ضيفي في “Call 2 face” هذا الأسبوع النائب الياس حنكش.
تشكيل الحكومة
*برأي الياس حنكش، هل الأجواء التي تسير فيها عملية تشكيل الحكومة الجديدة ترضي حزب الكتائب والفريق السيادي؟
كنا نتمنى ألا تعاد الممارسات السابقة، ولا نزال نأمل ألا يكون هناك احتكار لأي طائفة مع أي حزب، تحديداً ألا يحتكر الثنائي التمثيل الشيعي، ونعرف كيف فرز هذا المجلس النيابي وبأي قانون وظروف.
كما لا نزال نتمنى ألا يكون هناك أي حكم لأي حقيبة على أي طائفة أو حزب، وأتحدث هنا بالأخص عن وزارة المال.
ما خرب البلد هو حكومات الوحدة الوطنية التي في الجو الذي نسير فيه تغيّر اسمها فقط، ليصبح حكومة جامعة وتحمل النتيجة ذاتها، إذ وكأننا نضع كل المجلس النيابي في الحكومة، ونعرف أن ذلك يضرب المحاسبة والمراقبة التي يقوم بها البرلمان.
ما نتمناه أن نرى مجلس وزراء فيه أكثرية تحكم، ومن لم يسمِّ رئيس الحكومة يكون بموقع المعارضة، كما بقينا، نحن وسوانا، لسنوات خارج الحكم.
يجب أن يكون هناك معارضة تعارض وأكثرية تحكم، ويجب أن يكون تمثيل الكتل والأحزاب ككل دول العالم، وهذا الأمر طبيعي.
هناك بدعة تدعو ألا يكون الوزير حزبياً، لماذا؟، ألا يوجد أوادم في الأحزاب وكفاءات ونظيفو كف وناجحون؟، ما الفرق إن رشّحنا حزبياً أو غير حزبي.
لا أجد أنها الطريقة المثلى لتشكيل حكومة، فإما تشكيل حكومة خارج التمثيل السياسي تماماً، أو اعتماد التمثيل السياسي بالطريقة المنطقية، وإذا كان نواف سلام مجبراً مع رئيس الجمهورية على تمثيل الجميع، عليهما تمثيلهم بشكل مناسب بلا شروط تعطيلية تحديداً من الثنائي الشيعي.
*ما هواجس الفريق السيادي من البيان الوزاري؟، هل تتخوفون من ثلاثية “جيش شعب مقاومة” تحت عبارات فضفاضة؟
لن نقبل بأي شكل من الأشكال أي ذكر لثلاثية شعب وجيش ومقاومة. علينا أن نتفهم ونكون داعمين لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف ولانطلاقة العهد، وسنكون إلى جانب الرئيس ليكون هذا العهد من أنجح العهود التي مرّت على لبنان، ونحن نؤمن أن الفصل الجديد الذي بدأ مع انتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون يضع لبنان في مكان آخر، لكن ثمة ما يمكن تقبُّله، أما غير المقبول فهو هذه الثلاثية التي أدخلتنا في الحرب وخربت البلد، ومن غير المقبول التذاكي بالمصطلحات، والرئيس المكلف كان واضحاً بأنه سيعود إلى الدستور بهذا الأمر.
الجنوب واستفزازات الممانعة
*كيف يقرأ الياس حنكش التكليف الشرعي الذي أصدره “الحزب” لأهالي الجنوب ما أدى لسقوط عدد منهم؟، هذه الطريقة التي ضغط بها “الحزب” بالتكليف الشرعي إن صحَّت المعلومات، هل هي طبيعية؟
“الحزب” أودى لمرة أخرى بناسه إلى الهلاك والقتل. أودى بحياة 22 شهيداً، فقط ليصبح بيده أوراق في الداخل.
من حق الناس أن تعود إلى بيوتها، لكن أي طريقة هذه التي أودت بحياة كل هؤلاء؟، وهنا نعبِّر عن أشد الإدانات لما قامت به إسرائيل.
*كيف يعلق الفريق السيادي على استفزازات الموتسيكلات الكبيرة التي طالت المناطق السيادية؟، كيف تمكنتم من ضبط الشارع؟
ما حدث الأحد الماضي ليلاً غير مبرر، ولا شيء ليحتفلوا به أساساً. “الحزب” مصرٌّ على أن ينتصر ويحتفل بكل الأحوال وهذه باتت من ثقافته. استيعاب ما حصل يمر بمراحل خمس، أولها التجاهل ثم العدوانية وسواها.
ما حصل الأحد الماضي هو قمصان سود على موتسيكلات، لكن بات هناك دولة اليوم، وهناك وجود للبنان الرسمي أحد مظاهره قول نعيم قاسم إنه لن يرضى بأي تمديد للهدنة، لكن لبنان الرسمي جاوب بعد التفاوض بتمديد الهدنة حتى 18 شباط المقبل.
أيضاً، هناك التعميم الذي صدر عن قيادة حركة أمل بمنع المسيرات على مناصريها، إثر وعي أن ما يحصل قد يؤدي إلى فتنة.
من جاء ليحتفل في الجميزة أو قصقص أو الدورة جاء ليفتعل مشكلاً، لكن الشعب اللبناني واعٍ والجيش والأمن الداخلي كانا بالمرصاد.
لا نريد العودة إلى منطق المناطقية، فنحن ضحَّينا بكل شيء لنصل إلى حقيقة أن الدولة هي التي تحمينا، ونحن من دعاة المساواة وندعو “الحزب” ليسلِّم سلاحه إلى الدولة ويصبح كباقي الأحزاب.
لا أحد يملك امتيازات اليوم، لا بتشكيل الحكومة ولا على الأرض. الدولة تبنى اليوم والجميع يجب أن يكونوا واعين ويتخطوا كل محاولات الفتن، وحركاتهم لاستفزاز الناس لا تضر سواهم.
أحيي هنا أهالي المناطق التي استُفِّزَت مناطقهم من قبل المسيرات، وهم ضبطوا أنفسهم “والله ستر” أننا تخطينا هذا الأمر.