“يلي استحوا ماتوا”! (ميشال طوق)

حجم الخط

“غريبين هالجماعة”، لم نعد قادرين على الانحدار في التفكير لنلحق بهم، وكل مرة نظن أنهم وصلوا في تفكيرهم إلى القعر، نتفاجأ بأن هناك قعراً تحت القعر.

في خضم النكبة التي استجلبوها على أنفسهم وعلى بيئتهم، وعلى كل لبنان، وفي الوقت الذي يُفترض بهؤلاء أن يخجلوا من أفعالهم ويعمدوا إلى فتح صفحات جديدة مع كل الأفرقاء المختلفين معهم وعنهم، يأبى فكرهم التدميري التعصبي أن يخرج من قوقعته المتزمتة الماورائية التي تمجّد نفسها مع كل مساوئها وخطاياها المميتة، وتتجنّى على الآخرين ولو بالكذب والتدليس والتدجيل.

كنا ننتظر من هؤلاء أن يخرجوا على الشعب اللبناني بخطاب جديد يعتذرون منه، ومن بيئتهم أولاً، على الفشل الذريع في حمايتها والدفاع عنها وعن القرارات الخاطئة الفاشلة التي أوصلت إلى كل هذا القتل والخراب والتدمير.

كنا ننتظر من هؤلاء أن يقدّروا روح التضامن التي ظهرت يوم هجّروا ناسهم من بيوتهم وضيعهم التي سُوِّيَت بالأرض، ويتعاملوا بالمثل مع كل الفئات التي احتضنت إخوانهم في الوطن، بكل محبة وأخوّة بعيداً عن كل الخلفيات الدينية والسياسية والعقائدية.

هذا ما كنا ننتظر من هؤلاء الذين دمّروا كل ما وقعت عليه أيديهم، من الاقتصاد إلى السياحة إلى القضاء إلى مؤسسات الدولة… وصولاً إلى التدمير الفعلي للقرى الشيعية التي أصبحت بيوتها مدمّرة على رؤوس المئات من سكانها المفقودين تحت الركام، لكن كل هذا لا يدخل في قاموس هؤلاء المتزمتين المتعصبين الماورائيين الذين أعمى الحقد بصرهم وبصيرتهم.

خرج علينا من استفاق من غيبوبته الجسديه ولا يزال في غيبوبة الفكر والمنطق والتاريخ، ليحاضر علينل ويطبّق المثل الذي يقول، “يا فلانة، شيلي يلي فيكي وحطيه فيي!”.

بالمختصر الذي يستحقه الرد على هؤلاء، “مشروعكم التدميري هو الذي دمّر لبنان ولا يزال، منذ وجوده حتى اليوم، بحروب هذا المشروع المدمّرة مع أحزاب الحركة الوطنية وتصفية قياداتها، بحروبه الفاشلة مع إسرائيل، وأفشلها هذه الحرب الأخيرة التي دمّرته ودمّرت منظومة قيادته من رأس الهرم إلى أسفله، ودمّرت منظومته الأمنية والعسكرية وقضت على معظم سلاحه الذي كان يتغنّى به، ودمّرت بيئته وشرّدتها في كل الأصقاع تبكي بيوتها المدمّرة وأرزاقها المحروقة!.

مشروعكم هو مشروع الحروب بامتياز ولا حياة لهذا المشروع من دون الحروب التي يعيش على وقودها، وللأسف كلها حروب فاشلة بالدليل والبرهان والنتائج، تماماً كحروب حليفكم الفاشلة والمدمرة.

أنتم تتكلمون عن الفتنة والفتنويين؟. يا أخي والله العظيم “يلي استحوا ماتوا!”. إذا كان للفتنة ربّ، فأنتم ربّها، وإذا كان للفتنة مصدر، فأنتم مصدرها ونبعها الدافق، وإذا كان للفتنة صورة، فأنتم صورتها السوداء المظلمة القاتمة!.

لم تتركوا فعلاً واحداً يؤدي إلى الفتنة إلا وقمتم به!. من وقوفكم مع المحتل السوري ضد اللبنانيين الآخرين، إلى كل الإغتيالات والتصفيات والتهديدات والتعديات والسلبطات والبهورات… لا يحق لكم ولا بأي شكل من الأشكال أن تتّهموا غيركم بالفتنة وأنتم ملوكها وملاليها.

أخيراً وليس آخراً، يا ليت بطولاتكم الوهمية اليوم وتهديداتكم الفارغة قرّشتموها صموداً على أرض الواقع في مواجهة العدو!. من المعيب بعد كل ما جرى والفشل الذريع في مشروع دفاعكم وحمايتكم، وموافقتكم المذلّة على وقف إطلاق النار بأي ثمن، أن تأتوا اليوم وتهدّدوا اللبنانيين وتستقووا عليهم، تارة بالتذكير ب 6 شباط و7 أيار وبكل محطات الخزي والعار…

كل هذا لم يعد ينفعكم، وحتى في عزّ قوّتكم سابقاً لم يكن له أي مفعول على كل اللبنانيين الأحرار، والدولة اللبنانية ستقوم رغماً عن كل من لا يريد قيامها، ولن نرضى بأقل من ذلك ولو قيد أنملة، فاستفيقوا من غيبوبتكم التي طالت، وتيقّنوا وتأكدوا أن هذا المشروع الماورائي التدميري، انتهى إلى غير رجعة.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل