مأساة الأمهات السوريات: معاناة البحث عن المفقودين في السجون

حجم الخط

المفقودين

في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، تحدثت والدة أحد المفقودين في سوريا عن معاناتها الطويلة والمأساوية التي استمرت لأكثر من عقد. كشفت عن تفاصيل احتجاز ابنها في سجون الحكومة السورية، إذ تم اعتقاله قبل 11 عاماً، مما أدى إلى حرمانه من حريته وحرمان عائلته من حضوره طوال هذه السنوات. وروت الأم بألم عميق عن محنتها اليومية التي تعيشها بسبب عدم معرفة مصير ابنها بشكل دقيق، معربة عن أملها في أن تصل إلى نهاية لهذه المأساة عبر الإفراج عنه وعودته إلى عائلته، لتنهى سنوات طويلة من الانتظار والمعاناة التي أثرت على حياتها وحياة أفراد أسرتها بشكل كبير، وحرمتهم من طمأنينة الحياة اليومية.

أجرت مراسلة سكاي نيوز عربية، دارين الحلوي، مقابلة من وسط دمشق، مع آمال المسعد، وهي امرأة فقدت ابنها ميلاد في ظروف غامضة عام 2013. قالت المسعد وهي تحمل صورة ابنها الشاب: “في أبريل 2013، قال الأمن السوري لنا إنهم أخذوا ابني من أمام مستشفى كان يعمل فيه”.

أردفت المسعد: “الجريمة أنه عالج مسلحين.. المسلح مصاب.. كل من عالج أي مسلح تم الزج به في السجون”. وأوضحت أن اعتقال ابنها كان صدمة كبيرة لعائلتها، إذ تزامن ذلك مع انقطاع كامل للأخبار عنه، تاركاً الأسرة في حالة من الحيرة والخوف. قالت بنبرة حزينة ممزوجة بالغضب: “أريد أن أعرف فقط أين ابني الآن؟ أين أخذوا شباب المستشفى؟”.

أضافت: “لم أترك أي فرع عسكري وسألت فيه عن ابني، لم أعثر عليه.. ليس له اسم في السجون”. وأكدت بنبرة تعكس إحباطها: “تعبنا ولا نستطيع التحمل أكثر.. الأمل يبقى بيد الله”.

كما أوضحت آمال أن “هناك سجون لم تفتح بعد.. نحن نعيش فوق بحر من سجون”، مشيرة إلى أن المأساة لا تقتصر على أسرتها فقط بل تمتد إلى آلاف العائلات التي تعيش نفس الألم.

قد أوردت منظمات حقوق الإنسان تقارير عديدة حول الأوضاع المروعة داخل سجون سوريا، حيث كشفت عن عمليات إعدام جماعية، وعمليات تعذيب منهجية مروعة وصفتها بأنها جرائم ضد الإنسانية. وذكرت هذه المنظمات أن مئات السوريين تدفقوا على السجون بحثاً عن أحبائهم المفقودين، وخرج بعض السجناء أحياء، بينما تم التعرف على آخرين بين القتلى، في حين لا يزال آلاف آخرون مفقودين، تاركين خلفهم عائلات تعيش في قلق دائم ومأساة مستمرة.

أضافت تقارير حقوق الإنسان أن العديد من السجون السرية لم يتم الكشف عنها بعد، وأن الناجين من تلك السجون تحدثوا عن ظروف اعتقال قاسية وغير إنسانية، تشمل سوء المعاملة، وانعدام أدنى حقوق السجناء، وسط تزايد الدعوات الدولية للكشف عن مصير المختفين قسرياً في سوريا.

إقرأ أيضاً: خاص ـ ايلي كيروز.. سعادة الحبيس (ميشال يونس)​

المصدر:
سكاي نيوز عربية

خبر عاجل