لماذا يمسك رئيس المجلس بيد الرئيس المنتخب لإلقاء خطاب القسم؟

حجم الخط

بعد أكثر من سنتين على الشغور الرئاسي، تتجه الأنظار اليوم الى مجلس النواب أولًا والى قصر بعبدا ثانيًا الذي نفض عنه غبار الشغور استعدادًا للمرحلة المقبلة. كل شيء جاهز لمواكبة عملية الاقتراع، في ساحة النجمة كما في القصر الجمهوري. فتح البرلمان أبوابه، وبدأ النواب، كما الصحافة المحلية والعالمية بالتوافد. داخل القاعة، يتشوق اللبنانيون لسماع مطرقة رئيس المجلس نبيه بري، لإعلان اسم الرئيس الجديد. صوت اعتادوا على سماعه لكن وقوع صداه على أذانهم هذه المرة مختلف، إذ يأتي بعد مخاص طويل في محاولة بناء الجمهورية. صندوق الاقتراع المثبت في وسط القاعة، جاهز بدوره لاستقبال أوراق النواب، التي توزّع عليهم مداورة، وبعد أن يسمع النائب اسمه يأتمن الصندوق صوته. الميكروفونات أمام رئيس المجلس والنواب “شغَالة”، حتى يصل الصوت عاليًا، كذلك الإضاءة تعمل بشكل طبيعي علّها تنير عقول بعض المقترعين.

وحدها الشاشة العملاقة في المجلس بقيت معطلة منذ انفجار مرفأ بيروت، ولم تلحقها لا مطرقة الصيانة ولا مطرقة الرئيس، أما القاعة العامة وغرفة الصحافة فجهزتا بشاشات لمواكبة جلسة الانتخاب وفرز الأصوات ووقائع الكلمات.

مجلس النواب اليوم لن يكون فقط لأبناء البيت، انما سيستقبل شخصيات من سفراء ومسؤولين محليين وأجانب، يتخذون من الـBalcon مكانًا لمواكبة جلسة الانتخاب.

الأسماء رست بشكل واضح على قائد الجيش العماد جوزيف عون، لكن عون، إن كان الرئيس العتيد، لن يكون قادرًا على حضور جلسة انتخابه، وهو سينتظر في مكان قريب من ساحة النجمة، يراقب وقائع اسمه وهو يتردد على الشاشات. وفي حال صدحت مطرقة رئيس المجلس معلنة انتخابه، يصطحب بري الرئيس المنتخب بعد إعلان فوزه لأداء اليمين وإلقاء خطاب القسم ببدلة مدنية، لأنه في الأعراف الرسمية، إذا كان الرئيس المنتخب غير نائب يتم اصطحابه من قبل رئيس المجلس كما حدث مع الرئيس ميشال سليمان في الـ2008، أما إذا كان الرئيس المنتخب نائبًا يتم الإعلان عن فوزه ويؤدي اليمين مباشرة أمام المجلس.

بعد الانتهاء من مجلس النواب، يتوجه الرئيس الى قصر بعبدا الذي بني عام 1956. هو الرئيس الرابع عشر للجمهورية والخامس كقائد للجيش. هناك ستشخص عيون اللبنانيين مجددًا الى مقر رسمي، هو رمز الجمهورية اللبنانية، يعاني مع كل خضة في البلاد من فراغ “قاتل”. على السجادة الحمراء يدخل الرئيس العتيد ويحمل معه قضية دولة ومؤسسات، صار لزامًا أن يتم بناؤهما.

وما إن يضج القصر بساكنيه الجدد، حتى تعود اليه الحياة. زوار ومهنئون وحركة دبلوماسية ولقاءات وعلم يرفرف عاليًا، ونافورة اشتاقت الى الحياة والاستقبالات.

وبما أن “الجنة من دون ناس ما بتنداس”، أنجزت كل أعمال الصيانة في القصر، وجهزت كل مواقعه على صفحات التواصل الاجتماعي لتكون حاضرة في نقل نشاطات الرئاسة الأولى.

يبقى أن ينتخب الرئيس حتى تستقيم الحياة السياسية، فهل سيفرح اللبنانيون اليوم برئيسهم الرابع عشر، أم أن قطبًا مخفية ستضع لبنان واللبنانيين وكل الصيانة في مقري مجلس النواب وقصر بعبدا في مهب الانتظار؟

إقرأ أيضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل