“موقف من موقف”: حين يسقط منطق الممانعة

حجم الخط


يُظهر السيّد عبد الله قمح في كلّ مرّة أنه قادر أن يتفوّق على نفسه، وآخر إنجازاته غير “المنطقيّة” رسّخها اليوم في مقال على موقع “ليبانون ديبايت” بعنوان “الرئيس بالإكراه” الذي حمل مجموعة نقاط بعيدة كل البعد من المنطق. ولعلّ أبرزها هي النقطة التي اعتبر فيها أن ” رئيس حزب القوات سمير جعجع خاسرٌ، أولاً لعدم نجاحه والمعارضة في فرض وصول الرئيس بمعزل عن دعم الثنائي الشيعي له، وثانيًا لسقوط فكرة تحوّل جعجع إلى صانع رؤساء يعزّز إمكانية طرح نفسه شريكًا للرئيس في الحكم، وثالثًا لعدم قدرته على فرض الرئيس وفق رؤيته، ورابعًا لسقوط حلم رئاسته شخصيًّا.”

يهمّنا أن نوضح للسيّد قمح أن الخاسر الأكبر هو مَن كان يؤيد رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية للرئاسة الأولى. الخاسر هو مَن كان يراهن على تقاطعات تأتي بهذا المرشّح الخاسر أو ذاك لتولي رئاسة الجمهوريّة. ببساطة، على السيّد قمح أن يتذكر مَن كان يقف وراء ترشيح عدّة شخصيات معروفة للبنانيين، ولن نأتي على ذكرها اليوم، فيعلم عندها مَن هو الخاسر الفعليّ. وبالمناسبة نسأل السيّد قمح، هل كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مرشحاً أصلاً، لتعتبره خاسرًا؟

سيّد قمح، نسألك أيضًا: أليس لل 71 صوت التي حشدتها المعارضة للعماد جوزيف عون، بالتعاون مع الكتل الأخرى، التأثير الأكبر والأقوى على انتخابه؟ ألم تخلق هذه الأصوات إجماعًا في الشكل والمضمون واندفاعة جديّة وقويّة لإيصال عون الى سدّة الرئاسة؟

نذكّر أيضًا السيّد قمح أنّ القوّات اللبنانية ومنذ اللحظة الأولى لم تُعارض ترشيح العماد جوزيف عون، ككتلة “الوفاء للمقاومة” وكتلة “التنميّة والتحرير” وكتلة “لبنان القويّ”، لا بل قامت بكل ما يلزم لحماية هذا الترشيح وعملت من ضمن مسار متكامل مع المعارضة لإنجاحه. بالطبع كان “للقوات” بعض الأسئلة أرادت أن تناقشها مع العماد جوزيف عون قبل الانتخاب، وقد حصل ذلك.

في النهاية، نريد أن نُذّكر السيّد قمح أنّ منطق “القوّات” هو الذي ربح في انتخاب الرئيس، أولاً من حيث الشكل وآلية الانتخاب بدورات متتالية، الامر الذي كانت تنادي به “القوّات” منذ اللحظة الأولى، مقابل دعوات “الحوار” غير المجديّة والتي أثبتت الأيام أننا بغنًى عنها وأن طرحها لم يكن الا لإضاعة الوقت أملاً بإيجاد فرص “التوافق” على إسم مرشح “الممانعة”، الأمر الذي سقط سقوطًا مدوّيًا.

سيّد قمح، اقرأ جيّدًا خطاب القسم، ستعرف بوضوح من هو الخاسر الأكبر.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل