بأكثرية 99 صوتاً من أصل 128 انتخب مجلس النواب في الدورة الثانية من جلسته الانتخابية برئاسة رئيس المجلس نبيه بري قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية الـ14 في الدولة اللبنانية. انتخاب جوزيف عون شكل نقطة تحول في الشكل والمضمون، فعلى الرغم من الانقسامات العامودية داخل الدولة، استطاع الرئيس جمع كافة اللبنانيين تحت راية الوطن وتحت الراية الثلاثية الذهبية: “شعب جيش دولة”. أما من حيث المضمون، فكان خطاب القسم نقطة انطلاق نحو لبنان جديد خال من مفردات فُرضت على اللبنانيين مثل “المقاومة، السلاح غير الشرعي وغيرها من المفردات الأخرى الذي ولّى الزمان عليها.
في هذا المجال، كشفت مصادر مطلعة على آخر التطورات التي سبقت جلسة الانتخاب عبر “نداء الوطن” عن أن “القوات اللبنانية” قامت بجهد استثنائي لتسهيل طريق الرئيس جوزيف عون إلى بعبدا.
أشارت المصادر إلى أن “الجميع يعلم جيداً أن التمديد للعماد جوزيف عون، قائداً للجيش، ولمرّتين كان أساسهما تكتل “الجمهورية القوية” الذي شكل رأس حربة في التمديد، الأمر الذي شكل قاعدة أساسية لاستمراريته في قيادة المؤسسة العسكرية، مما ساعده على البقاء في موقعه، موضع ثقة باقي اللبنانيين به والدول الصديقة للبنان إلى أن نال دعمهم في الانتخابات الرئاسية”.
من هنا، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنه مع انتخاب الرئيس جوزيف عون تنطلق مرحلة سياسية جديدة حدد معالمها في خطاب القسم الذي تلاه ويتطلب استثماره عملا سياسياً وحكومياً ونيابياً واسعاً ، وأشارت إلى أن أهداف وضعها نصب عينيه ويعمل على تحقيقها في وقت لاحق.
اعتبرت هذه المصادر أن اولى اختبارات انطلاقة العهد هو ترجمة التعاون في تأليف الحكومة مع العلم أن اسم رئيس الحكومة بات يتردد وهو الرئيس نجيب ميقاتي من دون أي حسم.
أما في ما خص ردود الفعل الخارجية، فنقلت “النهار” عن مصدر فرنسي رفيع المستوى وصفه خطاب الرئيس جوزيف عون بأنه خطاب قوي، ولفته الى أن الرئيس جوزيف عون لم يذكر في خطابه كلمة “المقاومة “. وأضاف المصدر أن أسباب قناعة اللجنة الخماسية بجوزيف عون للرئاسة أن أعضاء اللجنة رأوا أن هناك ضرورة أن يكون على رأس البلد رجل نزيه قادر على الحصول على ثقة دولية ويقود البلد إلى القيام بالإصلاحات الضرورية في القطاع الاقتصادي والمالي والطاقة، وجوزيف عون يملك هذه المواصفات إضافة إلى أنه شخصية من خارج تنافس الأطراف والأحزاب في بلد يشهد فقراً متفاقما وهجرة للشعب.
نوّه المصدر نفسه بدور الخماسية في الدفع إلى انتخاب رئيس وفرنسا كان دورها مهماً مع جهود أساسية من السعودية التي تدخلت بشكل أساسي لدفع الانتخاب. وعن انخراط السعودية المتأخر ولكن الحاسم في لبنان شرح المصدر أن السعودية كان لها تقليدياً دور كبير في ماضي قريب في لبنان خصوصاً مع الطائفة السنية لكن عندما تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد وشهد فشل الطبقة السياسية اللبنانية في الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية في البلد اعتبر أنه من الصعب أن يعمل لمساعدة هذه الطبقة.