هو مجرد عميل بكتيري مجهري لنظام الأسد البائد غير مرئي للنظر، ومع ذلك يحاول أن يُعطي لنفسه حجمًا أكبر بقليل كحجم الحشرة، من خلال التطاول على الرجالات الكبار.
كان في الحقيقة حجر داما صغير للنظام الأمني الاسدي ـ اللحودي البائد، لكنه أتقن بكل نفاقٍ ودجل لعب دور “النائب المعارض” لمجرد غش بعض الناخبين السطحيين السُذّج وبلوغ الموقع النيابي عبر أصواتهم، لاتخاذه غطاءًا في التهجم على الرئيس رفيق الحريري وتشويه سمعته منذ ذلك الحين، وصولًا الى تأليف وتدبيج مجموعة أكاذيب جمعها في كتابٍ واحد بعنوان “الأيادي السود”، فيما هو نفسه صاحب أكبر أيادي سوداء، وتاريخٍ اسود، ولسانٍ زفر أسود.
يدعّي العروبية فيما هو واحدٌ من “عضاريط” محور الممانعة المعادي للعرب والعروبة، ويمتلك لهذه الغاية لسانًا سليطًا بالقرف والنتانة، كلما تفوّه به أخرج منه “دررًا”، ولكن دررًا… عـضاريط!
اسمه نجاح لكنه يرمز الى كل ما هو فاشل، أخلاقيًا، وشخصيًا، وسياسيًا، واستراتيجيًا، يعيش في شرنقة أحقاد الماضي، ويحمل المظلّة عندما تُمطر السماء حريةً على الشعوب، ومع ذلك يُسمّي نفسه تقدميًا وتحرريًا!
يدعّي “الاستثقاف” والتنظير السياسي، فيما هو لا يصلح بأن يكون أكثر من مجرد “زقاقي” في حيٍ معتم “مقفي” لخارجين عن القانون، ساعدته الصدفة والوصولية في ركوب الموجة الناصرية بدايةً، وموجة المنظمات المسلحة الغريبة ثانيًا، موجة المخابرات الأسدية ثالثًا، حتى يطّل على اللبنانيين كرجلٍ سياسي “عليه القدر والقيمة”، منحدرًا بالسياسة الى أسفل ما يمكن أن تكون عليه. فالنعِم من هيك عضريط سياسة.
بلغت به النذالة حد القضاء على أحد زواّره خلال الحرب سنة 1987 من دون أي مراعاةٍ لحرمة منزله وحرمة الضيافة وحرمة التقاليد، بذريعة الدفاع عن النفس، متهمًا “القوات اللبنانية” بإرسال هذا الزائر، عامدًا بالتنسيق مع المخابرات الأسدية للتلاعب في ملف التحقيق، فيما كل الموضوع من أساسه كان يتعلّق بقضايا شخصية قذرة عالقة بينه وبين زائره المذكور، نربأ بأنفسنا عن تلويث هذا المقال بذكرها، ولا علاقة لـ”القوات اللبنانية” بها وبه وبزائره، لا من قريب أو من بعيد.
ولأنه مدمن سخافة، قال في مقابلةٍ أجراها أخيرًا “إن إسرائيل لمّا وصلت الى بيروت عام 1982 جابت هونيك واحد رئيس سخيف”.
الواضح كما يبدو أن قطع طريق إمداد الكابتاغون من سوريا الى لبنان، قد أوصل هذا الموتور الى نوباتٍ من الصرع والهلوسة، جعلته يتخيّل عظيمًا كبشير الجميّل، سخيفًا، ورخيصًا مثله هو، نزيهًا.
قعود عاقل وتأدب، وتأدب كمان، ولا تحاولن أيها القزم الصغير التطاول على القامات الكبيرة في هذا البلد، خذ العبرة من كل حاضرك السخيف وتاريخك السفيه ومستقبلك الفاشل والتعيس، وخذ العبرة من كل تاريخنا العريق، ومستقبلنا المشرق، وحاضرنا الشريف النزيه.
