تورط “الحزب” من “الميتسوبيشي” حتى دراجات الاستفزاز

حجم الخط

الحزب ـ الميتسوبيشي

قد تكون الأيام السبعة التي سبقت استنكار الحزب لـ”استفزازات” و”ارتكابات” من حيّاهم ومدحهم ومجّدهم وأرسلهم محرِّرِين مخترِقين مجازفين بأجسادهم وحياتهم على الحدود، جوابًا شافيًا نافيًا، لما حاول أمينه العام في استنكارِه، انكارَه عن مسؤولية تنظيمه عن تنظيم مسيراته الدراجة المكملة لتلك الراجلة والمؤللة على تخوم البلدات الحدودية والتي تلحفت حصرًا، رايات “الحزب” الصفراء المصنّعة والمطبوعة حديثًا للمناسبتين المتلازمتين، وطبعًا على نفقة المنظِّمين المعروفين.

يقول الأمين العام لـ”الحزب” الشيخ نعيم قاسم في 2 شباط 2025، مستنكرًا منكرًا متبرئًا من دون إبراء: “بعض الموتسيكلات ذهبت إلى مناطق غير الضاحية الجنوبية… هذا عمل مُستنكر من قبلنا، نحن لا نُوافق على هذه المظاهر الاحتفالية بشكلها ومضمونها وبالمناطق التي وصلت إليها، هذا عمل لا يخدم الوحدة الوطنية ولا يخدم الوحدة الإسلامية ولا يخدم المقاومة ولا يخدم المسيرة التي نحن فيها ولا يخدم التحرير. هذا عمل مُستنكر، نحن ليس لنا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذه المسيرة التي ذهبت إلى مناطق خارج الضاحية، بل حتى في الضاحية، نحن ندعوكم إلى أن تكفّوا عن بعض السلوكيات والتصرفات أثناء الاحتفال، التي تضر من خلال بعض الشعارات ومن خلال بعض التصرفات التي يتصرّفها البعض… نحن ندعو الأجهزة الأمنية والقضائية الى أن تقوم بكل الإجراءات لإيقاف ومُعاقبة مطلقي النار، وأيضًا الذين يدخلون إلى مناطق أخرى بطريقة مُستفزة ومؤذية”.

كم تشبه محاولة قاسم التملص من مسؤولية حزبه عن مسيرات مئات الدراجات المنظمة المنطلقة من الضاحية، محاولة  حزبه إبراء نفسه من تحرك شاحنة الميتسوبيتشي المحملة بطن من المتفجرات، انطلاقًا من “جنوب بيروت”، العبارة التي وردت في منطوق حكم المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري، للدلالة والإشارة الى “الضاحية الجنوبية”، معقل “الحزب” ومقر قيادييه وأجهزته ومؤسساته، مدعيًا يومها عدم علم أجهزته الأمنية وخاصة “أمنه الوقائي”، بوجود الشاحنة و”تمخترها” في مربع “الحزب” الأمني مع محتوياتها الخطيرة الشديدة الانفجار، تحت أنف “الحزب” ورغمًا عن أنف أجهزته المتعددة المواهب والعديدة الإنجازات… وكم تشبه محاولته نفي علمه بما سبق “الميتسوبيتشي” من تجهيز وتلغيم وطباعة لوحة السيارة التي استهدفت الوزير والنائب مروان حمادة في منطقة “الحزب” نفسها، على ما شهد الشهيد الحي نفسه. فبحسب قاسم إن تحرّك مئات الدراجات والمسيرات من غيتوهات “الحزب” المقفلة ومربعاته الأمنية في ضاحية بيروت الجنوبية والمناطق البقاعية ذات الصلة وتحت أنف “الحزب” ورغم أنفه، “هو عمل لا يخدم الوحدة الوطنية ولا يخدم الوحدة الإسلامية ولا يخدم المقاومة ولا يخدم المسيرة التي نحن فيها ولا يخدم التحرير”، ومع ذلك فإن التحرك المستفز  المضرّ بالوحدة الوطنية أي المسبب للفتنة مع المسيحيين، والمؤذي لـ”الوحدة الاسلامية” أي المفجّر للفتنة مع السنة والدروز والطاعن بـ”المقاومة” والمانع المعطل لمسيرة “الحزب” بـ”التحرير”، لم يستدعِ من “الحزب” اجراءً تطبيقيًا رادعًا مانعًا استباقيًا، لا بل اكتفى “الحزب” بعد وقوع الواقعة المنظمة، باستنكار استدراكي ترقيعي بعد أسبوع، لا يطمئن ولا يسكّن ولا يبرئ، ومن الأكيد انه لم يغنِ عن فتنة وضرب لصورة ما يسميها “الحزب” نفسه “مقاومة”.

تماشيًا مع ما ذكره نعيم قاسم في مضبطة اتهامه لمسيرات حزبه الدراجة وفي استنكاره واستهجانه لاستفزازاتها واستجرارها للفتن وضربها لـ”الحزب” قبل الخصوم، نكون أمام جريمة كبرى، غاب عنها “الحزب” قبل وأثناء ارتكابها، وتأخر أيامًا لاستنكارها، شأن غيابه عن استباق جريمة العصر في 14 شباط 2005 بضبط شاحنة المتفجرات المنطلقة من مربعه الأمني ومصادرتها قبل انفجارها في السان جورج في قلب بيروت.

وحجة غياب “الحزب” في الحالتين الكبيرتين غير مثبتة وغير مؤمنة، إذ إن “الحزب” على ما أكّد خبيره الأمني ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق فيه وفيق صفا في 7 كانون الثاني 2025، “لن يكون غائبًا عن أي صغيرة أو كبيرة فيما يتعلق بأمور الداخل”، وبما يشبه التكذيب والردّ على ما دعا اليه الشيخ نعيم قاسم، “نحن ندعو الأجهزة الأمنية والقضائية أن تقوم بكل الإجراءات لإيقاف ومُعاقبة مطلقي النار وأيضًا الذين يدخلون إلى مناطق أخرى بطريقة مُستفزة ومؤذية”، يقول الحاج وفيق: “إن الحزب في خدمة شباب وشعب المقاومة وسيمنع عنهم أي أذى في الداخل، أو أي إجراء من هنا وهناك…” يتلاقى موقف صفا بالدفاع عن المرتكبين من المستفزين المفتنين من “شباب وشعب المقاومة”، مع موقف النائب نواف الموسوي دفاعًا عن المرتكبين بجريمة “الميتسوبيتشي” الكبرى بقوله في 24 تموز 2011: “المتهمون منا قدّيسون مطوّبون”.​

إقرأ ايضًا

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل