وفي الرئاسة ايضا الممانعة المنكسرة منتصرة

حجم الخط

انتهاجًا لما درجت عليه الممانعة الحالية وجبهات الصمود والتصدي عبر عقود، يطرح إعلامها وقياديوها تصورات وسيناريوهات وخططًا ونوايا لم يفصح عنها، لتضع علامة تفوق وممتاز مع شارة النصر كالعادة، على امتحان لم تخضه ومعركة لم تربحها وحربًا دونكيشوتية لم تسجل لصالحها البتّة.

لم تكن نتيجة حرب الإسناد التي خاضها “الحزب” منذ 8 تشرين الأول 2023 حتى 23 أيلول 2024 بنتائجها على “الحزب” المسنِد وحركة ح. المسنَدة والفلسطينيين، قبلة حركات الممانعة ودولها، ولن تكون خارج المنهاج المعتمدة لمدارس الصمود والتصدي المذكورة أعلاه، ولم تكن الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان نتيجة لـ”الظفر” التي ولّدته جبهات الإسناد بعيدة عما تسببت فيه المغامرات غير المحسوبة لتلك المدارس، منذ النكبة عام 1948 مرورًا بالنكسة عام 1967 وصولًا الى ما نحن عليه من اتفاق وقف إطلاق النار، يقول عنه أقرب المقربين وأعتاهم ممانعةً، بأنه تسليم واستسلام وإذعان للمعتدي المحتل المحتفظ بالأرض والمتمادي بتطبيق القرارات المرفوضة مبدئيًا بالفرض.

على عاداتهم في تجميل وتحويل الهزائم والانكسارات والاخفاقات، صوّر الممانعون وتصوّروا أن إسرائيل فشلت في الوصول الى أهدافها الكبرى غير المعلنة بتحقيق إسرائيل الكبرى من المحيط الى الخليج، وفشلت في إبادة الشعوب العربية والاسلامية، كما فشلت في تصفية كل الشيعة في لبنان ولم تحقق لا أضعافًا للممانعين ولا تقويضًا للمقاومين ولا إقصاء للقياديين… وطبعًا الوقائع الميدانية والسياسية والدبلوماسية وحتى الاقتصادية مع النتائج الحقيقية وآخرها في سوريا، كفيلة بإعطاء المدعين والمصدقين الجواب الشافي والمجافي لمحاولات التجميل والتحويل.

في الرئاسة وبعد تراجع حظوظ مرشح الممانعة والذي طرحه الثنائي بفائض قوته الأمنية والعسكرية الجبرية بـ”هو أو لا أحد”، معطلًا الانتخابات بتفخيخها بلغم مؤسسة الحوار الالزامية غير الشرعية والدستورية، وبعد تراجع رئيس المجلس النيابي عن هذا الشرط وقبوله بالجلسة المفتوحة بدورات متتالية ملبيًا ما كانت تطلبه المعارضة وعلى رأسها حزب “القوات اللبنانية” ورئيسه سمير جعجع،  ها هي الممانعة تصوّب على هذا الأخير مصورة متصورة ترشيحًا لم يقدم ونية ورغبة وطمعًا بالسلطة وكرسي لم تكن يومًا لديه، ولم يعبر عنها بالشكل المصور والمتصور، مع اقتناع الأبعدين قبل الأقربين بحق الممثل الأكبر للمسيحيين ورئيس أكبر كتلة في المجلس النيابي للترشح والفوز.

لن ينسى اللبنانيون افتراءات الممانعين بحق المرشحين كل المرشحين للرئاسة من ميشال معوض الى المتقاطع عليه مسيحيًا ووطنيًا جهاد أزعور ووصل ببعض قيادييها وإعلامييها على طريقة التصوير والتصور المعتمد في الحروب الى اعتبار التصويت لأزعور هو تصويت لإسرائيل ولأعداء الأمة.

وليعتبروا تعطيل انتخاب معوض وأزعور على الرغم من عدم وصول مرشحهم، انتصارًا مبينًا من سلسلة انتصارات المحور الواردة أعلاه.

مع كثرة الحديث اليوم عن ارتفاع حظوظ قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، يشن المحور إياه الحملات ويسن أقلام الاعلاميين والاعلاميات، طعنًا بالمؤسسة المناط بها الأمن والاستقرار، بعد ما أمعن “الحزب” بهما زعزعةً وانهيارًا وطعنًا بقائدها، قطعًا لطريق بعبدا وطرق الحل في لبنان.

طبعًا لم يوفر “الحزب” ولا إعلاميوه ولا المتربصون بلبنان شرًا، “القوات اللبنانية” ولا رئيسها من حملاتهم وتصوراتهم وتصويرهم، فإن لم يترشح الدكتور سمير جعجع وهو لم يفعل حتى اللحظة، يكون المحور منتصرًا والقوات منهزمة، حتى لو لم يصل مرشحه فرنجية وهو الذي أعلن ما يشبه الانسحاب من السباق، مضفيًا عدم ممانعة وشرعية مسيحية ووطنية على ترشيح وانتخاب الأقوى في طائفته للمركز الأول في الجمهورية اللبنانية، مخالفًا الثنائي ومختلفًا مع محورهما.

كما صوّر “الحزب” خسارة أمينه العام ومعظم قيادييه انتصارًا، وكما تصور موافقته على انسحاب مسلحيه وسلاحه من جنوب الليطاني وعلى تطبيق القرارات 1559، 1680 والـ1701، ربحًا صافيًا، وكما اعتقد أن بسط سلطة الدولة بقواها الشرعية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وجمارك وشرطة بلدية دون غيرها من القوى غير الشرعية ومنها ميليشيا “الحزب” تحديدًا، وقطع طرق الإمداد والتسلح طوعيًا، حسب الاتفاق، وقسريًا فعليًا، بعد سقوط نظام بشار الأسد هزيمة نكراء لأعدائه في الخارج والداخل، ها إن “الحزب” بإعلامه وأخباره يروّج ومن نفس المعجم لانتصار آخر رئاسي يقضي بانعدام حظوظ أي مرشح ينتمي لمحوره أو قد يخطر على باله أن يحمي ظهر مقاومته وسلاحها على حساب الدولة الحرة السيدة المستقلة…

يبقى على “الحزب” وأخباره ابتداء من التاسع من كانون الثاني 2024، أن يحذُوَا حذو الإمام مرشد الثورة الإسلامية الراحل الإمام الخميني الذي تجرّع كأس سمّ “الانتصار” في 20 تموز 1988 بقبوله بالقرار 598 مسلّمًا مستسلمًا.

إقرأ أيضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل