من النافل القول إن الأسعار في مختلف الأسواق اللبنانية، كانت ناراً حارقة لجيوب المستهلكين في لبنان، خصوصاً خلال الأيام التي سبقت عيدي الميلاد ورأس السنة، علماً أنه غالباً ما تكون الأسعار مرتفعة خلال هذه الفترة نظراً لكثافة الطلب والإقبال على الاستهلاك استعداداً للاحتفال بالأعياد.
مصادر تجارية واقتصادية لا تنفي، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الأسعار في فترة الميلاد ورأس السنة هذا العام، كانت مرتفعة إلى حدٍّ ما أكثر منها خلال السنوات الماضية في الفترة ذاتها”، عازيةً جزءاً من الأسباب إلى “ارتفاع أسعار السلع وكلفة الشحن والنقل والتأمين عالمياً، لكن من دون شك ربما هناك بعض الاستغلال من قبل بعض التجار الذين ربما رفعوا الأسعار بعض الشيء، فليس كل يوم عيد الميلاد أو رأس السنة، وربما للتعويض عن فترات الركود والانكماش الطويلة، على الأقل منذ سنة ونيّف، بسبب الحرب التي تورّط بها لبنان والخسائر الهائلة التي راكمتها عليهم وعلى الاقتصاد اللبناني بشكل عام”.
المصادر ذاتها تلفت، إلى أن “اللبناني ومهما كانت حالته المادية ووضعيته الاجتماعية، يصرّ على الاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة مهما كانت الأسعار مرتفعة، وربما هو يصرف خلال هذه الفترة من دون حساب وبعدها “ربّك بيدبِّر”، لكن المهم أن تحتفل العائلة ويفرح الأطفال، فهي فترة تعني له الكثير حيث تجتمع العائلة وتؤازر بعضها وتأمل وتتمنى عاماً جديداً أفضل، وهذا معروف عن طبيعة الشعب اللبناني”.
بالتالي تضيف المصادر: “في هذه الفترة يزداد الطلب على سلع كثيرة، والسوق عرض وطلب، فترتفع الأسعار تلقائياً بحدود معينة. لكن من الظلم القول إن كل الأسعار ارتفعت خلال فترة الأعياد، بل ربما أسعار العديد من السلع كانت أرخص عملياً”.
تتابع المصادر: “على سبيل المثال، تحصل عروض كثيرة خلال هذه الفترة، كأن يكون سعر كيلو اللحمة من صنف معين مثلاً في الأيام العادية 15 دولاراً، يكون هناك عرض لشراء كيلوغرامَي لحمة ب25 دولاراً، قِس على ذلك أسعار المشروبات الروحية والحلويات وغيرها، فيشتري المستهلك لأن العرض مغرٍ. هو عملياً يشتري هذه السلع بأقل من سعرها في الأيام العادية، لكنه يشتري بكمية أكثر من الكميات المعتادة وبالتالي يدفع أكثر، فيشعر بأن الأسعار أغلى هذه السنة لأنه دفع أكثر”.
المصادر نفسها، توافق على أن “قسماً من التجار يستغل فترة الأعياد لرفع الأسعار، إذ يعتبر أن القسم الأكبر من اللبنانيين سيشتري ويدفع للاحتفال بالأعياد مهما كانت الأسعار”، لكنها لا توافق على أن “ارتفاع الأسعار لدى معظم التجار، كان بالنسبة التي يشتكي منها بعض المواطنين”، متوقعة أن “تنخفض الأسعار بعد انقضاء فترة الأعياد، وأن تكثر العروض والتخفيضات على أسعار الكثير من السلع، ويعود السوق إلى استقراره كما في الأيام العادية”.