مع احتدام المعركة الرئاسية في لبنان، شكلت المواقف السياسية مشهداً معقداً وغير محسوم حتى الآن. مع انسحابات محتملة وترشيحات جديدة، تبرز مواقف متعددة من القوى السياسية. وفي ظل تزايد الدعم لقائد الجيش العماد جوزف عون، تتجه الأنظار إلى جلسة 9 كانون الثاني، إذ يُتوقع أن تشهد تحولات حاسمة. هذا ويجب التطرق الى ترشيح وليد جنبلاط لقائد الجيش الذي شكّل صخباً كبيراً على هذا الملف الذي بدأت الكتل السياسية تتداوله بجدية أكبر عقب تحديد بري موعد جلسة انتخاب الرئيس.
من هنا، ومع متغيرات الترشيحات والانسحابات او الانتظارات، بدا ان مساراً معقداً بدأت تأخذه المعركة الرئاسية، وتوقعت مصادر نيابية مطلعة عبر “اللواء” ان تتحول جلسة الانتخاب الى دورات متتالية، مع مقاربات متعددة لتدوير الزوايا، وتعزيز التحالفات او الخيارات.
كما توقفت مصادر سياسية مطلعة عند سلسلة تطورات تتصل بالمشهد الرئاسي ولاسيما موقف رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية الذي أعلن خروجه من السباق الرئاسي وقوله نريد رئيسا بحجم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما يحمله، وقالت إن الحزب التقدمي الاشتراكي أعلنها صراحة بشأن ترشيح قائد الجيش وهو موقف ينسجم مع ما أعلنه في وقت سابق في لائحة الترشيحات.
لفتت المصادر إلى أن “امتناع البعض عن الإفصاح عن الترشيح يهدف إلى انتظار الفرصة المناسبة وتوحيد التشاور. وتحدثت عن إمكانية ارتفاع الأصوات الداعمة لقائد الجيش في الأيام المقبلة إذا بدأت الكتل بإعلان دعم الترشيح، معلنة أن الأيام المقبلة ستشهد تزخيما لعملية التشاور. وقالت إن مواقف البعض ما تزال مبهمة وتنتظر بروز معطيات محددة..”
هذا ما جعل المشهد يحمل متغيرات، وإن لم تكن مفاجئة فإنها أرست مساراً رئاسياً مغايراً، فاقترب مرشح الموالاة النائب السابق سليمان فرنجية من الخروج من السباق لصالح شخصية تحدث تحولاً ايجابياً في لبنان، وإن لم يعلن انسحابه في لقائه ليل أمس مع «خلية النازحين» في تيار المردة.
لم يتأخر اللقاء الديمقراطي، الذي يستعد رئيسه السابق النائب السابق وليد جنبلاط لزيارة دمشق الاحد المقبل من المجاهرة بتأييد انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، من زاوية ضرورة انتخاب الرئيس في جلسة 9 كانون الثاني.
سارعت مصادر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للردّ على ترشيح اللقاء الديمقراطي بالقول: مش جنبلاط يلي برشح عن المسيحيين، هيدا هنري حلو تاني..
افادت بعض المعلومات أن موقف اللقاء الديموقراطي ستتبعه مواقف مشابهة تباعاً، فالكتلة السنية او اغلب نواب السنة في البرلمان سيدعمون ترشيح قائد الجيش و”التكتل النيابي المستقبل” سبق له وأن أعلن دعمه له. وقالت إن “إعلان الديمقراطي ترشيح عون يأتي بعد عودة جنبلاط من باريس ونقله رسالة إلى بري مفادها أن القوات الدولية تدعم وصول قائد الجيش”.
كما تسرّب حسب المعلومات ان اجتماع نواب المعارضة أمس في بكفيا رفض تبني ترشيح العماد عون، معتبرين انه من ضمن الاسماء المطروحة لكن لا توافق نهائياً حول ترشيحه او ترشيح غيره. لكن معلومات اخرى افادت مساءً، أن “كتلة تجدد” والنواب ميشال الدويهي ومارك ضو ووضاح الصادق وكتلة الكتائب ستنضم الى الكتل المرشحة لقائد الجيش.