تهمتي قوات لبنانية.. بكل فخر

حجم الخط

بعد 54 عامًا من حكم سوريا بالقمع والحديد والنار، ومع حرمان الشعب السوري من أبسط حقوقه وحرياته، يسقط نظام بشار الأسد في غضون أيام قليلة على يد الشعب الذي عانى طويلاً من استبداده. هذا الشعب الذي استيقظ من رماده ليقول انتهت سنوات الظلم والاضطهاد.

مشاهد الإجرام في السجون السورية التي ظهرت عبر شهادات الناجين، لا تعبر فقط عن حقبة استبدادية بل تُشبه العودة إلى العصور البدائية، حيث كانت الجريمة هي اللغة السائدة. كم من اللبنانيين عانوا وتعذبوا في هذه السجون، وكم منهم قضوا من دون محاكمة، فيما وقف البعض في لبنان يُصفّق لجلادهم، يمدّ له يد المصافحة ويتحالف معه، بل حتى يتبع له، على الرغم من كل الجرائم التي ارتكبها. أيضًا، اختار رئيس الجمهورية السابق ميشال عون التخلي عنهم، نافيًا وجودهم، وكأن معاناتهم المستمرة لم تكن كافية.

 

القوات اللبنانية.. الرقم الصعب في وجه النظام السوري

في ظل هذا التخاذل السياسي، كانت “القوات اللبنانية” الصوت الوحيد الذي لم يتخلَ يومًا عن الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون السورية. لم تُفوّت “القوات اللبنانية” أي مناسبة لتذكير العالم بمأساة هؤلاء المعتقلين وضرورة عودتهم الى بلادهم، وأصرت على اعتبارهم قضية وطنية لا تقبل التنازل. منذ نشأتها، شكّلت “القوات اللبنانية” الرقم الصعب في مواجهة النظام السوري، وكأنها وُجدت لتكون السدّ المنيع أمام محاولات الأسد لفرض هيمنته على لبنان.

عندما سُئل الأسير المحرر سهيل حموي عن تهمته التي كانت عقوبتها عشرات السنوات من التعذيب في السجون السورية، كانت الإجابة صادمة في بساطتها وعمقها: “تهمتي أني قوات لبنانية”. تهمة سهيل لم تكن مجرد انتماء سياسي؛ كانت رمزًا لنضال وطني رافض للاحتلال السوري، ودليلًا على أن مقاومته وزملاءه كانت مؤثرة لدرجة دفعت النظام السوري لمحاولة كسر عزيمتهم عبر الاعتقال والتعذيب.

 

ثبات في وجه الظلم

لم يكن سهيل وحده. كثيرون من الشباب اللبناني المقاوم، الذين رفضوا أن يخضعوا لإملاءات النظام السوري، تم اعتقالهم وزجّهم في السجون تحت ذرائع واهية. من رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، الذي قضى 11 عامًا في السجن، إلى معتقلين وشهداء آخرين دفعوا أثمانًا باهظة من حياتهم وحريتهم، ولكنهم لم يرضخوا يومًا. سمير جعجع رفض التسويات والاتفاقات التي تمس السيادة اللبنانية، وأصر على الثبات على موقفه على الرغم من كل الضغوط وآمن بانتصار الحق في الوقت الذي لم يتوقع أحد هذا الانتصار.

 

شهداء أحياء ونضال مستمر

لا يمكن أن ننسى الشهداء الأحياء مثل الوزيرة السابقة مي شدياق، التي فجّرها أعداء الحرية وحاولوا بتر عزيمتها قبل أطرافها، فقط لأنها كانت تؤمن بالسيادة اللبنانية وترفض الاستسلام. “مش هينة تكون قوات”. أن تكون قوات يعني أن تؤمن بالحق حتى العمى، وأن ترفض أي شيء أقل من الحرية.

وبناء على ما تقدم، يمكن القول، إذا كانت تهمتي أني قوات لبنانية، فهذا شرف لي. شرف لي أن أحمل إرث النضال والمقاومة الحقيقية. شرف لي أن أكون جزءًا من مسيرة لم تُبَع يومًا للأنظمة ولا للمصالح. مستعد لتحمّل كل الأحكام في سبيل قضية لبنان والـ10452 كلم، ولن أتخلى يومًا عن شرفي.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل