“الدائرة الثقافيّة” تستذكر الرسام صليبا الدويهي: العالمي بموهبة لبنانية

حجم الخط

لا يمكن للدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية”، إلا أن تتوقف عند ذكرى رحيل الرسّام اللبناني العالمي صليبا الدويهي، لتتأمل في سيرته اللامعة ولوحاته الفنية التي رفع بها إسم لبنان عاليًا في العالم.

وُلِدَ الدويهي عام 1913، تعلّم القراءة والكتابة في مدرسة تحت أشجار الجوز في مار بطرس- إهدن. كان المعلّم بطرس الدويهي قاسيًا جدًا على التلاميذ، إلا أن الطالب صليبا لم يكن مخيبًا للآمال.

انتقل بعدها إلى مدرسة الفرير في زغرتا وكان يقوم بنسخ صور عن كتب “لافونتين” وغيره. أما نقطة التحوّل الاساسية لصقل موهبته فكانت عندما اقترح أحد الرهبان أن يبدأ الدويهي التعرّف على فن الرسم تحت إشراف الفنان حبيب سرور، وبالفعل أعجب الأخير برسومه ونصحه بمزيد من التدريب والدرس.

في العام 1932، أوفدته الحكومة اللبنانية على نفقتها للدرس في باريس حيث إنضم إلى أكاديمية الفنون الجميلة العليا، وهناك شارك في معارض من بينها معرض الفنانين الفرنسيين.

بقي صليبا متمسكًا بالأصول الكلاسيكية البصرية التشكيلية إلى أن انتهت دراسته في باريس وعاد إلى لبنان عام 1936. وهنا تركّز نشاطه على استلهام الطبيعة اللبنانية، فقام بتصوير القرى والمنازل والأودية والأديرة والفلاحين، قبل أن يذهب إلى بيروت وافتتح محترفًا في شارع محمد الحوت.

بدأ العمل برسم جدارايات في سقف كنيسة الديمان، وقد أصبحت تحفة فنيّة يحلو للزائر التأمّل بها.

بعد ذلك، قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1950، وعندما وصل إلى نيويورك بدأ العمل في محترفه وانهمك بالدراسة، عالم فني جديد وواسع تفتّح أمام عينيه. وتعرّف إلى التكعيبية، والسوريالية، والانطباعية… إلخ. هكذا، وعبر تلك الدراسات فهم الحركة الفنية العالمية وبدأ بالعمل الجاد لإيجاد موقع له على الخريطة الفنية.

في العام 1955، عاد الدويهي إلى لبنان بعد أن كلّفه قبلان المكاري إنجاز رسوم كنيسة مار يوحنا المعمدان في زغرتا، بعدما تعمّق في الفن البيزنطي المشبع بالروح السريانية التي أعطته طابعًا خاصًّا، علمًا ان رسوم الإنجيليين الأربعة في كنيسة زغرتا مستوحاة من الفن الآشوري.

وبعد أن استقرّ الدويهي في باريس وزّع نشاطه بينها وبين لندن ونيويورك، فأقام معارض عدة مشتركة مع غيره من الفنانين في غاليري باربيكيان في لندن، وفي معهد العالم العربي بباريس، وفي الولايات المتحدة الأميركية. وبذلك، يستحق صليبا الدويهي لقب الرسّام العالمي بموهبة لبنانية، كما أطلقت عليه “الدائرة الثقافية”، إلى أن توفي عام 1994 في نيويورك.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل