بعد عامين وشهرين من التنكيل بالدستور والتعذيب بالشعب اللبناني، تتركز الأنظار على ساحة النجمة في لبنان اليوم، تحديداً على جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. رئيس طال انتظاره وبات من المُلحّ الإتيان به ولو بعد حين. من هنا، شكّل موقف المعارضة وعلى رأسها حزب القوات اللبنانية رأس حربة في ملف انتخاب رئيس للجمهورية حيث اجتمعت في معراب لتصدر موقفاً واحداً جامعاً يتبنى ترشيح العماد جوزف عون.. لكن هل من قطبة مخفية في الساعات الأخيرة قبل الحسم الرئاسي؟
في السياق، أفادت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنه مع إعلان العدد الأكبر من الكتل النيابية دعمها لقائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية ارتسم القسم الأساسي من مشهدية هذا الاستحقاق، في حين أن قرار الثنائي الشيعي من شأنه أن يكمل الصورة حول السيناريو المتصل بجلسة الانتخاب اليوم، لافتة إلى أن الساعات المقبلة تعد أطول ساعات لجهة احتساب الأصوات الـ86 التي يتم فيها تفادي كأس الطعن.
كما أشارت هذه المصادر إلى أن هناك اختبارا للنواب حول مصير الجلسة، وهناك سؤال يتردد هل أن قائد الجيش العماد جوزف عون امام قاب قوسين أو أدنى من انتخابه ام أن هناك رغبة مبيتة في عدم وصوله إلى الرئاسة وأوضحت أن اختيار المعارضة الواحد أحال القرار للثنائي الشيعي.
كما دعت المصادر نفسها إلى انتظار اللحظات الفاصلة عن الانتخاب وما قد يحصل خلالها من تعويل على الاتصالات، وتبقى النتيجة واحدة: الجلسة مستمرة.
أما بحسب “نداء الوطن”، ورغم التفاؤل الذي ساد طوال نهار أمس مع توالي تأييد الكتل له، فبدد هذا التفاؤل غموض مواقف “الثنائي الشيعي” والتيار الوطني مع حلول المساء، وعدنا إلى دوامة التفسيرات الدستورية. في كل حال لا يزال الزخم قوياً لنتيجة مرضية اليوم إلا إذا أخرج الرئيس بري ما تبقى لديه من أرانب في كميه.
تطورت الأمور بسرعةٍ مذهلة بهدف انتخاب رئيس للجمهورية أمس مع عودة الموفد السعودي إلى لبنان الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان إلى بيروت، وكان واضحاً أن المملكة التي سمَّت العماد عون لن تتراجع، وما على الرافضين والمعترضين، سوى مراجعة حساباتهم.
كما بحسب “النهار”، قد يكون المشهد أقرب الى “انقلاب” ضخم في الوقائع السياسية والديبلوماسية كما على الفراغ الرئاسي أدى خلال ساعات الامس فقط، ووفق معلومات موثوقة لـ”النهار” الى تثبيت اسم العماد جوزف عون وحده، بلا منافس او بديل، مرشحاً حصرياً لرئاسة الجمهورية اليوم اذ نقل عن موفد قوله “جوزف عون ولا خطة ب” فيما نسب الى موفد اخر قوله “جوزف عون او لا احد”. وبقيت العقدة الوحيدة التي تتواصل الاتصالات لتذليلها وهي الطريقة التي ستعتمد لمحاولة “ملاقاة” الفريق الثلاثي “امل” و”الحزب” و”التيار الوطني الحر” لحالة شبه إجماعية تشكلت بسرعة مذهلة امس لإنهاء الفراغ الرئاسي عبر تراصف الكتل النيابية والنواب من شتى الاتجاهات وراء قرار تزكية انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية.
سيناريو الجلسة الـ 13 لانتخاب رئيس الجمهورية اليوم لم تكتمل كل فصولها لكون عقدة التوافق الشامل على انتخاب عون لم تذلّل نهائياً في انتظار ما قد يبادر رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم الثنائي الشيعي الى اعلانه قبل الدورة الاولى او بعدها، علما ان بري لم يطلق اي مؤشرات استباقية بل ظلّ يردّد انه مع التوافق ولم يبدل رأيه. ولكن المؤكد ان مواقف الكتل التي اعلنت امس شكلت أكثرية وازنة جداً لمصلحة العماد جوزف عون قد تصل الى 74 نائبا الامر الذي سيشكل ثقلاً سياسياً انتخابياً ذا خلفية لبنانية ودولية في حضور عشرات السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية والموفدين الفرنسي جان ايف لودريان والسعودي الامير يزيد بن فرحان، وهو ثقل يفترض ان يضع فريق الأقلية امام خيارين: إما مناهضة هذا التيار الجارف لمصلحة انتخاب عون وإنهاء الفراغ الرئاسي وإما مماشاته وملاقاته.