خاص – “فكر حر”: اوباش الوطن وشركاؤهم

حجم الخط

بحسم معجم المعاني الجامع تعني كلمة “الأوباش” سفلة الناس والقوم الذيظ ضجّوا وصاحوا، اي بمعنى آخر تنطبق كلمة اوباش على كل من تعاطى بموضوع الكابتاغون وتبييض الأموال والسلاح غير شرعي والتحالف مع النظام المجرم في سوريا، وكل من جاء لاجئاً بقوة السلاح الى ادارة الدولة لا لرفع مستواها وازدهارها بل لاسقاط “ثقافته” في النهب والسرقة والافساد عليها، وهذه الكلمة تنطبق ايضاً على المتخلفين الرجعيين اهل المغاور والكهوف الفكرية الذين لا يملكون اي قيمة حضارية وثقافية وعلمية وتراكمية مُضافة لإدارة دفّة حوكمةٍ رشيدة ودفّة مؤسساتٍ مزدهرة ناجحة منتجة، بل قيمتهم الوحيدة هي القوة والسلبطة و”الأوبشة” والسلاح، ومتى ما انتُزعت منهم مكامن قوتهم وسلبطتهم عادوا كـ”التوتو” الى حجمهم الحقيقي علمياً وادارياً وحضارياً وثقافياً وانسانياً وسياسياً وسلطوياً ومؤسساتياً، والذي بالمناسبة لم يطرأ عليه اي تطوّر ملموس منذ تأسيس لبنان الكبير حتى اليوم.

وكلمة اوباش تنطبق ايضاً على الرعاع الغوغائيين الذين يضجون ويصيحون بـ”الموستيكلات” في الشوارع بشعاراتٍ “شي تكتك شي تيعة تيعة”، متوهّمين انهم بذلك يُخيفون الناس مثلما يخيفون بعض المسؤولين الذي يخاف على كرسيه ومواقعه ومصالحه.

في مقابل هؤلاء الأوباش يوجد من هم اسوأ من الأوباش، اولئك الذين يخافون الأوباش ويهابونهم ويدارونهم ويسايرونهم ويساومون معهم ويلاطفونهم ويماشونهم.

هذه الفئة الرمادية الوصولية الخنوعة هي في الحقيقة تكره الأوباش من الأرض الى السماء، ولكن مصالحها الشخصية والسياسية وطبيعتها الانهزامية الاستسلامية تحتّم عليها ادّعاء عكس ما تُبطِن، بما يُمكّن الأوباش من السطو على الدولة والقبض على مستقبل الأجيال وتطفيش الرساميل وتحويل لبنان نسخة عن “ثقافة” الأوباش وماضيهم العدائي الفوضوي، وواقعهم الفارغ الهش، وعقليتهم المتخلفة.

هذه الفئة التي تخاف من الأوباش وتمكّنهم من العربدة والتعنطز ليست من الناس البسطاء العاديين، بل من “عليّة القوم” الموجودين في اعلى هرم السلطة، وهي الفئة التي بدل ان تحرك الأمن والقضاء والاعلام وتجري اتصالاتها بدول القرار عربياً وغربياً لوقف الاوباش عند حدّهم لمرة واحدة واخيرة، تفضّل دائماً فرفكة اليدين وعلك الكلام الاف المرات حتى لا تقول ما يخدش مشاعر الاوباش او يحطّ من قدر “موستيكلاتهم”.

هذه الفئة هي اخطر من الاوباش على مستقبل الأوطان، لأن الأوباش امرهم مفضوح للجميع، ولأن مكانهم الطبيعي هو السجن والقضاء خصوصاً في ظل اختلال موازين القوى لصالح قيام الدولة القوية، واعلاء سيادة القانون وسط كل الدعم العربي والدولي، بينما الفئة التي تخاف من الأوباش هي شريكة موضوعية لهم في اعاقة قيام الدولة بتراخيها وجبنها ومساومتها وخوفها على كراسيها ومواقعها وامنها الشخصي ولو على حساب كل الوطن.

اما خطورتها فتكمن في تمكّنها عبر الصورة المعتدلة والكلام المعسول والمظهر البرّاق من غشّ بعض الأغبياء والسذّج للبقاء على كراسيها.

من هنا فالمحاسبة الشعبية والانتخابية والديموقراطية الآتية هذه المرّة يجب ان تنصّب على استئصال هذه الفئة من مواقعها في الدولة، وتخليص لبنان الحر السيد الجديد منها ومن الأوباش الذين جعلتهم بجبنها وخذلانها وتراخيها يتحكّمون بمصائر الناس.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل