علق أحد السياسيين المتابعين لعملية تأليف الحكومة على التعطيل الذي حدث في قصر بعبدا، وإفشال محاولة إعلان تشكيل الحكومة، قائلاً: “رضينا بالمعطل والمعطل ما رضي فينا”. ووضع هذا التعطيل في إطار عدم تأقلم الثنائي الشيعي مع المرحلة الجديدة، واستمراره في ممارسة سلوك التعطيل كلما دعت الحاجة.
يشير السياسي نفسه إلى أن الثنائي الشيعي، الذي وصفه بـ”الديو المصدوم”، لا يزال يعيش في مرحلة انتهت. وذكر أن رئيس مجلس النواب الذي اعتاد في الماضي مفاجأة الرؤساء المكلفين بتقديم أسماء وزراء في اللحظات الأخيرة، ظن أنه لا يزال قادرًا على تنفيذ هذه الممارسات أثناء تشكيل الحكومة، وهو سلوك لا يليق برؤساء الحكومات.
وفقًا لما ينقله موقع القوات اللبنانية الإلكتروني عن السياسي البارز، فإن كافة الأحزاب قد احترمت خيارات الرئيس المكلف نواف سلام، وشاركت في تقديم الأسماء، باستثناء الثنائي الشيعي الذي لا يزال يصر على التعطيل والاخذ والرد مع الرئيس المكلف. الثنائي يظن ان هذا السلوك قد يضغط على سلام للاعتذار والإبقاء على حكومة تصريف الأعمال، وهو أمر يعد انتحارًا سياسيًا، إذ أن الواقع الذي كان سائدًا قبل انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية قد تغيّر، والتعطيل الذي يمارسه الثنائي سيعود عليه بالضرر في النهاية.
يضيف السياسي أن الرئيس المكلف نواف سلام يتصرف بمرونة، ويستمع لجميع الكتل النيابية، لكنه في الوقت ذاته لا يستطيع إرضاء جميع الأطراف، لأن المرحلة الجديدة تتطلب نهجًا مختلفًا وفريق عمل منسجم قادر على اتخاذ قرارات حاسمة، بعيدًا عن قنبلة التعطيل والمماطلة. بالتالي، من غير المقبول تعطيل الحكومة تحت أي ذريعة، لأن القطار قد انطلق، ومن يظن أنه يستطيع توقيفه أو الوقوف في طريقه سيجد نفسه على مقاعد الانتظار.
في النهاية، لفت السياسي إلى أن الثنائي المعطل، بدلاً من أن يشكر جميع الأفرقاء الذين قدموا له يد العون بعد ممارساته السيئة السابقة، يقوم برد الجميل عبر تعطيل الحكومة وعرقلة العهد في أول اختبار له، مما يعكس سياسة متهورة وغير مسؤولة أدخلت لبنان في صراعات وحروب.