بشير الجميّل الذي تقول عنه “سخيف”، هو الرئيس الذي أعاد للبنانيين الأمل، وللدولة اللبنانية القوة، وللكرامة الوطنية المعنى، في عشرين يوم ويوم فقط من ولايته، فيما أنت وأمثالك من محور “غير السخفاء” لم تُبقوا حجرًا على حجر ولا ليرةً على ليرة ولا نَفَسًا على نَفَسًا طيلة 34 سنة من حكمكم المباشر، وغير المباشر، للبنان.
بشير الجميّل “السخيف” جعل مؤسسات الدولة تمشي مثل الساعة، وأوقف الفساد مثل السحر، فيما أنت وأمثالك من محور “غير السخفاء” اتخمتم الدولة بالديون وأفلستم الوطن من الأدمغة، بفعل النهب والسرقات والسمسرات وتغطية سماوات السلاح بقبوات الفساد، طيلة عقودٍ وعقودٍ من الزمن.
هل نسيت أيها العميل الصغير كيف أن المخابرات الأسدية وكل محور الشر والإلحاد والمنظومة الشرقية البائدة التي كنت تدور في فلكها، تجندّت بكل قوتها لمنع وصول المرشح الذي تُسميّه أنت بالسخيف الى رئاسة الجمهورية، وعندما فشلت في إعاقة وصوله، قامت باغتياله.
فإذا كان مجرد سخيف فعل بحافظ الأسد وكل محور الشر والإلحاد القديم ما فعله بهم، فكيف يكون غير السخيف إذًا بالنسبة لك أيها الفارغ السفيه؟
هل نسيت لقائك بضابط المخابرات السورية عشية جلسة انتخابات الرئاسة عام 1982، حين عرض عليك لائحةً بأسماء النواب الذي ينوي تهديدهم لتعطيل نصاب جلسة الانتخاب، طالبًا منك مساعدته في ذلك؟
فإذا كانت إسرائيل قد جاءت ببشير الجميّل الى الرئاسة، مثلما تدعّي أيها السخيف، فإن نظامًا مذهبيًا إرهابيًا ساقطًا كنظام الأسد حاول إعاقة وصوله، وعمل على اغتياله، وهذا بحد ذاته وسام شرفٍ كبير على صدر بشير الجميّل، وإثبات لنظرته البعيدة الثاقبة تجاه هذا النظام الملعون، عندما كان كثيرٌ من الناس يهللون له، وعندما كان أمثالك يعملون بالممنوعات لدى ضباطه لاسترضائهم، خصوصًا بعدما انكشفت حقيقة هذا النظام القذرة لكل العالم أخيرًا.
أما بعد، ربما كان بشير الجميّل سخيفًا، ولكن ليس للأسباب التي يعتقدها المهزوم نجاح واكيم، بل لأنه آمن بلبنان الـ10452 فيما قسمٌ من اللبنانيين لا يريدون هذا الوطن من أساسه؛ وآمن بإمكانية التعايش والمصالحة الوطنية الشاملة وطوي الصفحة مع عملاء من أشكال وألوان وأنواع نجاح واكيم الذين لا يمكن العيش معهم في وطنٍ واحد كما اثبتت كل التجارب منذ عام 1982 حتى اليوم؛ وآمن أن أي اتفاق مع إسرائيل يجب أن يمر عبر المؤسسات الشرعية اللبنانية، وليس عبره وحده، فيما غيره من أمثال نجاح واكيم ومحوره البائد يتفرّدون بإعلان حروب وتدمير أوطانٍ بأسرها كرمى لعين إيران وأنانياتهم المذهبية المتضخمة؛ وآمن أن استرضاء اللبنانيين الآخرين أهم بكثير من الاختلاف مع مناحيم بيغن، فيما مشكلة هؤلاء اللبنانيين الآخرين كما اثبتت التجارب لاحقًا، لم تكن يومًا لا مع بيغن ولا مع تحالف بشير والاسرائيليين، بل مع مفهوم الدولة القوية السيدة الحرة التي أرادها بشير وارادتها القوات.
لذلك، أيها المهزوم نجاح واكيم وكل من هو على شكلو شكشكلو، سنحرص هذه المرّة بالتأكيد على الا نكون “سخفاء” في نظركم، وعندها فقط ستترحمون ألف رحمةٍ على بشير الجميّل.