لفتت زحمة الطامحين إلى الرئاسة الذين تجمعوا بالجملة “دوكما” في قداس الميلاد في بكركي، معظم المتابعين. لكن اللافت أكثر أن هؤلاء المرشحين إلى الرئاسة، حصدوا عشرات آلاف التعليقات الساخرة من اللبنانيين، والتي فاضت على مواقع التواصل الاجتماعي وغلب عليها طابع السخرية من هذا الزحف والتزلف واستغلال ميلاد المخلص يسوع المسيح بهذا الشكل”.
التعليقات الساخرة على تلك التظاهرة التي شهدها الصرح البطريركي في قداس الميلاد من قبل عدد كبير من اللاهثين خلف الرئاسة، رصدها موقع القوات اللبنانية الإلكتروني كغيره من مختلف وسائل الإعلام، ومنها ما مفاده أن “مشهد الطامحين إلى الرئاسة في بكركي كان في الوقت ذاته، مضحكاً مبكياً. فمن جهة يثير المشهد الضحك لدى رؤية من يفترض أنهم يتقدمون إلى مهمة سامية لتبوَُء الرئاسة في هذه المرحلة الصعبة، يتزاحمون للجلوس في الصف الأول لتلتقطهم الكاميرات للتشاوف والتباهي، وفي أي مناسبة؟، مناسبة ميلاد يسوع المخلص للمعذبين والمضطهدين الذي وضعته مريم في مزود بسيط في مغارة بيت لحم!”.
من التعليقات الطريفة، تلك التي تناولت “صورة جمعت 5 مرشحين إلى الرئاسة، وكأنهم في تظاهرة، وأخرى- بعد تلطيفها – مفادها بما معناه “يقطع كرسي الرئاسة شو بتذل”، وكثيرة هي التعليقات حول تظاهرة المرشحين إلى الرئاسة في بكركي في قداس عيد الميلاد، والتي يمكن أن تمرّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها ربما تكون قوية للنشر عبر وسائل إعلام رسمية لكونها تخدش الذوق العام”.
المهم وفق المراقبين، أن “التعليقات السلبية على زحمة المرشحين إلى الرئاسة في قداس الميلاد في بكركي، تعكس نبض اللبنانيين الفعلي، بأنهم ملّوا من الوجوه الصفراء أو الرمادية أو المتلونة، وهم يرفضون أن يتولّى موقع الرئاسة رئيس من طبقة “فرفكة الأيادي” بلا لون وبلا طعم، كما يرفضون بالتأكيد غالبية الأسماء المطروحة التي انغمس بعضها في موبقات المرحلة السابقة البائدة، أو تخاذل بعضها الآخر عن مواجهتها بشكل جدي واكتفى بالمواقف الرمادية التي كانت تصب عملياً لمصلحة الفريق الذي كان يهيمن على الدولة ويورّط لبنان بالحروب والخراب والدمار والفقر. بعد كل ما حصل من تطورات دراماتيكية، اللبنانيون يريدون في موقع الرئاسة رئيساً من طينة مختلفة، شجاعاً مقداماً صاحب موقف ورؤية وتجربة، صلباً في مواجهة كل المتطاولين على الدستور والقانون ومصالح الشعب اللبناني، لا رئيساً من فئة “مفرفك إيدين”.