صح الصحيح حكيم.. هيك الميلاد بمعراب

حجم الخط

“صح الصحيح وتجدد وجه الأرض بلبنان وسوريا” قال سمير جعجع بفرح ظاهر، وبحماسة قلب فرح بالعيد وفرح بتحرر لبنانه. يحق لمن ناضل عمرًا كاملًا ليصدّ الاحتلالات عن أرضه، ولمن دفع الثمن شهداء واعتقالًا لعمر بحاله، أن يفرح من قلب ورب بتحرر بلاده من طاغيته… أو الأخرى من طواغيه.

هنا معراب وبسمة الحكيم سبقت حضوره وستريدا الى القاعة. فرح الميلاد والحضور وأجواء العيد المجيد، فرضت إيقاعًا مختلفًا عن باقي الأيام في صرح السياسة والنضال. هذه السنة طعم الميلاد مختلف تمامًا، ثمة بريق جديد مشع يلمع في الأفق، ثمة عبق حرية وتفاؤل بوطن على الرغم من كل ما عبر فيه كان للمسيح فيه مزودًا وميلادًا وقيامة، على الرغم من آلاف الصلبان، ثمة ما يشبه مغارة حقيقية، تشبه اللوحة المفلوشة على حيطان القاعة الفسيحة، وتجسد ميلاد الرب، وهي كالعادة ممهورة بأنامل النائب نزيه متى، “ميلاد مجيد للبنان جديد” كُتب فوق اللوحة، وهي نفسها بطاقات المعايدة التي وُزعت على الرفاق كافة، وكانت عنوان الريسيتال الميلادي الذي أقيم في المكان ككل سنة في هذه الفترة، وأحيته جوقة les solistes de beyrouth  بقيادة المايسترو فرناندو عفارة.

الحان ميلادية رائعة وأصوات جميلة سبّحت الرب، وسبحت في أرجاء المكان لتضفي ذاك الجو الميلادي الساحر المنغوِش للقلوب، هو سحر الميلاد حين يُرخي براءة المشاعر على كل من يؤمن أن الرب شعّ نوره من مزود حقير، وأن كل قلب يرمش له بالحب يبقى فيه ذاك الطفل مهما كبرت فينا السنين وتعتق الزمن، وحده ميلاد يسوع يجعلنا في الإيمان أطفالًا أنقياء، وميلاد هذه السنة يبدو الأكثر إشعاعًا على الاطلاق، اذ يجسد ميلادًا جديدًا للبنان جديد مع ميلاد يسوع.

“أرسل الله ابنه الوحيد”، أنشدت المرنمة بصوتها الشجي، تماهى معها الحكيم بالترتيل الصامت، دخل الحضور في حضرة خشوع ما مغمس بالفرح، فرح غريب هذه السنة يسرح في الافق، وكأن عن جد هناك في صدر المكان مزود يتحرك في قلبه طفل اله. “بوج كل الأيام الصعبة، كل المؤامرات، كل رزنامات الطغاة، ما وثقنا الا بمواعيدك يسوع. ما يوم خفنا، وبقلب الاضطهاد بدل المنارة صرنا المنارات… من محبسة من متراس زهروا الأبطال دفاعًا عن الإيمان ولبنان”، قال الاعلامي إيلي أحوش في قراءة إيمانية رائعة، تخللت الريسيتال وأشعلت الأجواء نبض عنفوان وفرح.

“من قلب الظلمة أشرق النور، لا بل من قلب الظلمات الكثيرة أشرق النورهالسنة”، قال الحكيم في كلمته المقتضبة التي عايد من خلالها الحضور، ثم تنهّد مبتسمًا “منقول صح الصحيح… اللإيمان بينقل جبال من مطرح لمطرح، وهالمرة مش بس نقل جبال إنما نقلها مع كل حيواناتها وحطّن بمطرح تاني”، واشتعلت الصالة ضحكًا وتصفيقًا، وكأن الحضور يسعى لإطلاق ضحكاته المكبوتة ليعلن على الملأ فرحه بميلاد لبنان جديد آت لا محال. “الله موجود بالتاريخ والتاريخ بيروح باتجاه محدد، ونظام الأسد كان سيسقط حتمًا لأن ما بيصح الا الصحيح”، قال الحكيم واسترجع شعارات القوات على مدى أربع سنوات سابقة في الاحتفالات الميلادية، وكلها تدور في إطار الأمل بالغد وتحرر لبنان، ليؤكد أن “القوات اللبنانية” لم تتراجع يومًا عن إيمانها بعودة لبنان الحلو الحر النابض بالكرامة والحياة والفرح، “وأخيرًا صح الصحيح فعلًا، وبلبنان هالسنة رح منعيد فعلًا، كان في عنا شر كبير رابض ع حدودنا اسمو نظام الأسد، لم يخلق نظامًا بهذا الجور والظلم وهلأ فل، وانفتحت كل الطرق تـ نبني دولة فعلية” قال جعجع، وذهب أبعد من اللحظة والمكان ليدعو اللبنانيين في بلاد الانتشار للعودة الى أرضهم “وخصوصًا الذين تركوا عنوة بعدما فقدوا الأمل بلبنان الدولة واليوم عاد الينا الأمل والسنة فينا نعيد من كل قلبنا”.

لم يكن ريسيتالًا عاديًا ولا هو لقاء ميلادي اعتيادي ككل السنين السابقة، لا بل كان محطة فرح أعلنت للجميع أن ولادة لبنان انطلقت مع المسيح من مزوده الحقير، وأن معاناة الشعوب لا بد أن تنتهي عندما يكون نضالها لأجل الحق والحقيقة، وأن لا حقيقة في هذا العالم تفوق نور ولادة المسيح، وها هو لبنان يسجد عند مزود الضوء، ويعلن من معراب ومن ساحات النضال كافة في كل لبنان، أن الأمل عاد، وأن هللويا للآتي باسم الرب، وهللويا لوطن سيولد من مزود المعاناة مع يسوعه في ميلاده المجيد.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل