ضيفي في “Call 2 face” هذا الأسبوع رئيس حركة التغيير إيلي محفوض.
سر
سر سياسي من إيلي محفوض
ليس سراً إنما معطيات وقراءة واقعية وموضوعية للمتغيرات الكبيرة التي تحصل في لبنان، بات واضحاً أن شكل الحكومة، أسماء الوزراء وهويتهم، لا يمكن أن يكونوا إلا على صورة ومثال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. بالتالي، هناك أسماء قد تحدث مفاجآت أمام الرأي العام، ومنتظر من هذه الحكومة، لا اجتراح العجائب فحسب، إنما سنشهد على عمل كبير سيؤتي بثماره على كل المستويات.
بين الرئاسة والحكومة
*كيف يقرأ إيلي محفوض التطور السياسي البارز الذي تمثل بانتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية وبتكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة؟
بعد عقود من الزمن من التمدد الاخطبوطي للميليشيات الإيرانية، ومنها لبنان، إذ كان الإيرانيون يقولون إنهم يحكمون السيطرة على 4 عواصم عربية ومن ضمنها بيروت، من الواضح أن انتخاب الرئيس عون واختيار رئيس الحكومة المكلف سلام جاء لينسجم مع عودة لبنان إلى طبيعته ومحيطه وطبيعة علاقاته، وهذا الأمر سينسحب على كل المؤسسات.
مع انتخاب عون واختيار سلام استعدنا حريتنا واستقلالنا والمؤسسات تتحرر، والجمهورية اللبنانية التي كان ثمة حلم بتحويلها إلى جمهورية مستوردة من الخارج بمشروع ديني راديكالي، سقط هذا المشروع إلى غير رجعة.
*من الخاسر الأكبر والرابح الأكبر في السياسة برأي إيلي محفوض بعد ظهور معالم المرحلة الجديدة؟
ثمة ناس تحب الربح والخسارة، فريق “الحزب” وجماعته يعيشون على هذا الهاجس، أما نحن ففي مدرستنا ومفهومنا ودستورنا وقانوننا، يربح لبنان، نحن كفريق لا نربح، وإن ربحنا نجيِّر ربحنا ونستثمره للبنان، لا كالفريق الآخر الذي عندما يخسر يحمّلنا المسؤولية كما يفعل الآن، دمَّر الجنوب ويقول “تعي يا دولة عمِّري”.
من ربح هو لبنان، الدولة والمؤسسات والشعب اللبناني كله، وأحد لم يخسر، ومن يريد لعب دور الخاسر فهو حرّ وهو من يتحمّل مسؤولية لعب هذا الدور.
*ما شكل الحكومة المقبلة، خصوصاً أن أوساط الثنائي الشيعي تشير إلى أن ثمة تفاهماً حصل بين الثنائي وبين رئيس الجمهورية يضمن له وزارة المالية؟
كل كلام عن تفاهمات أو سيناريوهات أو اتفاقات حصلت قبيل وبعد وقبل انتخاب رئيس الجمهورية، مردودة وكلام غير صحيح، وشكل الحكومة لا يمكنه إلا أن يشبه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، والوزراء عليهم أن يكونوا من هذه الطينة. كل الشخصيات التي اختبرناها سابقاً في الحكم، إلى غير رجعة، فمن برهنوا خلال تولّيهم السلطة العامة على فساد وإفساد وهدر وسمسرة لا يمكنهم أن يكونوا في الحكومة العتيدة، وسنشهد على أسماء وشخصيات تشرِّف الحكم وتكون على صورة ومثال ونموذجية العهد الجديد.
موقف الممانعة
*كيف يقرأ إيلي محفوض رفض رئيس الجمهورية جوزيف عون تأجيل موعد استشارات الثنائي الشيعي وتشديده على الموعد المعطى له سابقاً؟
فريق “الحزب” اعتاد على إعطاء الأوامر، وما حصل في القصر الجمهوري من إصرار على إبقاء موعد الثنائي في وقته كما صدر عن الرئاسة، يردّني إلى ما فعله وفيق صفا عندما كان يهدِّد من المطار، أما اليوم فيقف على رصيف إحدى طرقات المطار.
“بدهم يتعوَّدوا الشباب شوي شوي” أن عجلة الدولة بحكم القانون والدستور تتفوَّق على كل العنتريات الصغيرة التي كانت تمارسها الميليشيات، وكما قال الدكتور سمير جعجع “game over”، عليهم أن يعرفوا أن المقاييس انقلبت لناحية ديمومة واستمرار الدولة.
*كيف يعلق إيلي محفوض على ذهاب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد إلى التلويح بالميثاقية في تشكيل الحكومة العتيدة؟
الشباب يفهمون الميثاقية على ذوقهم ووفق مصالحهم، فلا يمكنهم استعمال موضوع الميثاقية فقط عندما يشعرون أن مصالحهم بخطر. أحد منهم لم يحترم الميثاقية إنما العكس، فالميثاقية تعني المسلمين والمسيحيين في لبنان، وأعتقد أن من انتخبوا الرئيس عون أو سمّوا الرئيس المكلف سلام يشكلون كل الشرائح في لبنان.
عليهم تغيير النغمة لأنها سقطت، فالقطار “ماشي”، من يلحق ينضم إلى ركاب الدولة ومؤسساتها، أما من يختار المناكفة فليجلس جانباً ويترك الآخرين يعملون.