هل تريدون دولة؟ (الدكتور جورج شبلي)

حجم الخط

في أيام لبنان الدقيقة، والبلاد مهشمة، والشعب يترقب خوفا من أمر يأتي، ربما يكون عودة للحرب المقيتة وتداعياتها التي لا تحتمل من خراب ودم، وربما يكون بتسمية، ولا أقول بانتخاب، رئيس للجمهورية مدجن، دمية تدار بخيوط قريب او بعيد او كليهما معا… نعم، في هذه الأيام الحاسمة، وهي حاسمة لأنها تشكل الفرصة الوحيدة والأخيرة لنقل الوطن من جهنم الى الوجود الكريم، ينتظر الناس حدثا جللا، ومن حقهم ان ينتظروه، فعلى يديه أي مصير، وفي عينينه أي مستقبل؟

الحدث هو التاسع من كانون الثاني، فانتخاب رئيس للبلاد هو حدث الأحداث، والحوادث، إذا حصل، أو إذا تم تأجيله لأي سبب. ومع رجائي الأكيد بأفول شمس التاسع من الجاري على بزوغ فجر جديد للبنان، برئيس كما يريده اللبنانيون المتعطشون الى الدولة والنظام، أرفض رئيسا، واللبنانيون يرفضون معي، رئيسا يكون صورة محنط في برواز لقب.

واستنادا الى الثوابت الوطنية، والى قناعة الشعب بالتغيير ( الجدي هذه المرة )، والى الأمل بالعبور من الجحيم الى النور، ينبغي، وهذا أمر محسوم، انتخاب رئيس للجمهورية يرفض السيادة المنكوبة بتدخل معروف الهوية والأهداف، وذلك لاستمرار انتداب ايراني بذراع بلدية استقوائية دمرت البلاد، ويرفض الخنوع بالتسويات، ويرفض تنصيب ورثة الشيطان في مواقع القيادة في الدولة، ويرفض شريعة الغاب وجمهورية الموز، ويرفض الوصوليين الاستغلاليين الفاسدين الصفقاتويين، ويرفض تحول الوطن الى نقيض ما بني عليه من مبادئ الحرية والولاء والكرامة والحق في تقرير المصير…

من هنا، نريد، وباختصار ، ولا عودة عما نريد، رئيسا جريئا، حكيما، يعيد تكوين الدولة القادرة، الباسطة سلطانها وقانونها على كامل مساحتها، رئيسا يضرب منظومة العمالة ونحر مشروع الدولة، رئيسا يتزعم النقلة النوعية لتحقيق قيامة لبنان، ويعيد عقارب الزمن الى عصر كرامة الوطن…

إن رجاء اللبنانيين هو رئيس مواجهة، حكيم يقدم غصن الزيتون لمن يولي لبنان ولاء وإخلاصا، ويفقأ بشوك الغصن نفسه، عيني من يتطاول على كيان الوطن ، فإلى جهنم مصيره…

خبر عاجل