كل ما كان ينقص لبنان الذي يتخبط على كافة المستويات ويحاول تشكيل حكومة وسط محاولات سلبطة وتشبيح واسعة من قبل الثنائي الشيعي وعلامات استفهام كبيرة حول كيفية إدارة عملية التشكيل٬ التعيين الذي صدر اليوم الاربعاء٬ عن المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي والذي اعتبر فيه الشيخ نعيم قاسم ممثلاً له في لبنان. بذلك تستمر طهران بتوريط لبنان وبوضعه في قبضتها امام المجتمعين العربي والدولي٬ كما تحاول لملمة الوضع الداخلي للحزب إذ لم تعد النقمة خفية على احد٬ عدم قدرة قاسم تعبئة مكان نصرالله لا تحتاج لمن يثبتها فهي واضحة للعيان وطبعاً واضحة عند خامنئي ذاته. كل هذه المعطيات أجبرت خامنئي على اطلاق تعيين مفخخ ذات رسائل كبيرة٬ كما اجبرته على اسقاط صورته على قاسم لإنقاذ “الحزب” من نقمة بيئته.
أوساط سياسية وضعت عبر موقع “القوات اللبنانية” الالكتروني٬ هذا التعيين من قبل خامنئي لنعيم قاسم في 3 سياقات اساسية.
السياق الاول٬ وفق المصادر٬ هو الرسالة الى داخل “الحزب” بعدم الاستخفاف بالشيخ نعيم٬ لانه بعد مقتل نصرالله بات هناك نوع من عدم التزام وشكوك وخطوط. الولي الفقيه خامنئي يضع صورته ودوره واسمه لدى قاسم ليقول “لا٬ داخل بيئة الحزب هذا انا”٬ وليحسم بالتالي عدم الالتزام والخطوط وما الى هنالك.
المصادر تشدد على أن “السياق الثاني له علاقة بأن خامنئي يريد تعزيز صورة نعيم قاسم لأن صورته لم تتمكن من تعبئة مكان نصرالله وهذا الامر طبيعي٬ هو اراد اعطاء نوع من المعنويات لنعيم قاسم ليعزز صورته امام جمهوره وخارج هذا الجمهور”.
أما السياق الثالث٬ فتشير المصادر الى أنه رسالة الى اللبنانيين والى المجتمعين العربي والدولي معناها “انا الحزب والحزب انا٬ ولا يفكرن احد بعكس ذلك”٬ والدليل توقيت التعيين في حين نتنياهو وترمب في البيت الابيض ليقول الخامئي “لن اتخلى عن اذرعي”.
إذاً٬ بهذا التعيين يعيد خامنئي خلط الأوراق ويوجه رسالة ثلاثية الأبعاد وهو بلا ادنى شك يرمي بلبنان في نيران المنطقة من جديد وخصوصا اننا على مشارف تشكيل حكومة شأنها تنفيذ خطاب القسم عالي السقف. تبقى الانظار نحو كيفية رد لبنان الرسمي على هذا التعيين المنتهك للسيادة التي لا يكتفي الحزب بخرقها يوميا بألف طريقة.
إقرأ أيضاً