع: دعني من هؤلاء. مساكين.
قاسم: نعم مساكين ومكترين، لكن منتصرين، وهذا يروق لنا.
جعجع: حسنًا، فلنعد الى الجدّ يا صديقي. ما عنّا وقت نضيعوا، وكل لحظة تمضي من دون محاولة إيجاد الحلول سويًا، هي مضيعة لكم بالدرجة الأولى وللبنان ثانيًا.
منتصرين، عال. وألف مبروك، لكن دعونا نستثمر انتصاركم المفترض لكي نقوم بما يجب القيام به في بناء دولة القانون والعدالة، دولة لبنانية لجميع أبنائها.
قاسم: ما ترجعلي يا حكيم هلق على قصة السلاح وتتهمنا بتقويض عمل المؤسسات وما الى ذلك. عندما ينتصر فريق على آخر، يفرض هو شروطه. هذا هو ميزان الربح والخسارة.
جعجع: طيب، وما هي شروطكم؟
قاسم: شروطنا! شروطنا هي أن تقبلوا بأن محور الممانعة ثابت، ولم يتأثر بما جرى في سوريا، وبأن لدينا الحق في مقاومة إسرائيل وكل من يريد أن يعارضنا، وبأن لبنان يجب أن يكون على صورة المحور. هذا أمر مبدأي بالنسبة الينا.
جعجع: انتصرتم وقد دمّر الجنوب، والبقاع والضاحية واستشهد أكثر من 5 آلاف، وسقط ما يزيد عن 15 ألفًا جريحًا. انتصرتم وقد سقط معظم قاداتكم. انتصرتم وقد فاوضت عليكم إيران، في لبنان وفي المحور، والصورة لا زالت فاقعة أمامكم. طيب انتصرتم مبروك.
لكن، تعالوا. معًا نستطيع أن نبني ونعيش. فأنتم في نهاية المطاف وعلى الرغم من كل المآسي والخسائر التي كبدتموها لأنفسكم وللبلاد، لبنانيون، لا غنى لكم عن لبنان، ولا غنى للبنان عنكم.
دعوا إيران خارجًا. كونوا أصدقاءها وحلفاءها ما شئتم، ولكن في إطار سيادة ووحدة لبنان. ضعوا قضيتنا اللبنانية نصب أعينكم، ولا تستخفوا بلبنانيتكم. نحن لن نتخلى عنكم، ولن نستعمل لغة الاستقواء والتعالي والغالب والمغلوب، طالما لا زلنا مؤمنين بأنه بإمكاننا إيجاد الحلول. لا تضيعوا مزيدًا من الوقت. ماذا تنتظرون؟
قاسم وقد أخذ نفسًا عميقًا، أجاب بصوت متقطع: ليتنا نستطيع. ليتنا نملك القرار، فأنت تعرف الباقي.
توت، توت، توت… وانقطع الاتصال مجددًا.
جعجع: موفق شيخ نعيم، لكن تأكد أننا سنعاود الاتصال، وتأكد أيضًا أن مشروع الدولة الذي تأخر 50 سنة، لن يتأخر من الآن وصاعدًا، لحظة واحدة.