رفض رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، الشائعات التي تقول إن مقر إقامته الرسمي، المعروف بـ”كانتي”، مسكون بالأشباح. المقر، الذي يقع في قلب العاصمة طوكيو، يتمتع بتاريخ طويل ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1929. كان هذا المبنى شاهدًا على العديد من الأحداث السياسية والعسكرية المهمة في تاريخ اليابان، من بينها محاولة الانقلاب العسكري الشهيرة عام 1936، التي شهدت مواجهات عنيفة وسقوط قتلى داخل جدرانه. هذا التاريخ المليء بالأحداث أسهم في انتشار الاعتقاد بوجود نشاط خارق للطبيعة في المبنى.
على مدى سنوات، تجنّب العديد من رؤساء الوزراء السابقين الإقامة في المقر، وفضلوا البقاء في منازلهم الخاصة أو أماكن أخرى. ورغم أنهم كانوا يبررون ذلك بأسباب شخصية أو لوجستية، إلا أن الجمهور لطالما ربط الأمر بالشائعات المتعلقة بكون المقر مسكونًا. وقد أضافت تقارير عن أصوات غريبة وأحداث غير مفسرة إلى هذه الاعتقادات. في الثقافة اليابانية، هناك ارتباط قوي بين الأماكن التاريخية التي شهدت صراعات أو مآسي وبين الاعتقاد بوجود أشباح أو أرواح عالقة.
رغم هذه السمعة المثيرة للجدل، أعرب كيشيدا عن حماسه للانتقال إلى مقر الإقامة الرسمي، مشددًا على أهمية التقاليد والدور الرمزي للمبنى. وأوضح في تصريحات إعلامية أنه لا يخشى الأشباح، وأن قراره بالانتقال يعكس التزامه بالمسؤولية واستعداده للتعامل مع التحديات بروح مرنة. كما أكد أن وجوده وعائلته في المقر سيحقق له نوعًا من الاستقرار الشخصي الذي يساعده على التوازن بين مهامه كرئيس للوزراء وحياته العائلية.
هذا القرار أثار اهتمامًا كبيرًا في وسائل الإعلام وبين المواطنين اليابانيين. بعض المحللين رأوا أن خطوة كيشيدا تعكس نهجًا عمليًا يعكس شخصيته كقائد يسعى لكسر الحواجز الثقافية والشائعات المرتبطة بالماضي. كما اعتبر آخرون أن قراره يرسل رسالة رمزية حول أهمية الحفاظ على التراث والتقاليد، حتى في ظل الشائعات والخرافات.
في النهاية، يبدو أن كيشيدا يستخدم هذه الفرصة لإظهار شجاعته ومرونته، مؤكداً أن العمل السياسي لا يجب أن يتأثر بالشائعات والخرافات. قراره بالانتقال إلى “كانتي” يعكس رؤية قيادية تتخطى المخاوف التقليدية وتؤكد على الالتزام بالمبادئ والأهداف الوطنية.