مع بداية العام الجديد وطي صفحة العام المنصرم، يبقى الملف الرئاسي الأبرز على الساحة الداخلية، إذ بدأ العد التنازلي الجدي لجلسة 9 كانون الثاني والتي من المتوقع ألا تغير أي شيء في المعادلة الداخلية في ظل تعنّت محور الممانعة ومحاولته المراوغة كما جرت العادة، مع تمسّكه بمرشحه في الملف الرئاسي الذي باتت حظوظه معدومة، أي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولكنه، للأسف، يحاول “شحذ” مكاسب خارجية للتنازل عنه علّه يعيد “توهّجه” في الداخل، ولو كان ذلك مستحيلاً.
في هذا المجال، تشير الأوساط المتابعة بدقة لمسار الاستعدادات ليوم 9 كانون الثاني عبر “النهار” إلى أن المرشحين الكبار ليسوا محسومين بدليل أن الثنائي الشيعي الذي يرفض ترشيح قائد الجيش يقبع عند غموض غير مفهوم لجهة تمسكه بترشيح فرنجية على رغم تراجع فرصة الأخير حتى حدود الانعدام، ولكن الثنائي يبدو كأنه ينتظر عرضاً “دولياً” استثنائياً يعوّم مكانته التي تراجعت بقوة مع الضربات التي تلقاها “الحزب” لكي يبقي صورته كممر الزامي لأي استحقاق داخلي مثل الملف الرئاسي.
في السياق عينه، وبحسب “نداء الوطن”، حتى الساعة لا مؤشرات توحي بنضوج نهاية سعيدة في ملف الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً أن “الحزب” لا يزال يتصرف وكأن لا تغييرات كبيرة حصلت في لبنان والمنطقة، ولا يريد الخروج من سلوكيات ماضي حقبتي الاحتلال السوري والهيمنة الإيرانية في لبنان. فهو يتمسك بسلاحه رغم وضوح اتفاقية وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني المنصرم، ويريد رئيساً بمواصفات الماضي بدليل استمراره بترشيح ممثل صريح لحقبة الممانعة هو سليمان فرنجية. وهذه المواقف تعني أنه يفضل تأجيل الملف الرئاسي بانتظار معطيات تتيح له فرض المزيد من الشروط.
تشير مصادر لـ “نداء الوطن” إلى أن الضبابية والتكتم الحاصلين وعدم كشف الأوراق قد تفضي إلى جلسة لن يتصاعد منها الدخان الأبيض الخميس المقبل.
عزز هذا الاحتمال ما صرح به وزير الداخلية بسام مولوي حيث لم يستعبد إمكان تأجيل الملف الرئاسي إلى ما بعد الخميس المقبل.
تضيف المصادر أن استمرار الانسداد الحاصل رئاسياً، قد يؤدي إلى بحث جدي بضرورة حصول انتخابات نيابية مبكرة تؤدي إلى فرز قوى سياسية تطوي وجوه المرحلة السابقة التي جعلت لبنان يتراجع على المستويات كافة.
في الموازاة، قال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب الدكتور فادي كرم لـ”اللواء” حول الملف الرئاسي وجدية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالترشح ومتى يمكن ان يعلنه رسمياً: ان ترشيح الدكتور جعجع دائماً جدّي انطلاقاً من انه الاكثر تمثيلاً مسيحياً ورئيس اكبر تكتل نيابي، ولديه رؤية ويمتلك مقومات وصفات الرئيس الصلب القادر على ان يدير البلد ويحترم سيادته ويحقق الاصلاحات. من هذا المنطلق ترشيحه دائم وجدّي وطبيعي.
واستدرك كرم قائلاً: لكن لن يعلن الدكتور جعجع ترشيحه حاليا بالطريقة التقليدية، لأن ترشيحه إن لم يكن مؤمّناً بتأييد الكتل النيابية الواسعة يكون ترشيحاً لا معنى له. لذلك جرى بحث هذا الامر مع بعض الكتل، وابدى عدد منها إيجابية تجاه هذا الموضوع، وهي تدرس الوضع، واذا تبنوا ترشيح جعجع لجلسة الانتخابات الرئاسية يبلغوننا هذا الامر. عندها ندرس كيفية الاعلان عن هذا الترشيح. لكن حتى الان لا يمكن ان نقول ان هناك إجابات واضحة.