خاص – “القرض الحسن” يوقف دفع التعويضات.. “الحزب” في أزمة مالية خانقة؟ (أمين القصيفي)

حجم الخط

القرض

يوماً بعد يوم، تتفاعل الأزمة بين “الحزب” وعدد كبير من مناصريه وما يسمَّى “البيئة الحاضنة”، خصوصاً على خلفية الأخبار عن تهرُّب مؤسسة “القرض الحسن” عن الإيفاء بالتعويضات المالية المطلوبة لإعادة الإعمار، بعدما تبيَّن أن التعويضات التي تُدفع لغاية الآن زهيدة جداً و”الحزب” أخلَّ بوعوده “الزهرية” بإعادة إعمار القرى المدمرة “أجمل ممّا كانت”، فيما على أرض الواقع لم يعد خافياً أن المبالغ التي تُدفع تكاد لا تُذكر بالمقارنة مع حجم الدمار والخسائر الهائلة في القرى والبلدات المدمرة. لكن ما يثير نقمة البيئة الحاضنة أكثر، هو ما يتردد عن أن “القرض الحسن” أوقف مؤقتاً دفع التعويضات للإعمار، لأسباب تذرّع بأنها تقنية.

مصادر مطلعة تكشف لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، عن أنه “بالفعل البيئة الحاضنة تغلي بعد تسريبات وأخبار تنتشر بكثافة وبسرعة بين صفوفها، مفادها أن “القرض الحسن” أبلغ العديد من المستفيدين عن توقفه مؤقتاً عن دفع التعويضات لمستحقيها، متذرعاً بأن السبب يعود لمشاكل تقنية، من دون أن يوضح طبيعتها، وهذا ما أثار القلق والغضب لدى بيئة “الحزب”، خصوصاً وأن التهرُّب والتذرُّع لعدم دفع التعويضات يتوالى وفي كل مرة بحجج مختلفة، لكن يبقى الأكيد أن التعويضات لا تُدفع للناس كما وُعدت”.

المصادر ذاتها تشير، إلى أن “أصوات كثيرة من داخل البيئة الحاضنة تتعالى والأسئلة كثيرة، القليل منها يخرج إلى العلن، فالناس خائفة من الانتقام منها وحرمانها من التعويضات إذ يبقى لديها أمل أو تمنيات بأن يُدفع لها شيء ما في مرحلة لاحقة، لكنها تخشى أن يحرمها “القرض الحسن” من التعويض كرد فعل انتقامي على تمرّدها إن أعلت أوصاتها في العلن، وهذا أمر مفهوم”.

تضيف: “كلام كثير يدور داخل البيئة الحاضنة، في الصالونات والتجمعات واللقاءات، والناس تقوم بالمقارنة بين حرب تموز العام 2006 وبين الحرب الأخيرة. فبعد حرب تموز قام “الحزب” بأعمال الكشف على الأضرار والبيوت والأبنية المدمرة بشكل سريع ومنظّم، من خلال فرق متخصصة تضم مهندسين وخبراء بناء ومحتويات وأثاث وغير ذلك، وتم إعداد تقارير عن الأضرار بسرعة لافتة، بينما اليوم يرسل “الحزب” فريقاً تلو الآخر للكشف عن الأضرار ويقوم بتسجيل مشاهداته وملاحظاته وحين يُسأل متى التعويض يكون الجواب انشالله قريباً، ثم يرسل فريقاً آخر بعد فترة ليقوم من جديد بالكشف والإحصاء والتسجيل والجواب نفسه”.

تتابع: “من حصل على تعويض من “القرض الحسن” أخيراً صُدم بأن المبلغ زهيد جداً إلى حدِّ أن بعضهم مزّق الشيكات ورفض قبضها إذ أن بعضها لم يحصّل الـ100 دولار. واللافت أكثر كما يقولون، أن فرق الكشف التي يرسلها “الحزب” تتبع لأكثر من مؤسسة لديه، بينها “القرض الحسن”، فيما بعد حرب تموز كانت زيارة واحدة من فريق واحد للكشف كافية لتسجيل كل الأضرار، في حين أن التعويضات التي دُفعت يومها غطَّت كل الأضرار في البيوت والأبنية المدمرة بل كانت في أحيان كثيرة أكثر بكثير من حجم الأضرار والدمار”.

بالإضافة إلى ذلك، تلفت المصادر إلى أن “ما يضاعف نقمة البيئة الحاضنة، هو ما يصل إلى مسامعها من أن “القرض الحسن” يتابع أعماله كالمعتاد من قروض وإيداع وغيرها، لكنه يوقف فقط دفع التعويضات لإعادة الإعمار، فهل المشاكل التقنية في “القرض الحسن” لا تصيب إلا التعويضات؟”.

“لكن هناك ناحية أخرى بدأ كثيرون من البيئة الحاضنة لـ”الحزب” يتهامسون حولها، كما تشير المصادر، “وهي الخوف من أن يكون السبب الحقيقي وراء الأخبار عن وقف دفع التعويضات من قبل “القرض الحسن”، وإن كان مؤقتاً، هو الخشية من أن الحرب لم تنته بعد وأنه سيكون هناك دمار إضافي، والأموال شحيحة و”الحزب” في أزمة مالية خانقة، فمصادر التمويل عبر التهريب وغيرها دونها صعوبات وعراقيل وقسم كبير منها انقطع بالكامل، من دون أن تستبعد “خروج اعتراضات كثيرة ناقمة في المقبل من الأيام على “الحزب” وعلى مؤسسة “القرض الحسن” بالتحديد، فاتجاه الأمور لا يزال غير واضح، لكن الأكيد أن “الحزب” يعاني على المستوى المالي من أزمة لم يشهدها في تاريخه”.

خبر عاجل